المقالات

مع الامام الحسين (ع) في كربلاء

2530 01:06:00 2008-01-12

( بقلم : اسامة النجفي )

يستشهد الامام الحسين عليه السلام ابو الشهداء وابو الاحرار فى مثل هذه الايام بعد أن ألقى على الأمة الاسلامية دروساعظيمة خالدة فيها خير الدنيا و الآخرة فيها طمأنينة النفس وعزها و راحة الضمير وحياته وصلاح الانسان وكماله، فيها الوصول الى الحق و القرب الى الله تعالى، فيها كل ما يؤدى بالفرد و المجتمع الى ذروة الكمال الانساني المنشود. فالحسين مدرسة وفكر وعطاء لكلّ الناس على اختلاف طوائفهم ومشاربهم واعتقاداتهم. والحسين قدوة لكلّ العاملين على إقامة حكم الحقّ واالعدل والحرية. نعم تمتاز نهضة الحسين بن علي عليه السلام عن بقية النهضات والثورات أنها كانت نهضة انسانية ودينية خالصة لله لا يشوبها شائبة الملك والسلطنة وما شابهها من الاغراض الدنيوية التافهة. و لقد شاء الله تعالى أن يثور سيد الشهداء ضد الظلم والطغيان لاعلاء كلمته وابقاء شريعته واحياء دينه ، فقام ثائرا في سبيل انفاذ أمره عزوجل ، وضحى بدمه الزاكي ودماء الطيبين من ذريته وذويه وأصحابه . كان أوّل من أتى على ذكر الحسين بعد فاجعة كربلاء هو الصحابي الجليل جابر بن عبد الله الأنصاري، فقد زار قبر سيّد الشهداء، و ذرف هناك دموعاً شاهدة على مدى الظلم الذي لحق بالحسين عليه السلام من الطغاة وقسوتهم .... و في آتي الأيّام، سيتّجه عشّاق درب الحسين نحو كربلاء (اي كربلا مازلت كربا وبلا ...مالقى عندك اولاد المصطفى؟)، حيث يذرفون الدموع، ويحيون ذكرى الحسين، ويبقون دم الحسين حيّاً مشتعلاً بالثورة، ويصونون درس الشهادة لله حيا للأجيال القادمة، فلا ينسى الناس ثورة أبي الشهداء الحسين عليه السلام، على الظلم والظالمين . لذلك كان بنو أميّة وبنو العباس والطواغيت في كل زمان ومكان امثال الوهابية واسلافها يحظرون ويحرمون ويحاربون زيارة قبر الحسين وقبور الشهداء الآخرين. ولكن . . فرغماً عن سعي الأعداء والظالمين، فقد ارتفع على أرض كربلاء مشهد عظيم، وأقيمت على تربة الشهداء بيوتا لله، وبقي نور الشهادة مشعّاً على مدى الدهور، وبقي عهد الشهادة نشيداً خالدا يتردّد في الأسماع . والى ذلك تشير بطلة كربلاء زينب عليها السلام حينما خاطبت يزيد (عليه اللعنة): فكد كيدك ، واسع سعيك ، وناصب جهدك ، فو الله لا تمحو ذكرنا ، ولا تميت وحينا ، ولا يرحض عنك عارها ، وهل رأيك الا فند وأيامك الا عدد ، وجمعك إلا بدد ، يوم ينادى المنادي ألا لعنة الله على الظالمين . وعن الامام الصادق عليه السلام قال :قال الحسين عليه السلام للنبي صلى الله عليه واله وسلم : يا رسول الله ما لمن زارنا ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه : من زارني حيا وميتا أو زار أباك حيا وميتا أو زار أخاك حيا وميتا كان حقيقا على الله أن يستنقذه يوم القيامة .

خلود الثورة الحسينية وتطبيقاتها

ان عظمة الثورة الحسينية وامتيازها في التاريخ لها ثلاثة اسرار وراء خلودها الزماني والمكاني. الاول هو عظمة صاحبها وامتيازه لكونه اماما معصوما وسيد شباب اهل الجنة باتفاق المسلمين. وثانيا ظروف الثورة. لقد ثار الحسين في وقت كانت ارادة الامة ميتة فاراد الحسين بثورته المباركة احياء هذه الامة الميتة التي تقبلت الظالمين كقدر مقدور وارتضت الخنوع علاجا لهذا المرض. فجاءت ثورة الحسين كالزلزال الذي ايقظ الامة وعلمها ان العزة ضرورة كضرورة الهواء الماء وان الميت العزيز افضل من الحي الذليل.وثالثها هو احياء الاسلام ذاته. حيث حاول المخطط الاموي القضاء على الاسلام ابتداءا من معاوية وتوجت الجهود بيزيد. وحيث ان الامة مبتليه بالخنوع والذل وفقدان الارادة ، لذا لوهدم يزيد الاسلام المحمدي الاصيل لما تجرا احد على فعل اي شئ. لذلك احتاجت الامة والاسلام لدم بعظمة الحسين للحفاظ على الاسلام المحمدي الاصيل. هذه الخصائص الثلاث هي التي ميزت الثورة الحسينية المباركة عن باقي الثورات في التاريخ. ان ثورة الحسين (عليه السلام) لم تكن ثورة آنية لتموت بعد زمان او مكانية في كربلاء ، لانها كانت ثورة الحق ضد الباطل، وثورة العدالة ضد الظلم، وثورة الحرية ضد العبودية وثورة الإنسانية ضد الوحشية، وثورة الهداية ضد الضلال، فجولة الباطل ساعة وجولة الحق الى قيام الساعة . ولذا كان من الضروري، امتداد هذه الثورة الى يوم القيامة، ومادام الحق والباطل موجودان. وهذا هو سرّ تحريض الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) وآله الطيبين الطاهرين المسلمين علىاحياء ذكرى عاشوراء طول الدهر، ومنه اتخذ المسلمون مجالس العزاء والمئاتم بمختلف أشكالها،وعلى مدى القرون. وهذا المعنى هو الذي يشير اليه الحديث : (كل يوم عاشوراء، وكل أرض كربلاء).فثورة الأمام الحسين ثورة نادرة الحدوث، امتازت بها الأمة الاسلامية دون سائر الأمم. وعليها ان تستفاد من طاقاتها الخلاقة لبناء المجتمع الفاضل الحر الكريم لو انها احسنت توظيفها مثلما اراد ائمة اهل البيت عليهم السلام . وللاسف فان الأمة الاسلامية تبخسها حقها لهبوط مستوى الوعي في قياداتها ولجعل الحسين مجرد عبرة وعاطفة ليس عبرة (بفتح اللام) وعقل ونظام فكري متكامل، فلا تستفيد منها بالمقدار الممكن والصحيح . وفي هذا الشان يقول المفكر المسيحي انطوان بار: لو كان الحسين منا لنشرنا له في كل أرض راية، ولأقمنا له في كل أرض منبر، ولدعونا الناس إلى المسيحية بإسم الحسين. المشكلة ان هناك مسافة كبيرة بين فكر الحسين ومنهج الحسين وقيم الحسين وعطاء الحسين وبيننا. مثلا ان الفكر الوهابي السلفي مثل الفكر الاموي خطر على الاسلام وكل مصائب الاسلام في العصر الحديث انما حدثت بسببه .وعليه يجب فضح ومحاربة الفكر السلفي امام العالم عبر كتابة الدراسات والبحوث وهدم اسس هذا الفكر السلفي الارهابي حتى لايتورط المسلمون باعتناقه. والقيام بالاعتصامات والتظاهرات الخ . فهذا العمل يمثل خطوة في طريق الحسين وهو احدى تطبيقات الثورة الحسينية. فالفكر الحسيني ليس نظرية فحسب وانما عمل وتطبيق وعناء.

يجب ان تهدف الشعائر الحسينية الى ابراز مظلومية الحسين وتعليم الناس مبادئ الحسين (ع)

اقول من اهم طرق بقاء الثورة الحسينية هي اقامة الشعائر كما وردت عن الائمة عليهم السلام بشكل يتناسب مع ظروف العصر الذي تقم فيه وبشكل لايؤدي الى هتك حرمة مذهب اهل البيت عليهم السلام وتشويه الاسلام وحرف مبادئ الثورة الحسينية عن طريقها الذي خطته بكل عناية مسددة من قبل الله جل وعلا. فينشغل الناس بها اكثر من انشغالهم بقيم الحسين واخلاق الحسين ومبادئ الحسين صلوات الله عليه. الشعائر الحسينية المباركة يجب ان تنقى من البدع ويجب ان تكون فقط مقدمة لنتيجة وهي ان يتعلم الانسان من عطاء الحسين ومنهج الحسين واخلاق الحسين وحب الحسين لله وتوكله عليه وتضحية الحسين للاسلام. ولسماحة الشيخ احمد الوائلي رحمه الله كلام سديد في هذا الشان فليراجع. اذن يجب ان تهدف الشعائر الحسينية الى ابراز مظلومية الحسين وتعليم الناس مبادئ الحسين. فالانسان الحسيني يطيع الله ويخشاه و يتبع منهج الحسين (ع) وتعاليم اهل البيت (ع). ان اهمية اتباع الحسين (ع) والمشي على خطاه والتسنن بسننه تتجلى في زيارات ائمة اهل البيت (ع). مثلافي زيارة الناحية المقدسة المنسوبة للامام المهدي (ع) يقول:أشْهَدُ أنَّكَ قَدْ أقَمْتَ الصَّلاةَ ، وَآتَيْتَ الزَّكَاةَ ، وَأَمَرْتَ بِالمَعرُوفِ ، وَنَهَيْتَ عَنِ المُنْكَرِ والعُدْوَانِ ، وأطَعْتَ اللهَ وَمَا عَصَيْتَهُ ، وتَمَسَّكْتَ بِهِ وَبِحَبلِهِ ، فأرضَيتَهُ وَخَشيْتَهُ ، وَرَاقبتَهُ واسْتَجَبْتَهُ ، وَسَنَنْتَ السُّنَنَ ، وأطفَأْتَ الفِتَنَ .وَدَعَوْتَ إلَى الرَّشَادِ ، وَأوْضَحْتَ سُبُل السَّدَادِ ، وجَاهَدْتَ فِي اللهِ حَقَّ الجِّهَادِ ، وكُنْتَ لله طَائِعاً ، وَلِجَدِّك مُحمَّدٍ ( صَلَّى اللهُ عَلَيه وَآلِه ) تَابِعاً ، وَلِقُولِ أبِيكَ سَامِعاً ، وَإِلَى وَصِيَّةِ أخيكَ مُسَارِعاً ، وَلِعِمَادِ الدِّينِ رَافِعاً ، وَللطُّغْيَانِ قَامِعاً ، وَللطُّغَاةِ مُقَارِعاً ، وللأمَّة نَاصِحاً ، وفِي غَمَرَاتِ المَوتِ سَابِحاً ، ولِلفُسَّاقِ مُكَافِحاً ، وبِحُجَجِ اللهِ قَائِماً ، وللإِسْلاَمِ وَالمُسْلِمِينَ رَاحِماً ، وَلِلحَقِّ نَاصِراً ، وَعِنْدَ البَلاءِ صَابِراً ، وَلِلدِّينِ كَالِئاً ، وَعَنْ حَوزَتِه مُرامِياً . تَحُوطُ الهُدَى وَتَنْصُرُهُ ، وَتَبْسُطُ العَدْلَ وَتنْشُرُهُ ، وتنْصُرُ الدِّينَ وتُظْهِرُهُ ، وَتَكُفُّ العَابِثَ وتَزجُرُهُ ، وتأخُذُ للدَّنيِّ مِنَ الشَّريفِ ، وتُسَاوي فِي الحُكْم بَينَ القَويِّ والضَّعِيفِ .

اقول لاحظوا صفات الحسين (ع) فعلى شيعته اتباعه في هذه الصفات من امثال طاعة الله والتمسك بحبله والتوكل عليه والاعتصام به والنصيحة للناس والصبر والعدالة ومخافة الله وطاعته والتسنن بسننه والغيره على الاسلام ونبيه واهل بيته ومقارعة الظالمين وفضحهم الى اخره مما دلت عليه الزيارة. فلانمر على الزيارة والدعاء مرور الكرام دون ان نستفيد منها في تهذيب نفوسنا والتخلق باخلاقهم عليهم السلام. والا لاصبحت قلقلة لسان لاتغني ولاتسمن من جوع! نسال الله تعالى السداد والتاييد.

دروس من خطبه ومواعظه عليه السلام

وفي هذه المناسبة الاليمة في ذكرى استشهاد ابي الاحرار والشهداء عليه السلام نذكر خطبه ومواعظه للفائدة هي تحوي درر ثمينة صلوت الله على قائلها. وماجرى في استشهاده لتكون درسا مفيدا لنا في التضحية والبطولة والاخلاق والتوكل على الله وبذل كل شئ عزيز في سبيله (تركت الخلق طرا في هواكا وايتمت العيال لكي اراكا .... فلو قطعتني في الحب إربالما مال الفؤاد الى سواكا) والله ولي التوفيق.

1. خطبته‌ عليه‌ السلام‌ في‌ مكّة‌ المكرّمة‌ حين‌ عزم‌ علي‌ الخروج‌ إلي‌ كربلاء :

لَمَّا عَزَمَ عَلَيْهِ السَّلاَمُ عَلَي‌ الْخُرُوجِ إلَي‌ الْعِرَاقِ قَامَ خَطِيباً ، فَقَال‌ : الْحَمْدُ لِلَّهِ ؛ مَاشَاءَ اللَهُ وَلاَ قُوَّةَ إلاَّ بِاللَهِ ؛ وَصَلَّي‌ اللَهُ عَلَي‌ رَسُولِهِ . خُطَّ الْمَوْتُ عَلَي‌ وُلْدِ آدَمَ مَخَطَّ الْقِلاَدَةِ عَلَي‌ جِيدِ الْفَتَاةِ . وَمَا أَوْلَهَنِي‌ إلَي‌ أَسْلاَفِي‌ اشْتِيَاقَ يَعْقُوبَ إلَي‌ يُوسُفَ . وَخُيِّرَ لِي‌ مَصْرَعٌ أَنَا لاَقِيهِ ؛ كَأَنِّي‌ بَأَوْصَالِي‌ تَتَقَطَّعُهَا عُسْلاَنُ الْفَلَوَاتِ بَيْنَ النَّوَاوِيسِ وَكَرْبَلاَءَ ؛ فَيَمْلاَنَ مِنِّي‌ أَكْرَاشاً جُوفاً ، وَأَجْرِبَةً سُغْباً . لاَ مَحِيصَ عَنْ يَوْمٍ خُطَّ بِالْقَلَمِ . رِضَا اللَهِ رِضَانَا أَهْلَ الْبَيْتِ ؛ نَصْبِرُ عَلَي‌ بَلاَئِهِ ، وَيُوَفِّينَا أُجُورَ الصَّابِرِينَ. لَنْ تَشُذَّ عَنْ رَسُولِ اللَهِ صَلَّي‌ اللَهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ لُحْمَتُهُ ، وَهِي‌َ مَجْمُوعَةٌ لَهُ فِي‌ حَظِيرَةِ الْقُدْسِ ، تَقِرُّ بِهِمْ عَيْنُهُ ، وَيُنْجَزُ لَهُمْ وَعْدُهُ . مَنْ كَانَ فِينَا بَاذِلاً مُهْجَتَهُ ، وَمُوَطِّناً عَلَي‌ لِقَاءِ اللَهِ نَفْسَهُ ، فَلْيَرْحَلْ مَعَنَا ؛ فَإنَّنِي‌ رَاحِلٌ مُصْبِحاً إنْ شَاءَ اللَهُ تَعَالَى .

اقول :لاحظوا كيفية اشتياق‌ سيّد الشهداء للقاء الله‌ و رسوله‌، و خطبته‌ للدعوة‌ إلی‌ لقاء الله‌ على مايحب الله. نعم كان‌ سيّد الشهداء عاشقاً للشهادة للقاءالمحبوب‌ لرضا المحبوب!

2. كلام‌ سيّد الشهداء عليه‌ السلام‌ في‌ استعداده‌ للشهادة‌

قول‌ سيّد الشهداء عليه‌ السلام‌ للحرّ بن‌ يزيد الرياحيّ « من كتاب :أهل‌ البيت لتوفيق‌ أبوعلم‌ »:

لَيْسَ شَأْنِي‌ شَأْنَ مَنْ يَخَافُ الْمَوْتَ . مَا أَهْوَنَ الْمَوْتَ عَلَي‌ سَبِيلِ نَيْلِ الْعِزِّ وَإحْيَاءِ الْحَقِّ . لَيْسَ الْمَوْتُ فِي‌ سَبِيلِ الْعِزِّ إلاَّ حَيَاةً خَالِدَةً ؛ وَلَيْسَتِ الْحَيَاةُ مَعَ الذُّلِّ إلاَّ الْمَوْتَ الَّذِي‌ لاَ حَيَاةَ مَعَهُ . أَفَبِالْمَوْتِ تُخَوِّفُنِي‌ ؟! هَيْهَاتَ ؛ طَاشَ سَهْمُكَ ، وَخَابَ ظَنُّكَ ! لَسْتُ أَخَافُ الْمَوْتَ . إنَّ نَفْسِي‌ لاَكْبَرُ مِنْ ذَلِكَ ، وَهِمَّتِي‌ لاَعْلَي‌ مِنْ أَنْأَحْمِلَ الضَّيْمَ خَوْفاً مِنَ الْمَوتِ ؛ وَهَلْ تَقْدِرُونَ عَلَي‌أَكْثَرَ مِنْ قَتْلِي‌ ؟! مَرْحَباً بِالْقَتْلِ فِي‌ سَبيلِ اللَهِ ! وَلَكِنَّكُمْ لاَ تَقْدِرُونَ عَلَي‌ هَدْمِ مَجْدِي‌ وَمَحْوِ عِزَّتِي‌ وَشَرَفِي‌ ؛ فَإذاً لاَ أُبَالِي‌ مِنَ الْقَتْلِ .

اقول وسيّد الشهداء هو القائل‌ :مَوْتٌ فِي‌ عِزٍّ خَيْرٌ مِنْ حَيَاةٍ فِي‌ ذُلٍّ . وهو الذي‌ كان‌ يرتجز في‌ الحرب‌ حين‌ يحمل‌ علي‌ جيش‌ الاعداء فيقول‌ :

الْمَوْتُ خَيْرٌ مِنْ رُكُوبِ الْعَارِ وَالْعَارُ أَوْلَى‌ مِنْ دُخُولِ النَّارِ

و حين‌ اعترض‌ الحرّ بن‌ يزيد الرياحيّ و جيشُهُ الحسينَ عليه‌ السلام‌ فمنعوه‌ عن‌ متابعة‌ المسير، حتّي‌ أنـّهم‌ منعوه‌ عن‌ العدول‌ و الانحراف‌ في‌ مسيره‌؛ فَقَامَ الْحُسَيْنُ خَطِيبَاً فِي‌ أَصْحَابِهِ فَحَمِدَ اللهَ وَ أَثْني‌' عَلَيْهِ وَ ذَكَرَ جَدَّهُ فَصَلّي‌' عَلَيْهِ ثُمَّ قَالَ: إنّه‌ قَدْ نَزَلَ بِنَا مِنَ الاْمْرِ مَا قَدْ تَرَونَ؛ وَ إنَّ الدُّنْيَا قَدْ تَغَيَّرَتْ وَ تَنَكَّرَتْ وَ أَدْبَرَ مَعْرُوفُهَا وَاسْتَمَرَّتْ جَذَّاءَ، وَ لَمْ تَبْقَ مِنْهَا اِلاَّ صُبَابَةٌ كَصُبَابَةِ الإنَاءِ، وَ خَسِيسُ عَيشٍ كَالْمَرْعَي‌' الْوَبِيلِ؛ أَلاَ تَرَوْنَ إلَي‌' الْحَقِّ لاَ يُعْمَلُ بِهِ، وَ إلَي‌' الْبَاطِلِ لاَ يُتَناهي‌' عَنْهُ؛ لِيَرْغَبِ الْمُؤمِنُ فِي‌ لِقَاءِ رَبِّهِ مُحِقَّاً، فَإنِّي‌لاَ أَرَي‌' الْمَوتَ إلاَّ سَعَادَةً وَالْحَيو'ةَ مَعَ الظَّالِمِينَ إلاَّ بَرَمَاً.

وهذا درس مفيد لنا ان يكون الانسان مستعدا للقاء الله تعالى ممتثلا لاوامره وان يكون مصرا على المضي في طريق الحق متوجها الى الله تعالى في ذلك ولاتاخذه في الله لومة لائم وان يتحمل لذلك ويصبر لانه بعين الله تعالى. واذا كانت الحياة مع الظالمين موجبة لهتك حرمة المؤمن او سببا لانحراف الاسلام على يد الظالمين فلامرحبا بها: فَإنِّي‌لاَ أَرَي‌' الْمَوتَ إلاَّ سَعَادَةً وَالْحَيو'ةَ مَعَ الظَّالِمِينَ إلاَّ بَرَمَاً.

3. خطبته‌ عليه‌ السلام‌ في‌ أصحابه‌ و أصحاب‌ الحرّ :

نُقل‌ عن‌ الطبري‌ (المؤرخخ السني الشهير)أنّ الحسين‌ عليه‌ السّلام‌ خطب‌ أصحابه‌ وأصحاب‌ الحرّ في‌ «البَيْضَة‌» (على طريق كربلاء) : فَحَمِدَ اللَهَ وَأَثْنَي‌ عَلَيْهِ ؛ ثُمَّ قَالَ : أَيُّهَا النَّاسُ ! إنّ َرَسُولَ اللَهِ صَلَّي‌ اللَهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ قَالَ : مَنْ رَأَي‌ سُلْطَاناً جَائِراً مُسْتَحِلاّ لِحُرَمِ اللَهِ ، نَاكِثاً لِعَهْدِ اللَهِ ، مُخَالِفاً لِسُنَّةِ رَسُولِ اللَهِ صَلَّي‌ اللَهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ ، يَعْمَلُ فِي‌ عِبَادِاللَهِ بِالإثْمِ وَالْعُدْوَانِ ، فَلَمْ يُعَيِّرْ (او يُغَيِّرْ) عَلَيْهِ بِفِعْلٍ وَلاَقَوْلٍ ؛ كَانَ حَقّاً عَلَي‌ اللَهِ أَنْ يُدْخِلَهُ مَدْخَلَهُ . أَلاَ وَإنَّ هَؤُلاَءِ قَدْلَزِمُوا طَاعَةَ الشَّيْطَانِ ، وَتَرَكُوا طَاعَةَ الرَّحْمَنِ، وَأَظْهَرُوا الْفَسَادَ ، وَعَطَّلُوا الْحُدُودَ ، وَاسْتَأْثَرُوا بِالْفَي‌ْءِ ، وَأَحَلُّوا حَرَامَ اللَهِ ، وَحَرَّمُوا حَلاَلَهُ ؛ وَأَنَا أَحَقُّ مِنْ غَيْرٍ مَنْ غَيَّرَ ؛ مَنْ عَيَّرَ. وَقَدْ أَتَتْنِي‌ كُتُبُكُمْ ، وَقَدِمَتْ عَلَي‌َّ رُسُلُكُمْ بِبَيْعَتِكُمْ أَنَّكُمْ لاَ تُسَلِّمُونِي‌ وَلاَ تَخْذُلُونِي‌ ؛ فَإنْتَمَمْتُمْ عَلَي‌ بَيْعَتِكُمْ تُصِيبُوا رُشْدَكُمْ . فَأَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ عَلِي‌ٍّ ، وَابْنُ فَاطِمَةَ بِنْتِ رَسُولِاللَهِ صَلَّي‌ اللَهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ ؛ نَفْسِي‌ مَعَ أَنْفُسِكُمْ ، وَأَهْلِي‌ مَعَ أَهْلِيكُمْ ؛ فَلَكُمْ فِي‌َّ أُسْوَةٌ . وإنْ لَمْ تَفْعَلُوا وَنَقَضْتُمْ عَهْدَكُمْ ، وَخَلَعْتُمْ بَيْعَتِي‌ مِنْ أَعْنَاقِكُمْ ، فَلَعَمْرِي‌ مَا هِي‌َ لَكُمْ بِنُكْرٍ ؛ لَقَدْ فَعَلْتُمُوهَا بِأَبِي‌ وَأَخِي‌ وَابْنِ عَمِّي‌ مُسْلِمٍ . وَالْمَغْرُورُ مَنِ اغْتَـرَّ بِـكُمْ ؛ فَحَظَّكُمْ أَخْطَأْتُمْ ؛ وَنَصِيبَكُمْ ضَيَّعْتُمْ ؛ وَ مَن‌ نَكَثَ فَإِنَّمَا يَنكُثُ عَلَي‌' نَفْسِهِ. وَسَيُغْنِي‌ اللَهُ عَنْكُمْ . وَالسَّلاَمُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللَهِ وَبَرَكَاتُهُ .

اقول نستشف من كلام سيد الشهداء ان الساكت عن الحق شيطان اخرس وان الظلم يحيا بالسكوت وان الانسان محاسب اشد الحساب امام الله تعالى اذا لم يغير ما على الظالم بفعل ولا قول و كان حقا على الله أن يدخله مدخله.

4. خطبته‌ عليه‌ السلام‌ صبيحة‌ يوم‌ عاشوراء وماجرى بعدها:

أَيُّهَا النَّاسُ ! اسْمَعُوا قَوْلِي‌ ، وَلاَ تَعْجَلُوا حَتَّي‌ أَعِظَكُمْ بِمَا يَحِقُّ عَلَيَّ لَكُمْ ؛ وَحَتَّي‌ أُعْذِرَ إلَيْكُمْ ! فَإن ْأَعْطَيْتُمُونِي‌ النِّصْفَ كُنْتُمْ بِذَلِكَ أَسْعَدَ ! وَإنْ لَم ْتُعْطُونِي‌ النِّصْفَ مِنْ أَنْفُسِكُمْ فَأَجْمِعُوا رَأْيَكُمْ وَشُرَكَاءَكُمْ ثُمَّ لاَ يَكُنْ أَمْرُكُمْ عَلَيْكُمْ غُمَّةً ثُمَّ اقْضُو´ا إِلَيَّ وَلاَ تُنظِرُونِ ! إنَّ وَلِــِّيَ اللَهُ الَّذِي‌ نَزَّلَ الْكِتَـ'بَ وَهُوَ يَتَوَلَّي‌ الصَّـ'لِحِينَ .ثُمَّ حمد الله‌ وأثني‌ عليه‌ ، وذكر الله‌ تعالي‌ بما هو أهله‌ ، وصلّي‌ علي‌ النبي‌ّ وآله‌ وعلي‌ ملائكته‌ وأنبيائه‌ ، فلم‌يُسمع‌ متكلّم‌ قطّ قبله‌ و لا بعده‌ أبلغ‌ في‌ منطق‌ منه‌ .ثمّ قال‌ : أمّا بعد ، فانسبوني‌ فانظروا مَن‌ أنا ، ثمّ ارجعوا إلي‌ أنفسكم‌ وعاتبوها فانظروا هل‌ يصلح‌ لكم‌ قتلي‌ وانتهاك‌ حرمتي‌؟! ألستُ ابن‌ بنت‌ نبيّكم‌ وابن‌ وصيّه‌ وابن‌ عمّه‌ وأوّل‌ المؤمنين‌ المصدّق‌ لرسول‌ الله‌ صلّي‌ الله‌ عليه‌ وآله‌ بما جاء به‌ من‌ عند ربّه‌ ؟! أو ليس‌ حمزة‌ سيّد الشهداء عمّي‌ ؟ أو ليس‌ جعفر الطيّار في‌ الجنّة‌ بجناحين‌ عمّي‌ ؟! أولم‌ يبلغكم‌ ما قال‌ رسول‌ الله‌ صلّي‌ الله‌ عليه‌ وآله‌ لي‌ ولاخي‌ : هَذَانِ سَيِّدَا شَبَابِ أَهْلِ الْجَنَّةِ ؟ فإن‌ صدّقتموني‌ بما أقول‌ ـ وهو الحقّ ـ واللهِ ماتعمّدتُ كذباً منذ علمتُ أنَّ اللَه‌ يمقت‌ عليه‌ أهله‌ ، وإنْكذّبتموني‌ فإنّ فيكم‌ من‌ إنْ سألتُموه‌ عن‌ ذلك‌ أخبركم‌ . سَلوا جابر بن‌ عبد الله‌ الانصاريّ وأبا سعيد الخدريّ وسهل‌ بن‌ سعد الساعديّ وزيد بن‌ أرقم‌ وأنس‌ ابن‌ مالك‌ ، يخبروكم‌ أنّهم‌ سمعوا هذه‌ المقالة‌ من‌ رسول‌الله‌ صلّي‌ الله‌ عليه‌ وآله‌ لي‌ ولاخي‌ . أما في‌ هذا حاجزٌ لكم‌ عن‌ سفك‌ دمي‌ ؟!

فقال‌ له‌ شمر بن‌ ذي‌ الجوشن‌ : هو يعبد اللهَ علي ‌حَرْفٍ إنْ كان‌ يدري‌ ما تقول‌ .

فقال‌ له‌ حبيب‌ بن‌ مظاهر (من انصار الحسين ع) : واللهِ إنّي‌ لاراك‌ تعبدُ اللهَ علي‌ سبعين‌ حرف‌ ، وأنا أشهد أنّك‌ صادق‌ ما تدري‌ مايقول‌ ، قد طبع‌ اللهُ علي‌ قلبك‌ . ثمّ قال‌ لهم‌ الحسين‌ عليه‌السلام‌ : فإنْ كنتم‌ في‌ شكٍّ من‌ هذا أفتشكّون‌ أَنّي‌ ابن‌بنت‌ نبيّكم‌ ؟ فواللهِ ما بينَ المشرقِ والمغربِ ابنُبنتِ نَبيٍّ غَيري‌ ، فيكم‌ ولا في‌ غيركم‌ . وَيْحَكُمْ أتطلبوني‌ بقتيلٍ منكمْ قتلتُه‌ ؟ أو مالٍ لكم‌ استهلكتُه‌ ؟ أو بقصاصِ جراحةٍ ؟

فأخذوا لا يكلّمونه‌ ؛ فنادي‌ : يا شبث‌ بن‌ ربعيّ ! ويا حجّار بن‌ أبجر! ويا قيس‌ بن‌ الاشعث‌ ! ويا يزيد بن‌ الحارث‌ ! ألم‌ تكتبوا إليّ : أنْ قدْ أينعت‌ الثمارُ واخضرَّ الجنابُ ، وإنّما تَقْدَمُ عَلي‌ جُندٍ لَكَ مُجَنَّدَةٍ ؟!

فقال‌ له‌ قيسُ بن‌ الاشعثِ : ما ندري‌ ما تقول‌ ؛ ولكن‌ انْزِل‌ علي‌ حُكم‌ بَني‌ عمّكَ ، فَإنّهم‌ لن‌ يُرُوك‌ إلاّ ما تحبّ .

فَقَالَ الْحُسَيْنُ عَلَيْهِ السَّلاَمُ : لاَ وَاللَهِ لاَ أُعْطِيكُمْ بِيَدِي‌ إعْطَاءَ الذَّلِيلِ؛ وَلاَ أُقِرُّ لَكُمْ إقْرَارَ الْعَبِيدِ ؛ ثُمَّ نَادَي‌: يَا عِبَادَ اللَهِ ! إِنِّي‌ عُذْتُ بِرَبِّي‌ وَرَبِّكُمْ أَن‌تَرْجُمُونِ ؛ وَأَعُوذُ بِرَبِّي‌ وَرَبِّكُمْ مِنْ كُلِّ مُتَكَبِّرٍ لاَيُؤْمِنُ بِيَوْمِ الْحِسَابِ.

لاحظوا عزة وكرامة الحسين وحرمة ان يذل المؤمن نفسه. وعن الامام الصادق عليه السلام -ما مضمونه- بأن الله تعالى فوّض أمور المؤمن إلى نفسه، ولكن لم يفوض إليه أن يذل نفسه.

5. خطبة‌ الإمام‌ الغرّاء يوم‌ عاشوراء

روي‌ السيد ابن‌ طاووس‌ اعلى الله مقامه في كتابه اللهوف الخطبة‌ الغرّاء التالية‌ عن‌ سيّدالشهداء عليه‌ السلام‌ خطبها يوم‌ عاشوراء ، بهذا المضمون‌ :

قالَ الرَّاوي‌ : وَرَكِبَ أَصْحَابُ عُمَرَ بْنِ سَعْدٍ لَعَنَهُمُ اللَهُ ، فَبَعَثَ الْحُسَيْنُ عَلَيْهِ السَّلاَمُ بُرَيْرَ بْنَ خُضَيْرٍ فَوَعَظَهُمْ ؛ فَلَمْ يَسْتَمِعُوا وَذَكَّرَهُمْ فَلَمْ يَنْتَفِعُوا .

فَرَكِبَ الْحُسَيْنُ عَلَيْهِ السَّلاَمُ نَاقَتَهُ ـ وَقِيلَ فَرَسَهُ ـ فَاسْتَنْصَتَهُمْ فَأَنْصَتُوا. فَحَمِدَاللَهَ ، وَأَثْنَي‌ عَلَيْهِ ، وَذَكَرَهُ بِمَا هُوَ أَهْلُهُ ؛ وَصَلَّي‌ عَلَي‌ مُحَمَّدٍ وَعَلَي‌ الْمَلاَئِكَةِ وَالاْنْبِيَاءِ وَالرُّسُلِ ؛ وَأَبْلَغَ فِي‌ الْمَقَالِ ؛ ثُمَّ قَالَ:

تَبّاً لَكُمْ أَيَّتُهَا الْجَمَاعَةُ وَتَرَحاً حِينَ اسْتَصْرَخْتُمُونَا وَالِهِينَ ، فَأَصْرَخْنَاكُمْ مُوجِفِينَ ؛ سَلَلْتُمْ عَلَيْنَا سَيْفاً لَنَا فِي‌ أَيْمَانِكُمْ ! وَحَشَشْتُمْ عَلَيْنَا نَاراً اقْتَدَحْنَاهَا عَلَي‌عَدُوِّنَا وَعَدُوِّكُمْ ! فَأَصْبَحْتُمْ ألْباً لاِعْدَائِكُمْ عَلَي‌أَوْلِيَائِكُمْ بِغَيْرِ عَدْلٍ أَفْشَوْهُ فِيكُمْ ، وَلاَ أَمَلٍ أَصْبَحَ لَكُمْ فِيهِمْ ! فَهَلاَّ ـ لَكُمُ الْوَيْلاَتُ ـ تَرَكْتُمُونَا ؛ وَالسَّيْفُ مَشِيمٌ ، وَالجَأْشُ طَامِنٌ ، وَالرَّأْيُ لَمَّا يُسْتَحْصَفْ ؟! وَلكِنْ أَسْرَعْتُمْ إلَيْهَا كَطَيْرَةِ الدَّبَي‌ ! وَتَدَاعَيْتُمْ إلَيْهَا كَتَهَافُتِ الْفَرَاشِ !فَسُحْقاً لَكُمْ يَا عَبِيدَ الاْمَّةِ ! وَشُذَّاذَ الاْحْزَابِ ! وَنَبَذَةَ الْكِتَابِ ! وَمُحَرِّفِي‌ الْكَلِمِ ! وعُصْبَةَ الآثَامِ ! وَنَفَثَةَ الشَّيْطَانِ! وَمُطْفِئِي‌ السُّنَنِ ! أَهَؤُلاَءِ تَعْضُدُونَ ؟! وَعَنَّا تَتَخَاذَلُونَ ؟! أَجَلْ وَاللَهِ غَدْرٌ فِيكُمْ قَدِيمٌ ! وَشَجَتْ إلَيْهِ أُصُولُكُمْ ! وَتَأَزَّرَتْ عَلَيْهِ فُرُوعُكُمْ ! فَكُنْتُمْ أَخْبَثَ ثَمَرٍ شَجاً لِلنَّاظِرِ ! وَأُكْلَةً لِلْغَاصِبِ ! أَلاَ وَإنَّ الدَّعِيَّ ابْنَ الدَّعِيِّ قَدْ رَكَزَ بَيْنَ اثْنَتَيْنِ : بَيْنَ السِّلَّةِ وَالذِّلَّةِ ؛ وَهَيْهَاتَ مِنَّا الذِّلَّةُ ! يَأْبَي‌ اللَهُ ذَلِكَ لَنَا وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ وَحُجُورٌ طَابَتْ وَطَهُرَتْ ، وَأُنُوفٌ حَمِيَّةٌ ، وَنُفُوسٌ أَبِيَّةٌ ، مِنْ أَنْنُؤْثِرَ طَاعَةَ اللِئَـامِ عَلَي‌ مَصَـارِعِ الْكِرَامِ . أَلاَ وَإنِّي‌ زَاحِفٌ بِهَذِهِ الاْسْرَةِ مَعَ قِلَّةِ الْعَدَدِ ، وَخَذْلَةِ النَّاصِرِ . ثُمَّ أَوصَلَ كَلاَمَهُ بِأَبْيَاتِ فَرْوَةَ بْنِ مُسَيْكٍ الْمُرَادِي‌ِّ :

فَإنْ نَهْزِمْ فَهَزَّامُونَ قِدْماً وَإنْ نُغْلَبْ فَغَيْرُ مُغَلَّبِينَا

وَمَا إنْ طِبُّنَا جُبْنٌ وَلَكِنْ مَنَايَانَا وَدَوْلَةُ آخَرِينَا

إذَا مَا الْمَوْتُ رَفَّعَ عَنْ أُنَاسٍ كَلاَكِلَهُ أَنَاخَ بِآخَرِينَا

فَأَفْنَي‌ ذَلِكُمْ سُرَوَاءَ قَوْمِي‌ كَمَا أَفْنَي‌ الْقُرُونَ الاْوَّلِينَا

فَلَوْ خَلَدَ الْمُلُوكُ إذاً خَلَدْنَا وَلَوْ بَقِيَ الْكِرَامُ إذاً بَقِينَا

فَقُلْ لِلشَّامِتِينَ بِنَا أَفِيقُوا سَيَلْقَي‌ الشَّامِتُونَ كَمَا لَقِينَا

ثُمَّ أَيْمُ اللَهِ لاَ تَلْبَثُونَ بَعْدَهَا إلاَّ كَرَيْثِمَا يُرْكَبُ الْفَرَسُ ، حَتَّي‌ تَدُورَ بِكُمْ دَوْرَ الرَّحَي‌ ! وَ تَقْلَقَ بِكُمْ قَلَقَ الْمِحْوَرِ ! عَهْدٌ عَهِدَهُ إِلَي‌َّ أَبِي‌ عَنْ جَدِّي‌ ؛ فَأَجْمِعُو´ا أَمْرَكُمْ وَشُرَكَآءَكُمْ ثُمَّ لاَ يَكُنْ أَمْرُكُمْ عَلَيْكُمْ غُمَّةً ثُمَّ اقْضُو´ا إِلَيَّ وَلاَ تُنظِرُونِ !إِنِّي‌ تَوَكَّلْتُ عَلَي‌ اللَهِ رَبِّي‌ وَ رَبِّكُم‌ مَا مِن‌ دَآبَّةٍ إِلاَّ هُوَ ءَاخِذُ بِنَاصِيَتِهَآ إِنَّ رَبِّي‌ عَلَي‌' صِرَطٍ مُسْتَقِيمٍ .اللَهُمَّ احْبِسْ عَنْهُمْ قَطْرَ السَّمَاءِ ؛ وَابْعَـثْ عَلَيْهِمْ سِنِينَ كَسِني‌ يُوسُفَ ؛ وَسلِّطْ عَلَيْهِمْ غُلاَمَ ثَقِيفٍ ! فَيَسُومَهُمْ كَـأْساً مُصَبَّرَةً ؛ فإنَّهُمْ كَذَّبُونَا وَخَذَلُونَا وَأَنْتَ رَبُّنَا ! عَلَيْكَ تَوَكَّلْنَا وَإلَيْكَ أَنَبْنَا وَإلَيْكَ الْمَصِيرُ !

اقول لاحظوا توكل ابو الشهداء المطلق على الله والاعتصام به في هذا الظرف الرهيب مع علمه ان القوم قاتليه لا محالة وهذا من اعظم الدروس لنا في وجوب الثقة بالله والدعاء وتفويض الامر اليه مطلقا وفي اي ظرف.

6. يروي الشيخ‌ الصدوق قدس سره الشريف في‌ كتاب‌ «معاني‌ الاخبار» عن‌ أبي‌ جعفر الجواد، عن‌ آبائه‌ عليهم‌ السلام‌، عن‌ عليّ ابن‌ الحسين‌ عليهما السلام‌: لَمَّا اشتَدَّ الامْرُ بِالحُسَيْنِ بنِ علی بنِ أَبِي‌ طَالِبٍ عليه‌ السَّلامُ نَظَرَ اِلَيْهِ مَنْ كَانَ مَعَهُ، فَاذَا هُوَ بِخِلاَفِهِمْ؛ لاِنَّهُمْ كُلَّمَا اشتَدَّ الاْمْرُ تَغَيَّرَتْ أَلْوَانُهُمْ، وَارْتَعَدَتْ فَرَائِصُهُمْ، وَ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ، وَ كَانَ الْحُسَيْنُ عليه‌ السلامُ وَ بَعْضُ مَنْ مَعَهُ مِنْ خَصَائِصِهِ تَشْرَقُ أَلْوَانُهُمْ، وَ تَهْدَأُ جَوَارِحُهُمْ، وَ تَسْكُنُ نُفُوسُهُمْ، فَقَالَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ: أُنْظُرُوا لاَ يُبَالِي‌ بِالْمَوتِ! فَقَالَ لَهُم‌ الْحُسَينُ عَلَيْهِ السَّلاَمُ: صَبْراً بَنِي‌ الْكِرَامِ! فَمَا الْمَوتُ اِلاَّ قَنْطَرَةٌ تَعْبُر بِكُمْ عَنِ الْبُؤسِ وَ الضَّرّاءِ اِلَي‌' الْجِنَانِ الْوَاسِعَةِ وَ النَّعِيمِ الدَّائِمَةِ. فَأَيُّكُمْ يَكْرَهُ أَن‌ يَنْتَقِلَ مِنْ سِجْنٍ الی قَصْرٍ؟وَ مَا هُوَ لاِعَْدَائِكُمْ اِلاَّ كَمَنْ يَنْتَقِلُ مِنْ قَصْرٍ الی سِجْنٍ وَ عَذَابٍ. إِنَّ أَبِي‌ حَدَّثَنِي‌ عَنْ رَسُولِ اللَهِ صَلَّي‌ اللَهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ: اِنَّ الدُّنْيَا سِجْنُ الْمُؤمِنِ وَ جَنَّةُ الْكَافِرِ وَ الْمَوتُ جِسْرُ هَؤُلاَءِ الی جَنَّاتِهِمْ، وَ جِسْرُ هُؤلاَءِ الی جَحِيمِهِمْ، ما كَذِبْتُ وَ لاَ كُذِبْتُ.

واقول انا العاصي اقول ياليتنا كنا معكم فنفوز فوزا عظيما

7. نداء الإمام الحسين ‌ عليه‌ السلام‌ في‌ أتباع‌ شيعة ال‌ أبي‌ سفيان‌ يوم عاشوراء

يَا شِيعَةَ آلِ أَبِي‌ سُفْيَانَ ! إنْ لَمْ يَكُنْ لَكُمْ دِينٌ ، وَكُنْتُمْ لاَ تَخَافُونَ الْمَعَادَ ، فَكُونُوا أَحْرَاراً فِي‌دُنْيَاكُمْ ! وَارْجِعُوا إلَي‌ أَحْسَابِكُمْ إنْ كُنْتُمْ عُرْباً كَمَا تَزْعُمُونَ ! فناداه‌ شمر : ما تقولُ يا ابنَ فاطمة‌ ! قال‌ : أنا الذي‌ أقاتلكم‌ والنِّساءُ ليس‌ عليهنّ جُناح‌ فامنعوا عُتاتكم‌ عن‌ التعرّض‌ لحرمي‌ ما دمتُ حيّاً . قَالَ اقْصُدُونِي‌ بِنَفْسِي‌ وَاتْرُكُوا حَرَمِي‌ قَدْ حَانَ حِينِي‌ وَقَدْ لاَحَتْ لَوَائِحُهُ فقال‌ شمر : لك‌ ذلك‌ ! وقصده‌ القوم‌ ، واشتدّ القتال‌ وقد اشتدّ به‌ العطش‌ . ثمّ إنّه‌ عليه‌ السلام‌ رجع‌ إلي‌ الخيمة‌ وودّع‌ عياله‌ ثانياً ، فحملوا عليه‌ يرمونه‌ بالسهام‌ ، فحمل‌ عليهم‌ كالليث‌ الغضبان‌ ، ورجع‌ إلي‌ مركزه‌ يُكثر من‌ قول‌ : لاَ حَوْلَ وَلاَ قُوَّةَ إلاَّ بِاللَهِ !

اقول يستحب ترديد الذكر الشريف :(لاَ حَوْلَ وَلاَ قُوَّةَ إلاَّ بِاللَه)ِ لدفع الشدائد والهموم.

8. دعاؤه‌ عليه‌ السلام‌ علي‌ جيش الامويين وانصارهم و مخاطبته‌ لهم‌

اللَهُمَّ إنَّكَ تَرَي‌ مَا أَنَا فِيهِ مِنْ عِبَادِكَ هَؤُلاَءِ الْعُصَاةِ ! اللَهُمَّ أَحْصِهِمْ عَدَداً ! وَاقْتُلْهُمْ بَدَداً ! وَلاَ تَذَرْ عَلَي‌ وَجْهِ الاْرْضِ مِنْهُمْ أَحَداً ! وَلاَ تَغْفِرْ لَهُمْ أَبَداً ! و صاح‌ بصوت‌ عالٍ : يَا أُمَّةَ السَّوْءِ بِئْسَمَا خَلَّفْتُمْ مُحَمَّداً فِي‌ عِتْرَتِهِ ! أَمَا إنَّكُمْ لاَ تَقْتُلُونَ رَجُلاً بَعْدِي‌ فَتَهَابُونَ قَتْلَهُ ! بَلْ يَهُونُ عَلَيْكُمْ ذَلِكَ عِنْدَ قَتْلِكُمْ إيَّاي‌َ ! وَأَيْمُ اللَهِ إنِّي‌ لاَرْجُو أَنْيُكْرِمَنِيَ اللَهُ بِالشَّهَادَةِ ، ثُمَّ يَنْتَقِمَ لِي‌ مِنْكُمْ مِنْ حَيْثُ لاَتَشْعُرُونَ ! فقال‌ الحُصَيْن‌ : وبماذا ينتقم‌ لك‌ منّا يا ابن‌ فاطمة‌ ؟قال‌ (عليه‌ السلام‌) : يُلقي‌ بأسَكم‌ بينكم‌ ويسفك‌ دماءَكُم‌ ثُمّ يصبّ عليكم‌ العذابَ صَبّاً .

اقول ان الامام عليه لم يدعو عليهم هذا الدعاء الا بعد استنفاد اخر ماعنده من الوسائل السلمية وبعد قتل انصاره علهم يتوبوا من ضلالهم ويستيقضوا من سباتهم الشقي الذي اوردهم النار وبئس الورد المورود! ولاحظوا رد القوم عليه وخطابهم (يا ابن‌ فاطمة‌) اي عندهم تصفية حساب مع رسول الله (ص) فمااشقى القوم واكفرهم . ثم ياتي لنا اعرابي وهابي جلف ويقول ان القوم تأولوا فاخطئوا!!

9. دعاء الامام الحسين (ع) في كربلاء

اللَهُمَّ أَنْتَ ثِقَتِي‌ فِي‌ كُلِّ كَرْبٍ ؛ وَأَنْتَ رَجَائِي‌ فِي‌كُلِّ شِدَّةٍ ؛ وَأَنْتَ لِي‌ فِي‌ كُلِّ أَمْرٍ نَزَلَ بِـي‌ ثِقَةٌ وَعُدَّةٌ . كَمْ مِنْ هَمٍّ يَضْعُفُ فِيهِ الْفُؤَادُ ، وَتَقِلُّ فِيهِ الْحِيلَةُ ، وَيَخْذُلُ فِيهِ الصَّدِيقُ ، وَيَشْمَتُ فِيهِ الْعَدُوُّ ؛ أَنْزَلْتُهُ بِكَ ، وَشَكَوْتُهُ إلَيْكَ ، رَغْبَةً مِنِّي‌ إلَيْكَ عَمَّنْ سِوَاكَ ؛ فَفَرَّجْتَهُ عَنِّي‌ ، وَكَشَفْتَهُ ، وَكَفَيْتَهُ . فَأَنْتَ وَلِي‌ُّ كُلِّ نِعْمَةٍ ، وَصَاحِبُ كُلِّ حَسَنَةٍ ، وَمُنْتَهَي‌ كُلِّ رَغْبَةٍ .

اقول هذا الدعاء الشريف يستحب ذكرة عند الكرب وغشاية الهموم ومجرب.

بعضا من مواقف اصحاب الحسين (ع)

1. شهادة‌ مسلم‌ بن‌ عوسجة‌ و بطولته‌ في‌ أرض‌ كربلاء

مُسّلِمُ بْنُ عَوْسَجَة رضي الله عنه‌ من أصحاب الرسول الأعظم (صلى الله عليه وآله) واصحاب امير المؤمنين والحسن صلوات الله عليهما.، هو الشيخ‌ القاري‌ للقرآن ومعلمه‌ في مسجد الكوفة و فقيه‌ أهل‌ الكوفة‌، و كان‌ رجلاً شجاعاً و فاضلاً فقيهاً قارئاً. وله دور كبير في حركة مسلم بن عقيل (رضوان الله عليه)، وكان أحد أقطابها.و كان‌ مواليا لاهل البيت علهم السلام، فأعطي‌ روحه‌ و كلّ ما لديه‌ لهذه‌ المدرسة‌ المباركة‌. و كان‌ يوم‌ عاشوراء أحد أبطال‌ جيش‌ الحسين‌ بن‌ عليّ سيّد الشهداء عليه‌ السلام‌. تروي كتب المقاتل: ثمّ يستشهد الحُرُّ بْنُ يَزِيدِ الرِّيَاحِيّ، وَ عَبْدُ اللَهِ بن‌ وَهَبْ، و بُرَيْر بن‌ خُضَيْر و رجلان‌ آخران‌، فيتقدّم‌ أحد أصحاب‌ سيّد الشهداء إلی‌ الميدان‌، و اسمه‌ نَافِعُ بنُ هِلاَل‌، و كان‌ رجلاً شجاعاً، فخرج‌ لمبارزته‌ أحد قادة‌ جيش‌ عمربن‌ سعد، و اسمه‌ مزاحم‌ بن‌ حريث‌، فأرداه‌ نافع‌ بضربة‌ واحدة‌ من‌ سيفه‌. و عندما شاهد هذا المنظر عَمْرو بنُ الحَجَّاج‌ الزُبَيْدِي‌ّ، و هو أحد قادة‌ جيش‌ عمر بن‌ سعد، و كان‌ مأموراً مع‌ أربعة‌ آلاف‌ نفر بالمحافظة‌ علی شريعة‌ الفرات‌، صرخ‌ بأعلی صوته‌، لايبرزن‌ إلی‌ هؤلاء أحد، فهم‌ ليوث‌ الآجام‌ الشجعان‌، و قد وضعوا قلوبهم‌ علی أكفّهم‌ و وطنّوا أنفسهم‌ علی الموت‌. أولم‌ تروا كيف‌ قضي‌ هذا علی صاحبنا بضربةٍ واحدة‌؟ إنـّكم‌ لو بارزتموهم‌ رجلاً لرجل‌ لافنوكم‌ جميعاً، ولكن‌ إذا كنتم‌ عليهم‌ يداً واحدة‌ فأحطتم‌ بهم‌ فإنـّكم‌ ستقتلونهم‌ جميعاً بغير قتالٍ بسيف‌ أو برمح‌ ولكن‌ رمياً بالحجارة‌. فكونوا يداً واحدة‌ و حاصروهم‌ من‌ كلّ صوب‌! فقال‌ عُمَرُ بنُ سعد: صدقت‌! الرأي‌ُ ما رأيت‌. و أرسلَ إلی‌ الناس‌ يعزم‌ عليهم‌: ألاّ يبارزنّ رجلٌ منكم‌ رجلاً منهم‌. ثمّ دنا عمرو بن‌ الحجّاج‌ في‌ أربعة‌ آلاف‌ فارس‌ من‌ ميمنة‌ سيّد الشهداء، و تقدّم‌ عمر بن‌ سعد بقلب‌ جيشه‌، فصار متعيّناً علی أصحاب‌ الإمام‌ أن‌ يواجهوا هجوم‌ ثلاثين‌ ألف‌ نفر؛ و حسب‌ قولهم‌ فإنـّهم‌ لو رموا بالحجارة‌ لسحقوا جميع‌ الانصار. و لقد دافع‌ أصحاب‌ الإمام‌ دفاعاً لا نعلم‌ عن‌ خصوصاته‌، إلاّ أنـّهم‌ إجمالاً ترجّلوا عن‌ جيادهم‌ فصاروا صفّاً فولاذيّاً مرصوصاً فأوقعوا برماحهم‌ فقط‌ الفزع‌ و الرعب‌ في‌ نفوس‌ الاعداء. ثمّ إنـّهم‌ اقتتلوا ساعة‌، فثارت‌ لشدّة‌ الجِلاد غبرة‌ طبّقت‌ الآفاق‌ فلا يري‌ فيها أحدٌ أحداً، ثمّ عاد عمر بن‌ سعد إلی‌ مقرّه‌ و رجع‌ عمر بن‌ الحجّاج‌، فما انجلت‌ الغبرة‌ إلاّ و مُسْلِم‌ بنْ عَوْسَجَة‌ صريعاً علی الارض‌ و به‌ رمق‌، فأسرع‌ الحسين‌ إليه‌ و التفت‌ إليه‌ و قال‌ له‌: فَمِنْهُم‌ مَّن‌ قَضَي‌' نَحْبَهُ و وَ مِنْهُم‌ مَّن‌ يَنْتَظِرُ وَ مَا بَدَّلُوا تَبْدِيلاً.

عظمة العباس عليه السلام

العباس كان من الرجال المميزين في التاريخ الاسلامي والانساني على حد سواء لموقفه العظيم. حيث عرض عليه المنصب والمال والجاه لقاء تركه الحسين (ع) في تلكم الظروف الرهيبة التي يعلم فيها ان تحقيق النصر العسكري على جيش يزيد مستحيل، ولكنه تمسك بامامه وفداه بروحه وآثره على نفسه وهو في عز شبابه وفي ذلك الوقت المهول. وفي زيارة ابي الفضل العباس عليه السلام المنسوبة للامام الصادق عليه السلام اشارات لمقام العباس عليه السلام:السَّلامُ عَلَيكَ أيَّها العَبـدُ الصالِحِ المُطيعُ لله ولرسُولِهِ ولأَميرِ المؤمِنين والحَسَن والحُسـينِ صَلّـى اللهُ عَلَيهم وسَلَّم ، السلامُ عليكَ ورَحَمَةُ اللهِ وَبركاتُهُ ومَغفرَتُهُ ورضوانُهُ وعلى رُوحِك وبَدَنِكَ ، أشهدُ وأشهِدُ الله أَنَّك مَضيتَ على ما مَضى بهِ البدريّونَ والمجاهدونَ في سَبيل الله ، المناصِحوُن لَهُ في جِهادِ أعِدائهِ المُبالِغونَ في نُصرَةِ أوليائهِ الذّابّونَ عن أحبّائهِ ، فجزاكَ اللهُ أفضل الجزاء وأكثرَ الجزاء وأوفرَ الجزاء وأوفى جزاء أحـد ممِّن وفى ببيعَتِهِ واستَجابَ لهُ دَعوَتَهُ وأطاعَ ولاةَ أمِرِه ، أشَهِدُ أنّكَ قد بالغَتَ في النصيحَةِ وأعطيتَ غايَةَ المجهُودِ فبَعثَك اللهُ فـي الشُهِدِاء وجَعَلَ رُوحَك مَع أرواحِ السُّعداء وأعطاك من جنانهِ أفسحَها منـزلاً وأفضَلها غُرَفاً ورفَـعَ ذِكرَكِ فـي عليين وحَشَرَك مع النبييّن والصدّيقين والشهداءِ والصالِحينَ وحَسُنَ أولئكَ رفيقاً ، أشهدُ أنّك لـم تَهن ولم تنكُل وأنَّكَ مَضِيتَ علـى بصيرَةٍ من أمرِك مقتدياً بالصالحين ومُتَّبعاً للنبييّن، فَجَمَعَ اللهُ بينَنا وبينَك وبين رسُوله وأوليائهِ في منازِل المخُبتين ، فإنّه أرحم الراحمين.

اقول: فلنستفيد دروسا من مواقف اصحاب الحسين (ع) الذين تركوا اعز مالديهم كي يهاجروا الى الله تحت قيادة امامهم العظيم. في وقت كانت الامة مريضة في ارادتها متخاذلة في مواقفها متلكئة في نصرة امامها. هذه الدروس يجب تعلمها ومواقف اصحاب الحسين يجب مماحكتها . حتى يكون المسلم على اهبة الاستعداد حين يخرج القائم عليه السلام من مكة للالتحاق به ان شاء الله!.

كيفيّة‌ استشهاد الحسين عليه‌ السلام‌

لمّا ضعف الحسين عليه السلام‌ عن‌ القتال‌ وقف‌ يستريح‌ ، فرماه‌ رجلٌ بحجر علي‌ جبهته‌، فسال‌ الدم‌ علي‌ وجهه‌ ، فأخذ الثوب‌ ليمسح‌ الدم‌ عن‌ عينيه‌ (فـ) رماه‌ آخر بسهمٍ مُحدَّد له‌ ثلاث‌ شعب‌ وقع‌ علي‌ قلبه‌ ؛ فقال‌ :بِسْمِ اللَهِ وَ بِاللَهِ وَ عَلَي‌ مِلَّةِ رَسُولِ اللَهِ . وَرَفَعَ رَأْسَهُ إلَي‌ السَّمَاءِ وَقَالَ : إلَهِي‌ إنَّكَ تَعْلَمُ أَنَّهُمْ يَقْتُلُونَ رَجُلاً لَيْسَ عَلي‌ وَجْهِ الاْرْضِ ابْنُ نَبِيٍّ غَيْرُهُ ! ثمّ أخرج‌ السهم‌ من‌ قفاه‌ وانبعث‌ الدم‌ كالميزاب‌ ؛ فوضع‌ يده‌ تحت‌ الجرح‌ فلمّا امتلات‌ رمي‌ به‌ نحو السماء وقال‌ : هَوَّنَ عَلَي‌َّ ما نَزَلَ بي‌ أنَّهُ بِعَيْنِ اللَهِ. فلم‌ يسقط‌ من‌ذلك‌ الدمِ قطرةٌ إلي‌ الارضِ ! ثُمّ وَضَعها ثانياً فلمّا امتلات‌ لطّخ‌ به‌ رأسَه‌ ووجهَه‌ ولحيته‌ وقال‌ : هكذا أكونُ حتّي‌ أَلقي‌ اللهَ وَجدِّي‌ رَسُولَ اللهِ. وأعياه‌ نزفُ الدمِ ؛ فجلسَ علي‌ الارض‌ ينوءُ برقبته‌ ، فانتهي‌ إليه‌ في‌ هذا الحالِ مالكُ بنُ النسر ، فشتمه‌ ثُمَّ ضربه‌ بالسَّيفِ علي‌ رأسه‌ ، وكان‌ عليه‌ بُرْنُسٌ فامتلاَ البرنس‌ دماً ، فألقي‌ البرنسَ واعتمَّ علي‌ القَلَنسُوَةِ . وروي‌ البعض‌ أنّه‌ استدعي‌ بخرقةٍ فشَدَّ بها رأسَهُ . وضربه‌ زُرعة‌ بن‌ شَريك‌ علي‌ كتفه‌ اليُسري‌ ، ورماه‌ الحُصين‌ في‌ حلقه‌ ، وضربه‌ آخرُ علي‌ عاتِقه‌، وطعنه‌ سِنان‌ بن‌ أنس‌ في‌ ترقوته‌ ثُمّ في‌ بواني‌ صدرهِ ثُمّ رماه‌ بسهم‌ في‌ نَحْره‌ ، وطعَنَه‌ صالح‌ بن‌ وهب‌ في‌جنبه‌. قال‌ هلال‌ بن‌ نافع‌ : كنتُ واقفاً نحوَ الحسينِ وهو يجودُ بنفسه‌ ، فواللهِ ما رأيتُ قتيلاً قطّ مُضمَّخاً بدمه‌ أحسنَ منه‌ وجهاً ولا أنور ! ولقد شغلني‌ نورُ وجهه‌ عن‌الفكرة‌ في‌ قتله‌ ! ولمّا اشتدّ به‌ الحالُ رفعَ طرفَهُ إلي‌ السماء وتضرَّع‌ إلي‌ ساحة‌ الربِّ ذي‌ الجلال‌ قائلاً : صَبْراً عَلَي‌ قَضَائِكَ يَارَبِّ ، لاَ إلَهَ سِوَاكَ ، يَا غِيَاثَ الْمُسْتَغِيثِينَ ! وأقبل‌ فرسُه‌ يدور حوله‌ ويمرّغ‌ ناصيتَه‌ بدمه‌ ويشمّه‌ ويصهَل‌ صهيلاً عالياً ، ورُوي‌ عن‌ الإمام‌ أبي‌جعفر محمّد الباقر عليه‌ السلام‌ أنّه‌ كان‌ يقول‌ :

الظَّلِيمَةَ الظَّلِيمَةَ مِنْ أُمَّةٍ قَتَلَتِ ابْنَ بِنْتِ نَبِيِّهَا .وتوجّه‌ نحو المخيّم‌ .ونادت‌ أمّ كلثوم‌ :وَا مُحَمَّدَاهْ ، وَا أَبَتَاهْ ، وَا عَلِيَّاهْ ، وَا جَعْفَرَاهْ ، وَاحَمْزَتَاهْ ! هَذَا حُسَيْنٌ بِالعَرَاءِ صَرِيعٌ بِكَرْبَلاءَ . ونادت‌ زينب‌ : وَا أَخَاهْ ، وَا سَيِّدَاهْ ، وَا أَهْلَ بَيْتَاهْ ، لَيْتَ السَّمَاءَ أَطْبَقَتْ عَلَي‌ الاْرْضِ ؛ وَلَيْتَ الْجِبَالَ تَدَكْدَكَتْ عَلَي‌السَّهْلِ . وانتهت‌ نحو الحسين‌ وقد دنا منه‌ عمر بن‌ سعد في‌جماعة‌ من‌ أصحابه‌ ، والحُسين‌ يجود بنفسه‌ ! فصاحت‌ : أَيْ عُمَرُ! أَيُقْتَلُ أَبُو عَبْدِ اللَهِ وَأَنْتَ تَنْظُرُ إلَيْهِ؟!فصرفَ بوجهه‌ عنها ودموعُه‌ تسيلُ علي‌ لحيته‌ . فصاحت‌ : وَيْحَكُمْ أَمَا فِيكُمْ مُسْلِمٌ ؟!فلم‌ يجبها أحد ! ثمّ صاح‌ عمر بن‌ سعد بالناس‌ : انزلوا إليه‌ وأريحوه‌! فبدر إليه‌ شمر فرفسه‌ برجله‌ وجلس‌ علي‌ صدره‌ ، وقبض‌ علي‌ شيبته‌ المقدّسة‌ ، وضربه‌ بالسيف‌ اثنتي‌ عشرة‌ ضربة‌ ، واحتزّ رأسه‌ المقدّس‌ !!

اقول ان هذه اللحظات الحاسمة من حياة سيد الشهداء يصورها الامام المهدى عليه السلام في زيارة الناحية المقدسة:

فَلمَّا رَأوْكَ ثَابِتَ الجَأْشِ ، غَيْرَ خَائِفٍ وَلا خَاشٍ ، نَصَبُوا لَكَ غَوائِلَ مَكْرِهِمُ ، وقَاتَلُوكَ بِكَيْدِهِمُ وَشَرِّهِمُ ، وأمَرَ اللَّعِينُ جُنودَهُ ، فَمَنَعُوكَ المَاءَ وَوُرُودَهُ ، ونَاجَزُوكَ القِتَالَ ، وَعَاجَلُوكَ النِّزَالَ ، وَرَشَقُوكَ بِالسِّهَامِ وَالنِّبَالِ ، وبَسَطُوا إِلَيكَ أَكُفَّ الاِصْطِلاَمِ ، وَلَمْ يَرْعَوْا لَكَ ذِمَاماً ، وَلا رَاقَبُوا فِيْكَ أثَاماً ، فِي قَتْلِهِمُ أوْلِيَاءَكَ ، وَنَهْبِهِمُ رِحَالَكَ . وَأنْتَ مُقْدَّمٌ في الهَبَوَاتِ ، ومُحْتَمِلٌ للأذِيَّاتِ ، قَدْ عَجِبَتْ مِنْ صَبْرِكَ مَلائِكَةُ السَّمَاوَاتِ ، فَأحْدَقُوا بِكَ مِنْ كِلِّ الجِّهَاتِ ، وأثْخَنُوكَ بِالجِّرَاحِ ، وَحَالُوا بَيْنَكَ وَبَينَ الرَّوَاحِ ، وَلَمْ يَبْقَ لَكَ نَاصِرٌ ، وَأنْتَ مُحْتَسِبٌ صَابِرٌ . تَذُبُّ عَنْ نِسْوَتِكَ وَأوْلادِكَ ، حَتَّى نَكَّسُوكَ عَنْ جَوَادِكَ ، فَهَوَيْتَ إِلَى الأرْضِ جَرِيْحاً ، تَطَأُكَ الخُيولُ بِحَوَافِرِهَا ، وَتَعْلُوكَ الطُّغَاةُ بِبَوَاتِرِها ، قَدْ رَشَحَ لِلمَوْتِ جَبِيْنُكَ ، واخْتَلَفَتَ بالاِنْقِبَاضِ والاِنْبِسَاطِ شِمَالُكَ وَيَمِينُكَ ، تُدِيرُ طَرَفاً خَفِيّاً إلى رَحْلِكَ وَبَيْتِكَ ، وَقَدْ شُغِلْتَ بِنَفسِكَ عَنْ وُلْدِكَ وَأهَالِيكَ . وَأَسْرَعَ فَرَسُكَ شَارِداً إِلَى خِيَامِكَ ، قَاصِداً مُحَمْحِماً بَاكِياً ، فَلَمَّا رَأَيْنَ النِّسَاءُ جَوَادَكَ مَخْزِيّاً ، وَنَظَرْنَ سَرْجَكَ عَلَيهِ مَلْوِيّاً ، بَرَزْنَ مِنَ الخُدُورِ ، نَاشِرَات الشُّعُورِ عَلى الخُدُودِ ، لاطِمَاتُ الوُجُوه سَافِرَات ، وبالعَوِيلِ دَاعِيَات ، وبَعْدَ العِزِّ مُذَلَّلاَت ، وإِلَى مَصْرَعِكَ مُبَادِرَات ، والشِّمْرُ جَالِسٌ عَلى صَدْرِكَ ، وَمُولِغٌ سَيْفَهُ عَلى نَحْرِكَ ، قَابِضٌ عَلى شَيْبَتِكَ بِيَدِهِ ، ذَابِحٌ لَكَ بِمُهَنَّدِهِ ، قَدْ سَكَنَتْ حَوَاسُّكَ ، وَخفِيَتْ أنْفَاسُكَ ، وَرُفِع عَلى القَنَاةِ رَأسُكَ . وَسُبِيَ أهْلُكَ كَالعَبِيدِ ، وَصُفِّدُوا فِي الحَدِيْدِ ، فَوقَ أقْتَابِ المطِيَّاتِ ، تَلْفَحُ وُجُوهَهُمُ حَرُّ الهَاجِرَات ، يُسَاقُونَ فِي البَرَارِي وَالفَلَوَاتِ ، أيْدِيهُمُ مَغْلُولَةٌ إِلَى الأعْنَاقِ ، يُطَافُ بِهِم فِي الأسْوَاقِ ، فالوَيْلُ للعُصَاةِ الفُسَّاقِ . لَقَد قَتَلُوا بِقَتْلِكَ الإِسْلامَ ، وَعَطَّلوا الصَّلاةَ وَالصِّيَامَ ، وَنَقَضُوا السُّنَنَ وَالأحْكَامَ ، وَهَدَّمُوا قَوَاعِدَ الإيْمَانِ ، وحَرَّفُوا آيَاتَ القُرْآنِ ، وَهَمْلَجُوا فِي البَغْيِ وَالعُدْوَانِ . لَقَدْ أصْبَحَ رَسُولُ اللهِ ( صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَآلِهِ ) مَوتُوراً ، وَعَادَ كِتَابُ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ مَهْجُوراً ، وَغُودِرَ الحَقُّ إِذْ قُهِرْتَ مَقْهُوراً ، وَفُقِدَ بِفَقْدِكَ التَّكبِيرُ وَالتهْلِيلُ ، وَالتَّحْرِيمُ وَالتَّحِليلُ ، وَالتَّنْزِيلُ وَالتَّأوِيلُ ، وَظَهَرَ بَعْدَكَ التَّغْيِيرُ وَالتَّبدِيلُ ، والإِلْحَادُ وَالتَّعطِيلُ ، وَالأهْوَاءُ وَالأضَالِيلُ ، وَالفِتَنُ وَالأَبَاطِيلُ . فَقَامَ نَاعِيكَ عِنْدَ قَبْرِ جَدِّكَ الرَّسُولِ ( صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَآلِهِ ) ، فَنَعَاكَ إِلَيهِ بِالدَّمْعِ الهَطُولِ ، قَائِلاً : يَا رَسُولَ اللهِ ، قُتِلَ سِبْطُكَ وَفَتَاكَ ، واسْتُبِيحَ أهْلُكَ وَحِمَاكَ ، وَسُبِيَتْ بَعْدَكَ ذَرَارِيكَ ، وَوَقَعَ المَحْذُورُ بِعِتْرَتِكَ وَذَويكَ . فانْزَعَجَ الرَّسُولُ ، وَبَكَى قَلْبُهُ المَهُولُ ، وَعَزَّاهُ بِكَ المَلائِكَةُ وَالأنْبِيَاءُ ، وَفُجِعَتْ بِكَ أُمُّكَ الزَّهْرَاءُ ، وَاخْتَلَفَ جُنُودُ المَلائِكَةِ المُقَرَّبِينَ ، تُعَزِّي أبَاكَ أمِيرَ المُؤْمِنينَ ، وأُقِيمَتْ لَكَ المَآتِمُ فِي أَعْلَى عِلِّيِّينَ ، وَلَطَمَتْ عَلَيكَ الحُورُ العِينُ . وَبَكَتِ السَّمَاءُ وَسُكَّانُهَا ، وَالجِنَانُ وَخُزَّانُهَا ، وَالهِضَابُ وَأقْطَارُهَا ، وَالبِحَارُ وَحِيتَانُها ، وَالجِنَانُ وَولْدَانُهَا ، وَالبَيتُ وَالمَقَامُ ، وَالمَشْعَرُ الحَرَام ، وَالحِلُّ والإِحْرَامُ . اللَّهُمَّ فَبِحُرْمَةِ هَذَا المَكَانِ المُنِيفِ ، صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ ، وَاحْشُرْنِي فِي زُمْرَتِهِم ، وأدْخِلْنِي الجَنَّة بِشَفَاعَتِهِم .

رَبَّنَا احْشُرْنَا مَعَ الْحُسَيْنِ وَالْمُسْتَشْهَدِينَ بَيْنَ يَدَيْهِ ؛ رَبَّنَا وَتَقَبَّلِ الدُّعَاءَ. والان لاحظوا مدى قسوة هؤلاء الاشقياء وبشكل ليس له مثيل في التاريخ في قتل الحسين والتمثيل بجثته. لان الفكر الاموي اراد قتل الاسلام والتمثيل بجثته. فالنزاع مع الحسين هو نزاع مع الاسلام ككل . فجاءت فجيعة كربلاء لفضح مخطط هؤلاء الكفرة الفجرة.

خاتمة:

يقول الامام جعفر بن محمد الصادق عليه السلام في زيارة ابي عبد الله الحسين صلوات الله عليه:(اَشْهَدُ اَنَّكَ قُتِلْتَ وَلَمْ تَمُتْ بَلْ بِرَجاءِ حَياتِكَ حَيِيَتْ قُلُوبُ شيعَتِكَ، وَبِضِياءِ نُورِكَ اهْتَدَى الطّالِبُونَ اِلَيْكَ، وَاَشْهَدُ اَنَّكَ نُورُ اللهِ الَّذي لَمْ يُطْفَأْ وَلا يُطْفَأُ اَبَداً، وَاَنَّكَ وَجْهُ اللهِ الَّذي لَمْ يَهْلِكْ وَلا يُهْلَكُ اَبَداً).اَعْظَمَ اللهُ اُجُورَنا بِمُصابِنا بِالْحُسَيْنِ عَلَيْهَ السَّلامُ وَجَعَلْنا وَاِيّاكُمْ مِنَ الطّالِبينَ بِثارِهِ مَعَ وَلِيِّهِ الاِمامِ الْمَهْدىِّ مِنْ آلِ مُحَمَّد عَلَيْهِمُ السَّلامُ. والحمد لله رب العالمين.

مقالات للكاتب ذات صلة:

إقامة العزاء على الحسين (ع) وإحياء أمره عند السنة والشيعهhttp://www.albatoul.net/portal/index.php?show=news&action=article&id=363

حب الحسين (ع) ومنطق المهزومينhttp://www.annabaa.org/ashura/1428/96.htm

رد الشبهات حول الحسين (ع)http://www.walfajr.com/artc.php?id=4577

قصيدة(ياحسين بضمائرنا) والطاغوت الصداميhttp://www.sotaliraq.com/articles-iraq/nieuws.php?id=25874

ثورة الحسين (ع)عند غير المسلمينhttp://www.walfajr.com/artc.php?id=4523

من معجزات عاشوراء الالهيه المدونة في المصادر البريطانيةhttp://www.albatoul.net/portal/index.php?show=news&action=article&id=270

على خطى زينب عليها السلامhttp://www.albatoul.net/portal/index.php?show=news&action=article&id=341

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
عمر بلقاضي : يا عيب يا عيبُ من ملكٍ أضحى بلا شَرَفٍ قد أسلمَ القدسَ للصُّ،هيونِ وانبَطَحا بل قامَ يَدفعُ ...
الموضوع :
قصيدة حلَّ الأجل بمناسبة وفاة القرضاوي
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
فيسبوك