ملتقى براثا الفكري- موت عبدالله وضمان القائم عج الواقع الروائي واستحقاقات المرحلة
* حديث اليوم يدور حول نقاش شائع خلال هذه الايام ومقدمات هذا الحديث قد تُدخِل ساحة المنتظرين في جملة من العوامل السلبية ذات الخطورة وهذا الحديث يرتبط بامل زائف وياس مخادع وكلاهما ينطويان على خطر بالغ في ساحة المنتظرين ، والقصة تتعلق في رواية الامام الصادق ص حول عبد الله الذي اشار اليه الامام ص ( من يضمن لي موت عبد الله اضمن له القائم ) هذا الضمان ارتبط بشكل لصيق بمسالة الظهور لذلك اهتم شيعة اهل البيت والمنتظرون على شكل خاص لهذه الرواية لانها اعطت افاق في غاية الاهمية يجب ان تُفهم ، لاسيما البعض تورط بقضية موت عبد الله اذ جزم مبكرا بان فلان حين مات انما هو عبد الله وتورط اكثر منه من قال بان لو مر عام واحد بلا نقيصة اي يوم على موت فلان فان الرواية لما تحققت بعد ، وبالنتيجة اطلق الاول موجة من الامل الكبير فيما جعل الثاني المنتظرين على ارجوحة في غاية الخطورة امام اليأس القاتل و المرير .
* الرواية عن الامام الصادق ص ( من يضمن لي موت عبد الله اضمن له القائم ، ثم قال اذا مات عبد الله لم يجتمع الناس بعده على احد ، ولم يتناه هذا الامر دون صاحبكم ان شاء الله ، ويذهب ملك السنين ، ويصير ملك الشهور والايام ، فقلت يطول ذلك ؟ قال: كلا ) .
هذه الرواية عول عليها الكثيرين حينما مات الملك السعودي عبد الله وها نحن اصبحنا على بوابة انتهاء السنة الكاملة من موت عبد الله وكما اشير سابقاً فان من المبكر الجزم بان هذا الرجل هو المعني بهذه الرواية رغم وضوح كثير من امارات التطابق فيما بين هذا الرجل والرواية ، والسؤال: لو قدر لنا الوصول الى مشارف نهاية هذه السنة ( سنة عبد الله ) فما العمل ؟ هل نقول بان علينا ان ننتظر عبدالله اخر ام ان في البين امر اخر يجب ان نتأمله ونقف عنده؟ حيث كانت الخشية في البداية من اطلاق امل زائف والامل الزائف حينما نصل الى مداه عند ذلك علينا ان نتوقع بناء اليأس المرير خصوصا مع وجود من تحدث بان هذه السنة لو زاد عليها يوم واحد ولم يمت هذا الرجل فعلينا ان ننتظر شخص اخر يموت بهذه الطريقة.
* الحديث عن البقاء لمدة سنة واحدة لا وجود له في هذه الرواية ففي دلالات الكلام لا يوجد اي مدخل للتحديد ، نعم سيذهب ملك السنين لكن هل يعني ان الذي سياتي من بعدها سيملك سنة لا تزيد عن 365 يوم او ان الامر يختلف عن ذلك ، فمن الواضح ان كلمة السنين لا تشير الى السنة الواحدة ولا الى السنتين فلا نقول للواحدة والاثنتين سنين وانما للثلاثة فما فوق ، كذلك تحول الملك الى الشهور والايام ، فكلمة الشهور ما الدلالة فيها انها يجب ان تكون 12 شهراً او دون ذلك فقد تكون 13 او 14 شهر ، نعم اذا زاد الامر عن مدى السنين عندها يكون لها حساب خصوصا بان الرواية تتحدث عن ان لا يطول ذلك ، فالكلام عن ان الامر يتعلق بسنة لاتزيد ولا تنقص جزم بلا دليل رغم وضوح ان مثل هذه الروايات والعلامات تعلق بها البداء سلفاً ويمكن ان تتاخر او تتقدم اضافة الى ان في داخل الروايات هناك حديث كما في رواية الشيخ الصدوق رض يشير الى ملك سيموت وسيخفون امر موته لمدة 40 يوم فقد تنطبق هذه الرواية لذلك لا يوجد تحديد بتعلق الامر بسنة واحدة.
* يجب ملاحظة اننا مستهدفين بصناعة امال كاذبة فيوجد من يبني في داخلنا امال كاذبة تصل الى المواعيد فتتحول الى ياس واحباط وملل فتعبير الحيرة في الروايات تعبير عن الملل وحديث عن مشاعر نفسية من هذا القبيل ، اضافة الى عدم ارتباط هذا الاحباط بهذه العلامة فقط وانما سيذهب الى نفس قضية الامام ص فقصة الامام ص ستكون هي المُكذَّبة.
* رواية موت عبد الله ترتبط برواية قبلها وهي التي تتعلق بالهدم الذي يحصل في جدار مسجد الكوفة ، ورد عن ابي عبد الله ص ( قال: اذا هدم حائط مسجد الكوفة مؤخره مما يلي دار عبد الله ابن مسعود فعند ذلك زوال ملك بني فلان اما ان هادمه لا يبنيه ) .
الهدم ليس معناه الانهيار او السقوط قد يكون خلل في بناء الحائط وهذا الهدم هو مؤذن توقيتا الى زوال ملك بني فلان ، اضافة الى رواية اخرى تتحدث عن اصطراع وقتال ومؤارات بين اعيان الحجاز وعصبية ما بين الحرمين تؤدي الى ان فلان يقتل 15 كبشاً من بني فلان وما بين الحرمين النبوي والمكي وتحديدا جدة باعتبارها هي الحاضرة السياسية يمكن ان يجتمع فيها كل هذا العدد الكبير من بني فلان .
الذي تحدثت عنه رواية الكوفة ورواية عبد الله والرواية التي تشير الى صراع وقتال بني فلان يعطي دلالة بان المسالة متعلقة بالحجاز تحديدا ، وان احداث اليوم تنبئنا بهذا الامر وهو واضح جدا بان الخلاف ممكن ان يحصل في اي لحظة ، لذلك من يريد ان يميت هذه الرواية لانها قد تتجاوز 365 يوم وتؤجل غير صحيح بل هذه الرواية يجب ان يعتنى بها بشكل شديد في هذه الفترة حتى لو تجاوزنا السنة المفترضة ، ويجب ان لا يصل الى المنتظرِ اليأس و الاحباط.
https://telegram.me/buratha