ملخص ملتقى براثا الفكري - الاعور الدجال اكذوبة ام حقيقة
* حديث اليوم يتناول الاعور الدجال وواضح لدى المتابعين ان الكثير من الباحثين لم يصلوا الى نتيجة دقيقة لانهم في الغالب اعتمدوا على روايات اهل العامة وهذه الروايات أُبتليت بكثرة تناقضاتها واضطرابها وحديثها بالا معقول ، اذ افترضوا ان للاعور الدجال شخصية اشبه ما تكون بالاسطورة منه الى الحقيقة ، تارة يتحدثون بان الاعور الدجال منطلقه من سجستان اي خراسان واخرى يتحدثون عن اصفهان وثالثة يتحدثون ان اول خروجه في البصرة ، او يتحدثون انه كان في زمن رسول الله ص وامثال هذه الروايات التي لا يمكن ان يُقبل فيها هذا الاضطراب ، ويشيرون في رواياتهم الى انه اعور او ان عينه مطموسة وبعضهم يذكر بانه بعين واحدة ، ويصفون دابته بان ما بين اذنيها مقدار ميل من المسافة.
* في روايات العامة عن رسول الله ص يرويها الداني والرواية يرويها رسول الله ص عن يهودي !! ، أن رسول الله ص قعد على المنبر ، فقال : « أيها الناس ، حدثني تميم الداري أن ناسا من قومه كانوا في البحر في سفينة لهم فانكسرت بهم ، فركب بعضهم على لوح من ألواح السفينة فخرجوا إلى جزيرة في البحر فإذا هم بامرأة شعثاء شعثة لها شعر منكر فقالوا لها : ما أنت ؟ فقالت : أنا الجساسة ، قالت : أتعجبون مني ؟ قالوا : نعم ، قالت : فادخلوا القصر فدخلوا فإذا هم بشيخ مربوط بسلاسل فسألهم من هم فأخبروه ، فقال لهم : ما فعلت عين زغر ؟ وما فعلت البحيرة ونخلات بيسان ؟ فأخبروه ، قال : فوالذي أحلف به لا تبقى أرض إلا وطئتها بقدمي هذه إلا طابة »
وفي حديث اخر لهذه الجساسة تشير الى ان هذا المحبوس هو الاعور الدجال.
* من مجموع روايات العامة لا يمكن الوصول الى نتيجة حقيقية في طبيعة شخصية الاعور الدجال ، هل كانت في زمن رسول الله ص ام ستولد لاحقاً وما دورها ، تارة يتحدثون انها تاتي في اخر الزمان ويعتبرونها من جملة العشرة شرائط للساعة ويضعون الدجال كعلامة من علامات الساعة واخرى يتحدثون عن دوره مع المسيح ص وان المسيح هو الذي سيقتله وافتراضات عديدة في صحاحهم.
* في المقابل لا يوجد في روايات اهل البيت ص اي حديث عن شخصية اسمها الاعور الدجال الا ما نقل في كتب الشيعة باسانيد عامية ، والباحث الذي لا فقه له في هذه الامور ويجد هذه الروايات في كتب الشيعة يعتبره مصدر شيعي ، نعم يوجد حديث مستفيض جداً في كتبنا عن شخصية اسمها الدجال لكن من يراقب هذه الاحاديث يجد ان هذا الدجال لا شاخص له ويجد برفقة هذا الحديث حديث عن دجالين متعددين ، وان بعض مما يشار اليه بانه دجال يرتبط كل الارتباط بشخصية السفياني ، لذلك محض الحديث عن الدجال لا يؤكد بان المعني به هو الاعور الدجال لاسيما ان بعض الروايات جائت وكانها ترد على حديث العامة بانه من اشراط الساعة ، حديث اهل البيت ص يتحدث بطريقة وجود دجال من دون تحديد ، ومن دون ان نجد شاخص معين في هذه الروايات لا يمكن ان نقول بننا نتحدث عن شخصية واحدة لاسيما ان الحديث يتكرر في مواضع متعددة وممكن ان ينطبق على ناس متعددين كما في الروايات التي تشير الى كثرة وجود الدجالين ومنها التي تشير الى وجود عشرة دجالين اولهم في البصرة كذلك الروايات التي تشير الى وجود ادعياء والى وجود اثني عشر راية متشابهة والحديث عن المنحرفين وهؤلاء كلهم يدخلون في اطار الدجل والكذب.
* في رواية عن الامام الصادق ص بسند ليس بذاك سأله رجل فقال له: (جعلت فداك أسمع قوماً يقولون: إن الزراعة مكروهة، فقال له ازرعوا واغرسوا، فلا والله ما عمل الناس عملاً أحل ولا أطيب منه، والله ليزرعن الزرع ويغرسن الغرس بعد خروج الدجال ) .
هنا استمرار الزراعة بعد خروج الدجال يفند فرضية ان اشراط الساعة هي نفس هذا الدجال.
* ما يستخلص:
- ان بعض روايات اهل البيت ص انما سايرت الجو العام تحدثت عن الدجال ولكنها لم تتحدث عنه بطريقتهم وانما تحدثت بطريقة الاضمار ، ان ثمة دجال سيخرج دون تحديد.
- روايات اهل البيت عن الدجال حديث التورية وان الحديث الذي يصل للسلطان العباسي ان هؤلاء يتحدثون بنفس حديث العامة ، حيث ان العباسيين والامويين تفننوا بصياغة هذه الشخصية وان الضلال الكبير هو في الدجال للتغطية على افعالهم ، كما ان الرواة الاساسيين هم من شخصيات السقيفة هي التي تروي هذه الاحاديث.
- ان الائمة ص تحدثوا لتوجيه الجو العام بالاتجاه الذي يبعده عن ثقافة العامة كما في حديث الزراعة .
- حتى لو ورد تطابق في الروايات مع روايات الاخرين فذلك لوجود متجسسين او لرغبة الامام ص ان يتحدث اصحابه بهذه الاحاديث باعتبار هؤلاء الاصحاب عليهم خطر جدي من قبل السلطة ولكن حينما يزال الخطر الامام ص يخبرهم بان هذا الحديث ظرفي كما في حديث وضوء علي بن يقطين وامر الامام الكاظم ص له بان يتوضأ وضوء العامة.
لذلك حديث الاعور الدجال من احاديث العامة ولا يوجد في روايات اهل البيت ص الا ما نقل باسانيد عامية.
https://telegram.me/buratha