الملتقى الفكري الاسبوعي/ المحنة في مدرسة الانتظار بين ارهاب العدو وواجبات الممانعة . 27 ربيع الاول 1437 هـ الموافق 8 / كانون الثاني - يناير / 2016 م .
ملخص ملتقى براثا الفكري - المحنة في مدرسة الانتظار بين ارهاب العدو وواجبات الممانعة
* ليس عسيراً على المتابع لعلامات الظهور والروايات التي تحدثت عن المجتمع قبيل الظهور الشريف ان يلاحظ ان جانب من هذه العلامات ركز على وقائع تتسم بالبلاء والمحن التي تقع على المنتظرين ، والحديث عن قبض المؤمن على دينه كما يقبض على جمر النار والحديث عن الفتن والجوع والتشريد والتكذيب كله يعرب عن وجود محطات زمانية ستمتحن بها القواعد المنتظرة ولو خصصنا الحديث لوجدنا ان حديث الائمة ص عن اشقى اهل الارض قبل قيام القائم ص هم اهل العراق واسعد اهل الارض بعد قيام القائم ص هم اهل العراق ايضاً انما يكشف عن طبيعة موجات من الفتن والمحن ستجابه القواعد المنتظرة .
* وجود البلاء ليس تعبيراً عن نقمة الله سبحانه وتعالى ولا يمكن ان نصنفه بان الله غَضِبَ على قوم فانزل عليهم المحن والفتن والبلاء لان غضب الله سبحانه وتعالى لا يدرك في صورة واحدة فكثير من الاحيان غضب الله يتمثل في اشاعة اليسر والسراء في مجتمع يريد ان يستدرجه الى ساحة مكر الله سبحانه وتعالى ، كما ان الله سبحانه وتعالى له بلاء نقمة لكن مهما يكن بالنسبة للقواعد المنتظرة ما تبتلى وتمتحن به لا يمكن ان يوصف بعنوانه الغضب الالهي والا لقلنا ان الابتلاءات والمحن التي تعرض لها الانبياء والرسول والائمة ص هي من نمط بلاءات النقمة وهذا ما لا يمكن ان يكون ، بل هي من بلاءات التي تتربى وتتعلم بها الامة .
* لذلك لانستغرب تعرضنا الى محنة وبلاء ما ، ولكن المحن التي في العادة تسلط من قبل الاعداء على مجتمع المنتظرين علينا ان نفكر فيها بعدة اتجاهات لان المحنة حينما تحصل ليس مهما حصولها فهي حصلت والمؤمن الحصيف هو الذي يقول ماهي الخطوة اللاحقة ، العدو وقد وجه لنا ضربة كيف نواجه هذا التحدي؟ وكيف نخرج من هذا الامتحان بالطريقة التي تجعلنا نُقبَل عند امام الزمان ص ، تارةً يصبر الانسان على البلاء ولكن الصفحات الجانبية لهذا البلاء لا يستطيع عليها صبرا.
* تعرضنا خلال هذه الايام الى فقداننا للشيخ النمر رضوان الله تعالى عليه لاشك ولا ريب انها ليست محنة نتعرض لها لاول مرة ، لذلك الخطوة الاولى حينما تقع هذه المحنة يجب علينا ان نفكر بطبيعة ما يريده العدو حينما يوقعنا بهذه المحنة فهو ليس ساذجاً بهذا التصرف فالمستهدف ليس الشيخ النمر وإن كان هو القتيل رض فالقضية اعمق من قصة الشخص ، لذلك التحسب الاصلي الذي يجب ان يكون هو ماذا يريد العدو ؟ وبالنتيجة بعد معرفة ماذا يريد العدو علينا ان نرد على العدو فيما يريده وليس فيما احدثه ، يجب ان نحطم ما يريده العدو ونحوله الى ما نريده نحن ، عليه في المحن نحن بين خطين خط ارادة الارهاب وخط ارادة الممانعين والمقاومين لهذه الارادة.
* توجهات العدو في قضية الشيخ النمر متعددة قسم منها يتعلق بمجتمعه وما يريده من هذا المجتمع كالهاء الوضع الداخلي له عن مضاعفة اسعار البنزين والضرائب وما الى ذلك ولكن من السذاجة القول بان ما يريده العدو هو هذه القضية بل اكبر من ذلك ، ويمكن القول بان العدو اراد ان يحصن وضعه الداخلي بخطابه الطائفي وهو احد اهدافه ، لكن الهدف الرئيسي للعدو هو تحطيمنا من الداخل ويريد ان ينسينا طبيعة العدو لننشغل بواقعنا ، لذلك ليس غريباً ان تجد مماحكات تندلع منذ اللحظة الاولى لخبر استشهاد الشيخ النمر في داخل اوضاعنا فننشغل في انفسنا وتتعدد الاراء والتقديرات فيُفقد القرار خصوصا عند عدم وجود خيارات للرد كما هو في العراق هذه واحدة من اولويات العدو حينما يوجه لنا سهما ، لذلك اول الانتقادات واشرسها ستكون مع القيادات وفي مثل هذه الحالات ستكون مع المرجعية بالذات وطبيعة الخطاب سيكون بطريقة من هو احرص واوعى واكثر متابعة من نفس المراجع كما راينا لمن فقد اتزانه وكتب بهذا الاتجاه ، هنا العدو سوف يُنسى وسنضيف هموماً جديدة الى عالم تحطيم الذات وتشويش الرؤية وفقدان الهدف.
* الرد الواعي والمتأنّي يجب ان يحرص على ان لا يعطي للعدو ممسكاً في هذه القضية وان يكافح في البدء الاثار الجانبية التي تطرأ في ساحة المحنة قبل ان يفكر في قضية اخرى ، اضافة الى احباط مسعى العدو من اجل ان يفقد المجتمع البوصلة ورؤية الهدف فرؤية الهدف هي التي تشغل العدو دوماً ، فمن الملاحظ لاصحاب السياسات اليومية همهم كسب اللحظة لكن القيادات هدفها رصد المستقبل وتحريك المجتمع لذلك الهدف ، هنا مهمة العدو ان يسقط هؤلاء لانه يريد ان يكون الهدف غائماً امام انظار الناس.
وبالنسبة لمجتمعنا العراقي مع ما لدينا من مسؤولية تجاه اخواننا في كل مكان ولكن الرد الحقيقي على كل هذا الاجرام هو قمع الارهاب في العراق عندها سينتبه الاخرين بان لديكم اصابع لا ترد وان لديكم اكف قوية واوجدوا لدولتكم احترام وقوة ستُهابون في بقية المناطق.
وللاخوة في الخارج وفي البلدان التي يتأثر فيها الراي العام واجب الكلمة والدفاع واجب اساسي شاركوا المجاهدين والسجناء والشهداء بنشر قضيتهم.
https://telegram.me/buratha