ملخص ملتقى براثا الفكري - الدعوة في سلوكية المنتظرين
* من يطالع الروايات التي تحدثت عن الاوضاع الاجتماعية قبل الظهور الشريف يلاحظ بدقة ان خط التشويه للرسالة وخط الغربة عن الدين يمثل احد السمات الاساسية التي سيبتلى بها المجتمع آنذاك ويصل الامر لدرجة ان يتحول المنكر الى معروف والمعروف الى منكر ، في قبال وجود خط اخر يناهض ذلك يتمثل بالمنتصرين للامام ص حينما نتحدث عن اعداد جيش اليماني والخراساني او عن الثلة الموصوفة المعدّة لنفس الامام ص او الذين سينتصرون لهم في اليوم الثاني لخروج الامام ص ، سنلاحظ بوضوح ان خط الايمان وخط التصدي الى الظلمة هو الاخر فيه الكثير من عناصر الحياة والقوة والاصرار على نصرة الحق.
* في واحدة من القضايا التي يتم التحدث عنها في الاوضاع الثقافية والاجتماعية لمجتمع ما قبل الظهور الشريف ما يشير الى وجود خطوط ثقافية معرقلة لحركة الانتظار ، بمعنى ان يعيش الاسلام والمسلم في غربة وان ياتي الامام ص حينما ياتي بدين جديد وكتاب جديد لاشك ان الدين لن يتحدث وانما هو نفس الدين ولكن غربته عن المجتمع ستجعله غريباً لو جيئ بالدين الحقيقي ، كمثل انسان ارتكس في الضلال وهو يظن انه محلق في عالم الدين والايمان حينما ياتيه من يبلغه بالحجة القاطعة بانك على خلاف تام في المسيرة الدينية ، عند ذلك نعلم ان هذه الخطوط المعادية قد اخذت من الاوضاع الاجتماعية ماخذها الكبير جداً ، لذلك حينما نرى الصورة الاخرى ان يقال في الروايات ان الناس اذا ما سمعوا الصيحة ستشرب قلوبهم حب الامام المنتظر ص ، وهنا مايشير الى ان خط ثقافي فكري عقائدي مضاد لتلك الخطوط قد عمل عمله بالشكل الذي اوصل المجتمع في اللحظة الحاسمة بحيث يحسم خياراته نهائياً ويتجه الى حالة الاخلاص للامام ص.
* البحث عن خصيصة الدعوة في سلوكية المنتظرين والدعوة هنا دعوة الى الاسلام والايمان والفضيلة والقيم الفاضلة ودعوة الى نفس الامام ص بعنوانه المصداق الاجتماعي والتاريخي لكل المنظومة العقائدية التي يحملها هذا المنتظِر.
الدعوة هنا تفعل فعلها الاساسي في قضيتين:
- الاول هو احباط حالة الشكوك وحالة اساءة الظن بالمثل العليا التي نتحرك من اجلها سواء كانت بالدين كتعاليم وتشريعات وعقائد او كانت في المصاديق الاجتماعية للدين سواء كان الامام ص او من يمثله.
- الثاني في ابعاد المحيط الموبوء من دائرة السلامة.
لو تم محاصرة التشكيكات للدين او للتشيع او للرموز الاجتماعية بابراز وجه الاسلام والتشيع والوجه الاجتماعي الحقيقي سيؤدي الى ان موجة التشكيك لن تسير على ارض ملساء وانما ستقابل بمعوقات من داخل الوسط الاجتماعي الذي يرفض كل هذه الامور ، عندها سنحصل على جيل جديد يبغض هؤلاء ويقبل بالمعايير الفاضلة ويقبل بقدسية الاسلام ومستعد لنكران ذاته في سبيل هذا الاسلام وهذا التشيع.
* اهمية الدعوة لمثل هذه القضايا لا تكمن باننا نريد ان نبلغ هذه القضايا فقط وانما نريد ان نحصن الموجود لدينا بتوسعة ما يجب على المجتمع ان يتعرف عليه ولو لمجرد التعرف اليوم لان غداً سوف يتحول التعرف الى معرفة وسيتحول العلم الى مادة سلوكية واجتماعية يمارسها الانسان ، لايوجد من فتح عينه دفعة واحدة على كل هذه المعارف وانما تم التقاطها بطرق متعددة وكان الالتقاط مطروح ضمن اطار الدعوة والتبليغ لهذه الافكار ، لذلك قوله ص ( احيوا امرنا ) انما يتوخى ايجاد هذه السلوكية في داخل المجتمع المنتظِر ، احيوا امرنا تستبطن معرفة هذا الامر ثم الالتزام به ثم تبليغه لمن لم يُبلَّغ به.
* لا يخفى على الجميع ان الخطوط المضادة عملت خلال هذه السنين بشكل ستراتيجي لاسقاط كل القيم الاجتماعية فضلاً الدينية في مجتمعاتنا ولو جئنا الى المفردات الثلاثة الاساسية في البناء الاجتماعي سنجد الاسرة كعنصر اساسي للبناء الاجتماعي والافكار التي تمسك بالمجتمع والقيادات التي تحاول ان تقود الناس قد تم استهدافها بشكل كبير وبصورة دقيقة ومقننة وعلى مستوى عالي ، مهمة المنتظِر هنا تاتي من خلال الدفاع والدعوة والامر بالمعروف والنهي عن المنكر بطرق متعددة.
* بفضل الله تعالى لدينا كنز هائل هو الامام الحسين واهل البيت ص ، حيث ان كثير من الذين اضر بهم الاعلام المضاد والغزو الفكري والثقافي وسقوط المناهج التعليمية والصداقات المجتمعية الفاسدة يعودون الى فطرتهم مع كل كلمة فيها الامام الحسين او اهل البيت ص ، لذلك الامام الحسين قصة ومنهج دعوة لو تمكنا استغلالها ، وعلى المنتظرين بذر بذورهم ولا ينتظروا الحصاد فسيأتي وقته حتماً.
https://telegram.me/buratha