المقالات

لكنهم مازالوا أمامنا!

1283 16:14:39 2014-04-24

قاسم العجرش

الصحة وما يرتبط بها، مسألة لا تحتمل الاجتهاد، والطب مهنة برسالة، وليست حرفة، ممارسة هذه الرسالة لا يمكن أن تتم؛ إلا على وِفق أسس واضحة، وتنظيم دقيق، وبنية مؤسسية صالحة، قادرة على تولي مسؤولية صحة شعب؛ بدا عديده يقترب من 40 مليونا، فهل فعلنا ما يمكن أن نطمئن به على صحتنا وعافيتنا؟! الحقيقة هي أننا لا نبحث عن طمأنينة تامة، فهي أمر مرتبط بالنظام السياسي القائم، وبالدولة برمتها، وهي كلها على بعضها، لم تمنحنا ما يطمئننا.

أمس استوقفني رجل مرور في تقاطع في جانب الرصافة، طلب مني أن أركن السيارة جانباً. امتثلت لطلبه، طلب مني سنوية السيارة وبطاقتي الشخصية، فأعطيته ما طلب، أخذ رجل المرور الأوراق مني، وذهب الى الضابط المسؤول، لحقته مستفسراً عن سبب كل هذا، أجابني الضابط، لماذا لم ترتدِ حزام الأمان؟ قلت له مجيباً، أرجوك وأنت رجل أمن، أن توفر لي الأمان، قبل أن تطلب مني حزام الأمان! لم يقل الضابط شيئاً، أعاد الأوراق لي، كان وجهه صامتاً، لكنه يحمل تعبيرات فهمتها مثلما فهم إجابتي.

وردت في الموازنة المقدمة لمجلس النواب النصوص الآتية.
"تشير الدلائل الى وجود قائمة طويلة للمشاريع غير المنجزة في سجلات الوزارات والمحافظات بحيث يوجد نحو أكثر من 6000 مشروع غير منجز تقدر تكاليفها إجمالا بـ 228 ترليون دينار عراقي"(ص 12). "وجدت المراجعة التي أجرتها دائرة المحاسبة في وزارة المالية تراكم مبلغ (77) ترليون دينار عراقي من السلف ويعود تاريخ بعضها الى عقود ماضية والأخرى سحب مكشوف يقدر بـ (10) تريليونات دينار عراقي أطلقت من دون وجود تخصيصات لها في الموازنة"(ص 16). "تتراكم الالتزامات المالية المباشرة وغير المسددة كالقروض الممنوحة من مصرفي الرشيد والرافدين للشركات العامة وسندات الخزينة المودعة لدى مصرفي الرشيد والرافدين. التي تصل الى أكثر من 10 تريليونات دينار عراقي.

يُروى أن مسؤولاً عراقياً كان في زيارة للولايات المتحدة الأمريكية. سأل المسؤول العراقي المسؤول الأمريكي: كيف تستفيدون أنتم كمسؤولين من العقود المنفذة ؟! فيجيبه الثاني: خذ مثلاً المشروع الذي أمامك وقد كلفنا مليار دولار، قومناه بـ(1.5) مليار دولار، فاستفدنا نصف مليار. ثم سأل الأمريكي زميله العراقي: وأنتم كيف تعملون؟ قال العراقي: أترى هذا المشروع؟ فقال الأمريكي: أي مشروع ؟! فأشار العراقي الى فراغ، وقال: هذا كلفنا (5) مليارات دولار!!.
كلام قبل السلام: معاناتنا مع ساستنا كبرى، فقد سقطوا من أعيننا؛ لكنهم مازالوا أمامنا!
سلام.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
فيسبوك