الملتقى الفكري الاسبوعيالاعتداء ومواجهته في سلوكية المنتظرين
1جمادي الاخرة 1437 هـ الموافق 11 / اذار - مارس /2016 م
القسم الاعلامي للمكتب 442 2016-3-11
ملخص ملتقى براثا الفكري - الاعتداء ومواجهته في سلوكية المنتظرين
* الاعتداء يُسجَّل في علامات الظهور وفي المجتمع الذي يتهيأ للظهور بعنوانه احد المفردات التي سوف تفتن المجتمع وتعمل في داخله لتكون جزءاً من الاجزاء البارزة في اوضاعه ، ومواجهة الاعتداء كسلوكية تارةً ينظر اليها بعنوانها اخلاق فردية ، واخرى بعنوانها اخلاق اجتماعية عامة ، وثالثة بعنوانها مناهج موضوعية قد تحتاج الى جهود مؤسسات ضخمة بل الى دولة لصد هذا الاعتداء ومواجهته.
* في كثير من حديث الفتن التي سوف تفتن الانسان المؤمن يُشار الى مظاهر هذا الاعتداء سواء كان موجهاً من اعداء اهل البيت ص على المنتظرين وقواعدهم الشعبية ، او كان فيما بين القواعد الشعبية للمنتظرين وقد يتورط نفس المنتظرون في خضم هذا الاعتداء والاعتداء المتبادل ، لذلك دراسة الامر لازم وواجب والحديث في هذا المجال لن يتوقف عند الجانب الاخلاقي بل يتم محاكمة الاعتداء بعنوانه ظاهرة اجتماعية وإن كانت الكيفية المراد طرحها قد تطرح بعنوانها ممارسات اخلاقية الا انها في نفس الوقت ترمي للتأسيس لظاهرة اجتماعية مضادة.
* في رواية عن الامام الحسين ص " لا يكون الامر الذي تنتظرونه حتى يبرأ بعضكم من بعض، ويتفل بعضكم في وجوه بعض، ويشهد بعضكم على بعض بالكفر، ويلعن بعضكم بعضا، فقلت له: ما في ذلك الزمان من خير، فقال الحسين(عليه السلام): الخير كله في ذلك الزمان، يقوم قائمنا، ويدفع ذلك كله ".
وعن امير المؤمنين ص لمالك بن ضمرة " يامالك بن ضمرة كيف انت اذا اختلفت الشيعة هكذا وشبك بين اصابعه وادخل بعضها في بعض فقلت ياامير المؤمنين ماعند ذلك من خير؟ قال الخير كله عند ذلك يامالك عند ذلك يقوم قائمنا فيقدم سبعين رجلا يكذبون على الله ورسوله فيقتلهم ثم يجمعهم الله على امر واحد " .
* لا شك ان الائمة ص حينما يذكرون هذه القضايا تارةً لينبهوننا الى الاّ ندخل في هذا المعترك او ان نتهيأ للتخلص من اوزاره لو أُقحمنا فيه للمحافظة على اوضاعنا ضمن خط الثبات وحسن العاقبة ، اذا كان البلاء بطبيعته هو صنوان لحياة المؤمن فعليه ان يتحسب دوماً لاي نمط من انماط البلاء ، لكن في البلاء ثمة فرصة في غاية الاهمية لمن يريد ان يربي نفسه ، وفي الاعتداء خصوصاً لمن يصبر عليه ، هذه الفرصة لا تتهيأ دوماً لمن يريد ان يرتقي روحياً ومن يريد ان تعرج روحه بصفاء اكبر ويعلّم روحه على الصفاء ، يمكن له ان يلحظ نفسه في وقت الاعتداء كيف يتعامل ، اذا رد الاعتداء بمثله لن يحظى بهذه الفرصة ، والحديث هنا عن الاعتداء الشخصي او الاعتداء الاجتماعي الذي لا يتعدى الامور الى مخالفات عظيمة في الامن الاجتماعي.
* بالنسبة لمن يصبر ويتحمل الاذى الذي ينشأ من الاعتداء ، عند ذلك لا اقل سوف يثبت لنفسه بانه اصبح على مقربة من الحلم الذي طولبنا به كثيراً ومقربة على التعالي على اوزار الناس وعلى مقربة ان يكون صاحب كرامة لنفسه وفي موضع من يتحمل الاذى في الله تعالى ، والصبر بنية الله سبحانه وتعالى وبنية التقرب للامام ص كأن يكون المعتدي من شيعته ، سيكون الصبر هنا بعنوان سلماً لمن سالمكم وليس رد الاعتداء بمثله.
* في الحديث عن المنتظِر كيف يتعامل مع الاعتداء وهو الذي تتوفر له فرصة ليثبت حُسن تعهداته والتزاماته خصوصاً اذا كان الاعتداء موجه من قبل من يماثله بالانتظار او من يشابهه بالولاء وإن لم يكن منتظراً هنا يكمن الاختبار ، لذلك من لم يتحمل هذه البلاءات قطعاً هو اعجز من ان يلتحق بالامام ص ، الحديث عن مشروع في غاية العظمة يحتاج الى آليات عظيمة للدخول فيه خصوصا اذا كان عمل المنتظِر هو دوّامة من العمل المستمر والدؤوب الذي يتحدى الصعاب ويتجاوزها لكي يتحمل صعاب اكثر من ذلك ، لذلك من يتخلق باخلاق التعالي على الاعتداءات هو صاحب الحظوة الاكبر في ان يكون لبنة في مشروع الامام ص.
* الحديث عن الشعوب العربية بشكل عام وشعوب المنطقة القريبة من الصحراء ، عادةً هذه المناطق غضبها سريع وقدرتها على الاستجابة للاستفزاز سريعة جداً ، فاذا كانت هذه المنطقة محور عملية التمهيد عند ذلك يمكن تصور حجم البلاء للمنتظِر.
العبرة بعد الاعتداء ليس في قول المعتدي ، وانما العبرة في تلقي ما يجب تلقيه حسب قاعدة الحمل على الاحسن كما يرد في الروايات ، والسؤال هنا هل في سلوكياتنا مايشعر بهذا الامر لنعطيه اهمية ؟.