اصدر المكتب الاعلامي للقائمة العراقية التي يتزعمها الدكتور اياد علاوي بيانا اتهمت فيه وكالة انباء براثا انها تنشر اخبارا ملفقة عن الدكتور علاوي بالاعتماد على مصادر استخبارية اقليمية تريد النيل من المشروع الوطني العراقي ورموزه بحسب البيان
وقال المكتب الاعلامي للقائمة العراقية اياد علاوي في بيان له إن موقعا مثل موقع براثا الالكتروني يقوم بين فترة واخرى بنشر اخبار ملفقة ومعلومات عارية عن الصحة وغالباً ما يكون التلفيق من مصادر استخبارية اقليمية تريد النيل من المشروع الوطني العراقي ورموزه"، مبينا أن "هذه الاخبار الملفقة تجد للأسف طريقها باسلوب او بآخر الى بعض المواقع الاكترونية والخدمات الاعلامية الاخرى".
وأشار البيان الى أن "العلاقة الاخوية والوطنية التي يرتبط بها قادة العراقية، ومن ذلك علاقة رئيسي القائمة والبرلمان تعد وثيقة جداً ومبنية على مشتركات واسعة وكاملة"، داعيا "موقع براثا الالكتروني الى عدم السماح لقوى استخبارية اقليمية ان تنفث سمومها عبر القنوات التي يفترض ان تكون قنوات صديقة وحليفة".
ولم يك موقف القائمة العراقية من وكالة أنباء براثا هو الأول من نوعه، ونعتقد إنه لن يكون الأخير، فلقد ملأ حارث الضاري وأزلامه وحزب البعث وأذنابه وعدنان الدليمي وإرهابييه وأطرافاً حكومية متعددة كطارق الهاشمي ونوري المالكي وحزبه الدنيا اتهاماتً وصوبوا سهامهم ضد الوكالة منذ انطلاقتها الأولى واتهمونا بالعديد من الاتهامات التي كانت واحدة منها هذه التهمة التي اطلقتها علينا القائمة العراقية، وهذا في تصورنا دليل صحة على موقف الوكالة وقدرتها على التأثير في الواقع السياسي وتنبيه اطرافه إلى طبيعة المنحدرات التي يسوقون البلد باتجاهها، تارة بالخبر المحذّر وأخرى بالإثارة المنبّهة وثالثة بالتحليل الذي يضع الوضوح أمام السياسيين الذين قد تفوّت إنشغالاتهم ومعاركهم عليهم الفرصة في أن يروا آلام الشعب ومعاناته..
والوكالة لا يضيرها أن تتهم بهذه التهمة السمجة التي وجهت لها من قبل القائمة العراقية لا لأنها تهمة حقيقية، فمن يعرفنا وعاش معنا كل هذه الفترة يعرف إننا كنا عراقيي الهوى عراق كل الطوائف والأديان والقوميات بالرغم من إننا نعتز ونفتخر بانتمائنا إلى التشيع، ولكنه التشيع الذي يعمل على تأمين حقوقه مع حقوق الآخرين بلا ظلم واعتداء.. ولكن لا يضيرنا هذا الاتهام لأن سوق الاتهامات في العراق باتت هي الأكثر رواجاً بدرجة أصبح الإتهام مفردة كالخبز اليومي، وهذا الاتهام بالتحديد نألفه جداً لأنه انطلق اول ما انطلق من ألسنة إرهابي كالضار حارث الزوبعي وبعثي كالمجرم عزت أبو الثلج والمجرم محمد يونس الأحمد، إذ بات مألوفاً ان توجه تهمة العمالة لإيران لكل شيعي فما بالك بوكالة كان لها شرف الاستبسال في الوقوف ضد هذا الإجرام في وقت لم يك في الساحة أحدا ليجرأ على فضح أباطيلهم وحقيقتهم إلا وكالة أنباء براثا، وإذا كانت التهمة بالعمالة للجمهورية الإسلامية في إيران مبنية على موقفنا من هؤلاء فنعم التهمة هذه ونعتز بها..
كما إن الوكالة لا يضيرها أن تستهدف من قبل تيار سياسي حكومي وبهذه الطريقة، بل بالعكس ترى إن ذلك هو دليل على قدرة الصحافة على أن تبزّ السياسيين في دورهم، وليس القائمة العراقية هي اول من يستهدفنا فلقد استهدفنا قبل ذلك المالكي وحزبه ولا زال، ومن قبلهم التيار الصدري، والحزب الدستوري وغيرهم، وقد اعتبرنا هذا الاستهداف استحقاقاً، لأننا لم نعتبر أنفسنا من أولئكم الذين يجيدون فن التملق والتسلق إلى جيوب السياسيين، ولو أردنا ذلك لكانت لغتنا مختلفة تماماً، وليس أسهل على إعلامي لو أراد أن يبع مهنته ورسالته من أن يكون متملقا ومتوددا، ولكن هذه اللغة التي لا تعرف الهوادة في الوكالة ضد الظلم والفساد والإرهاب هي دليل واضح على إننا لا نبيع أنفسنا لأهل السياسة بمواقفنا مهما جل قدرهم او ضؤل مقدارهم، إذ إن لدينا حق نطلبه وسنسير إليه بثبات ولو طال السرى.
ألا يتساءل المحللون لم لا نضع إعلاناً في موقعنا؟ وكل الوكالات الخبرية تسعى باتجاه الإعلانات سعيها لحياتها، ولا يوجد موقع يتصفحه يومياً ما بين 40 إلى الستين ألف متصفح لا تسيل له لعاب الشركات المعلنة، وعرضت علينا كثيراً ولكن رفضنا كان هو طريقنا لحفظ إستقلالية الوكالة، واكتفى محرروا الوكالة بالقبول برواتب عيش الفقراء وكثير منهم لا يتقاضون فلساً واحداً من الوكالة، ومن يتكبّد طريق حفظ الإستقلالية بهذه الأثمان كيف يمكن ان يتهم بانه موال لمشروع إقليمي أو أن اجندة أقليمية تحركه؟ لان الأمور لو جرت بهذه الطريقة لكان لساننا في إتهام القائمة العراقية نفسها باتباع أجندات اقليمية ودولية لا علاقة لها بالعراق أعلى وأقوى من اتهام القائمة العراقية لنا بذلك، وبين أيدينا الكثير الكثير من المواقف التي يمكن أن تشفع لنا في هذا المجال، ولا يوجد ما يشفع للعراقية في موقفها منا إلا مجرد ظنون وفزع من معارضة الجمهورية الإسلامية لمواقفهم، وما بين هذا وذاك بعد المشرقين، وكان بإمكان القائمة العراقية ان لا تنساق وراء عواطفها نتيجة نشر خبر، وكان بإمكانها أن تكتفي بنفي الخبر، أو إرسال توضيح للوكالة نفسها برد ذلك، فلقد سبق للدكتور صالح المطلك ان أرسل لنا رداً على ما سبق ان نشرناه عنه، ونشرناه وأبرزناه لعدة أيام كخبر ثابت دون تردد منا رغم ما تمثله مواقف الدكتور صالح المطلك من استفزاز للكثير من رواد الوكالة، ولكن من حقه على الوكالة أن ينشر توضيحه وأن يفسح المجال له كي يقول كلمته..
إن إتهام القائمة العراقية للوكالة لن ترد عليه الوكالة بالمثل، لأن الوكالة أنبل وأسمى من أن تمسّ وطنيتها بشيء، ولأن المساس بالوكالة يضر نفس القائمة العراقية إذ لا توجد وكالة أنباء تنشر للقائمة العراقية ولغيرها كما تقوم به وكالة انباء براثا وهي ما يفترض ان تقف بالضد منها، ولكن إيماننا بحق الآخر في التعبير هو الذي يدفعنا لذلك، فهل إن ما ننشره للقائمة العراقية هو إنسياق وراء اجندة إيرانية؟ لأن القائمة العراقية موالية لإيران؟ إن قليلاً من الإنصاف كان يكفي القائمة العراقية إلى أن تنظر إلى كل هذه المعطيات وتترفع عن الأسلوب الذي نزلت إليه في إتهامها للوكالة.
إننا لسنا جزءا من صراع التردي السياسي الذي يضر بالمواطن العراقي، وما نراه ( ونقولها بالفم الملآن ) من صراع يجري بين القائمة العراقية وبين دولة القانون أو بالتحديد بين المالكي وبين علاوي هو في أقل صوره صراع يمثل أدنى درجات التردي التي أضرت ولا زالت تضر بالمواطن العراقي، ولن نفسح المجال لهذه الصورة المخادعة أن تستلب وعينا لنميل إلى هذا، ولا لتلك الدموع التمساحية لتبتز إدراكنا لننحاز إلى ذاك، فالصراع في احسن وصف له: هو صراع الكراسي الملعونة في المنطقة الملعونة والذي يُلعن في هذا الصراع للأسف هو المواطن العراقي في كل المحافظات.. ما نحن عليه إننا براء من هذا الصراع لأن مواطننا ووطننا بريء منه..
إننا لا ندعي إن كل اخبارنا معصومة من الخطأ أو من التدليس الذي قد يوقعنا به البعض!!، لا بل نعترف إننا في بعض الأحيان أرتكبنا اخطاءاً، ولكن من يعرف مسيرتنا يتيقن إننا لم نتعمد ذلك، وليكن في علم الجميع ومنهم الأخوة الأكارم من المعلقين الذين حجبنا تعليقاتهم: إننا تردنا في اليوم العشرات من المقالات والتعليقات التي تستهدف لمجرد الاستهداف المالكي وحزبه أو علاوي وقائمته أو السيد مقتدى وتياره، أو السيد عمار ومجلسه، وقد منعناها من أن ترى النور لا لأننا نوالي هذا أو ذاك، بل لأننا نعتقد إن ما يكتب هو مجرد استهداف شخصي يخرج عن أخلاقيات الإعلام السياسي، ولم نتردد في مرة من المرات من أن نذعن لمنطق الصواب حتى لو كان المنطق على حسابنا، وسنستمر بهذا الاتجاه وليتيقن الجميع إننا لسنا من النوع الذي يمكن إبتزازه او يمكن شراءه.. إذ لسنا إلا شيعة من العراق..
محسن علي الجابري
مؤسس ومدير وخادم في وكالة أنباء براثا
ملاحظة: لأول مرة أطلق على نفسي هذه الأوصاف لاقتضاء المقال
https://telegram.me/buratha