المقالات

الاحتكام الى ارادة الشعب العراقي

1167 11:57:00 2007-05-28

بقلم : علي حسين علي

يناقش مجلس النواب ثلاث مسائل خلافية لم تتوصل لجنة التعديلات الدستورية الى الاتفاق عليها، وبالتأكيد فان البرلمان سيدرسها باستفاضة وسيأخذ مبدأ التوافق كأساس لقراره بشأنها. ومبدأ التوافق هذا استطاعت القوى السياسية المخلصة والمسؤولة عن بناء العراق الجديد من خلاله تجاوز الكثير من العقبات وتخطي العديد من المعوقات لتخرج بقرارات متفق عليه كان من الصعوبة بمكان التوصل اليهما بوسائل برلمانية اخرى.

ويفهم الكثير من اعضاء البرلمان، التوافق على انه الوصول الى حالة وسطية مقبولة من الاطراف الاخرى من دون تعريض الاغلبية الى خسارة من ثوابتها، الا ان بعض الاطراف تستغل (التوافق) بصورة مبالغ فيها في الاشتراطات والاملاءات، وغيرها من الوسائل البعيدة عن الديمقراطية او المنافية لسماع الرأي الاخر حتى وان كان هذا الرأي يحظى باغلبية مطلقة.

وقد تم التوافق على الكثير من القضايا المهمة في تأريخنا القصير والقريب، فآلية الانتخاب تمت على وفق التوافق، وكتابة الدستور هي ايضاً كانت قد اخذ التوافق فيها بصورة واضحة، والتشكيلة الوزارية روعي فيها التوافق.. ويبدو مما مر من احداث ان هناك طرفين الاول يحكّم التوافق لصالح العراق في حين يلجأ الطرف الثاني الى التوافق وتجييره لصالحه او لمصالح فئوية ضيقة.والذين يريدون اعاقة تعديل الدستور، لان هذا التعديل لا يأتي على حسب اهوائهم، تراهم متمسكين بمبدأ التوافق، ولكن بما يصلح منه لهم، متغاضين عن الاغلبية المطلقة التي هي الاخرى لها استحقاقاتها التوافقية ايضاً، بمعنى ان البعض يأخذ من التوافق ما ينفعه، ويمنع على الآخرين الاستفادة من هذا المبدأ الذي حكّم في الكثير من القضايا،و كانت نتائج التحكيم نافعة للجميع.

اننا نشهد اليوم ظاهرة غريبة وغير مألوفة، اذ يعمد طرف معين الى المطالبة بكل شيء من دون ان ينتابه أي شعور بان للشركاء الآخرين حقوقاً مثلما له من حقوق، بل اكثر منه بحكم كونهم يمثلون الاغلبية، وهذا المسلك اقل ما يوصف به هو الاجحاف وغمط حقوق الآخرين.

واذا كان البعض من السياسيين يتصور بان الزمن سيعود الى الوراء حيث تفرض جماعة صغيرة او فئة او حزب املاءاتها على جموع الشعب العراقي وتهمش دوره وتسلبه حقوقه، واذا كان ذلك هو ما اتسم به العهد البائد وكل الانظمة الشمولية، فان اليوم هو غير الامس حيث يعمد هذا الحزب او تلك الفئة الى تولي الحكم بالانقلابات.. فالحكم اليوم ليس له طريقاً غير الديمقراطية، وما التوافق الا واحداً من آلياتها المؤقتة التي حتمها ظرف معين.. والزمن الجديد، في العراق الجديد، هو زمن الاحتكام الى ارادة الشعب العراقي. وعلى الذين يعتقدون انهم يستطيعون ان يقفزوا الى الوراء، فعلى هؤلاء ان يدركوا اية حركة بهذا الاتجاه ستفضي بهم الى فراغ سحيق.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
عمر بلقاضي : يا عيب يا عيبُ من ملكٍ أضحى بلا شَرَفٍ قد أسلمَ القدسَ للصُّ،هيونِ وانبَطَحا بل قامَ يَدفعُ ...
الموضوع :
قصيدة حلَّ الأجل بمناسبة وفاة القرضاوي
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
فيسبوك