( بقلم : علي العراقي )
أخي سيد مقتدى الصدرالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
تألمت كثيرا عندما طالعت بيانك الأخير .. خصوصا ما وصفته بآخر تحذير الى الحكومة العراقية بشن حرب طويلة ومفتوحة .. لمصلحة من مثل هذا الخطاب ؟! وعلى من تكون حربك المفتوحة ؟!
أخي العزيز إنهم أبناء الشعب العراقي بل خيرة أبناءه الذين ناضلوا مع الشهيدين الصدرين "قده" وما زالوا يناضلون من أجل بناء العراق وسيادته .
إن هؤلاء الذين تهددهم بإعلان الحرب المفتوحة وعلى رأسهم رئيس الوزراء نوري كامل المالكي من أخلص الناس للعراق ومن أحرص الناس الناس على سيادته وأمنه وإستقراره ومن أصدق الناس معك ومع كل العراقيين ..
أما هؤلاء الذين يحوكون لك الأكاذيب ويزرعون الفتنة بينك وبين الشعب العراقي وقياداته المخلصة ويهتفون بإسمك ليل نهار !! فهم يدلسون ما تخفي سرائرهم من نيات سوء لك وللعراق أو أنهم جهلاء يقودهم العمى .. إعلم أخي سيد مقتدى .. إن خطابا كهذا لا يليق بك ولا بأسرتك وهو خطاب غير محسوب وغير مسؤول أرجوا مراجعته جيدا .. مع الأخذ بنظر الإعتبار المرحلة الحساسة والأخطار المحدقة بالعراق والأعداء الذين يتربصون به الدوائر وينصبون العداء لشيعة محمد وآله بالخصوص .. ومع إعادة النظر بموضوعية وإنصاف وتجرد لمن تخاطبهم ..
أخي سيد مقتدى .. إن واقعنا يختلف عن الواقع اللبناني تماما لذا لا يمكن أن نستنسخ الخطابات أو نستنسخ التجارب فهناك الحرب المفتوحة ضد عدو لدود واضح الصورة أما هنا فضد أخوتك بل نفسك كما تقول . أتمنى عليك أن تكبح جماح من يدعون إتباعك ونصرتك قبل أن تطالب الحكومة بذلك .. لأنه لا توجد في العالم حكومة منتخبة لا تريد الإستقرار والأمن لبلدها وخصوصا (حكومة المالكي) فمن مصلحتها ومصلحة العراق أن تنجح المصالحة الوطنية .. وأن تتوافق التيارات السياسية معها .. لكن (بلغ السيل الزبى) .
لا أدري هل تعلم ببعض ممارسات عناصر التيار الصدري وجيش المهدي "عج" وهم عدد لا يستهان به ؟؟ هل تعلم بما يمارسونه من مصادرة للحريات وقمع للآراء ؟؟ هل تعلم ماذا كان يجري في البصرة وفي مدينة الصدر من قتل وخطف وسرقة ومواجهة لقوى الجيش والشرطة العراقيين وخروج على القانون بإسمك وبإسم السيد الشهيد محمد محمد صادق الصدر "قده" ؟؟!!. إن كنت لا تدري فتلك مصيبة وإن كنت تدري فالمصيبة أعظم
يا صديقي أصارحك .. بانك شخصيا لا تتحمل الرأي المقابل ولي تجربة معك في ذلك .. إكتشفت خلالها .. أنك تتصور بأنك حق مطلق وأنك تملك الصواب لوحدك وأنك تفهم وغيرك لا يفهم ... أقترح عليك أن تستعين بمستشارين لديهم القدرة والجرئة أن لك (لا) عند الضرورة لأن كلمة (نعم) حتى مع الخطأ تصيبك بمرض الأنا والغرور وبالتالي يصاب التيار الصدري كله بالغرور لأن هذا المرض معدي .. وبصراحة هو تيار (مغرور) بخلاف ما كان عليه السيد الشهيد الصدر الثاني "قده" من تواضع وبساطة وتواصل مع الآخر ..
إعلم ياصديقي إن شعبيتك بدأت بالتناقص بشكل كبير وإن من يدعون إتباعك منبوذون في المجتمع !! وإن كان لا يهمك تحالف الشعب العراقي وقواه الوطنية مع الحكومة !! لأن السياسة لا قلب لها كما تقول .. أي سياسة هذه التي تتحدث عنها يا صديقي ؟؟ !! أتمنى عليك أن تستمر في قرارك الإعتزال عن العمل السياسي والتفرغ للدراسة لأن هؤلاء الجهلاء لا ينفعوك لا في الدنيا ولا في الآخرة .. درسك أنفع لك ..
تنفسنا الصعداء عندما لاحت بوادر النصر على الإرهاب وإنهزمت قوى الظلام التكفيرية وقبرت القاعدة في أرض العراق وإنكسرت إرادات عربية وأجنبية كانت تراهن على الفتنة الطائفية .. وبدأنا نحلم ونتطلع الى مستقبل أفضل عندما بدأت عجلة الإعمار تتحرك .. فرحماك ياصديقي مقتدى .. لا تأد حلمنا وتقتل مستقبل أجيالنا بتأجيج نار الحرب وإيقاض الفتنة التي فقأ عينها العراقيون وساهم المالكي بجد في ذلك بعد أن طال غيهبها وإشتد كلبها .. نصيحتى .. وللمؤمن على المؤمن النصيحة .. أن تكون قويا وجريئا وحازما في حل (جيش المهدي) والتوجه الى العمل المؤسساتي الإجتماعي والإنساني والثقافي .. كفانا حروب كفانا دماء .. أخي إن زمن العسكرة في العراق ولى .. وهذا زمن صناديق الإقتراع هذا زمن الرأي والراي الآخر هذا زمن إحترام حقوق الإنسان .. ساهم في ترسيخ وإشاعة قيم ومفاهيم الخير والسلام والتسامح والتعايش والحوار وغيرها .. وأصارحك إني لم أوقع بإسمي الصريح لا خوفا ولا خشية بل ترفعا من أن أقتل على يد أتباعك لمجرد تصريحي برأيي . أتمنى لك كل خير وتوفيقهذه شققة هدرت ثم قرت
علي العراقي
https://telegram.me/buratha
