الملتقى الفكري الاسبوعيمنهاج النتظرين في زيارة الاربعين .
14 صفر الخير 1437 هـ الموافق 27 / تشرين الثاني - نوفمبر / 2015 م
ملخص ملتقى براثا الفكري - منهاج المنتظرين في زيارة الاربعين
* زيارة الاربعين قد ازفت والغالبية العظمى للزوار الان في الطريق المبارك والمسرى العظيم الذي لا شك ان الانسان حينما يطأ بقدمه عليه انما يطأ باقدامه على جنان الله سبحانه وتعالى ويزاحم ملائكة الله وارواح انبيائه ، لذلك حري بنا ان نسجل انفسنا ضمن من يزورون زيارة العارفين للحسين ع لان زيارة الامام الحسين ع تختلف من واحد الى اخر بدرجتها وعظمتها بالرغم من ان كل الزائرين يحضون بكرامات كبرى الا ان هناك تخصيص في الروايات عن طبيعة المنزلة التي تساق الى من زار الحسين ع وهو عارف بحقه ، هذه المنزلة لايمكن ان تصور ولكن إن وجدنا في الروايات ما يشار فيه الى ان زائر الحسين ع في كل خطوة له حسنة وتمحى عنه سيئة ويعطى درجة او في روايات ان زائر الحسين ع له في كل خطوة الف حسنة وتمحى عنه الف سيئة ويعطى الف درجة فليس ذلك بتناقض وانما هو بتفاوت العارفين من غير العارفين.
* بالنسبة للمنتظرين فان مسؤليتهم في هذا الاتجاه اعظم من غيرهم لانهم لم يعرفوا الحسين ع فحسب وانما راحوا يرتبون الاثر في سلوكياتهم وفي اوضاعهم للثأر له ع مع امام منصور من اهل بيت محمد ص ولذلك لا شك من يحدِّث نفسه بالانتظار معني تماماً بان يزور زيارة مختلفة وبقلب وعواطف واحاسيس مختلفة ويخرج بنتائج مختلفة عن غيره من بقايا الناس ، بخصوص هذا المعنى والمضمون نورد رواية وهي " من اتى قبر الحسين عليه السلام عارفا بحقه غُفر له ما تقدم من ذنبه وما تاخر " وفي رواية " ادنى ما يثاب به زائر الحسين عليه السلام بشط الفرات اذا عرف بحقه وحرمته وولايته ان يُغفر له ماتقدم من ذنبه وما تاخر " وهكذا عشرات الروايات ايضا التي تؤكد مثل هذا المضمون.
* بالنسبة للمعرفة المطلوبة تتفاوت من واحد الى اخر وتعابير الشوق يختلف فيها الانسان عن غيره ، تارة نذهب للامام الحسين ع ونحن نعرف المعرفة العقائدية فهو امامنا وله مقاماته المعروفة وهو امر عظيم جدا لكن المعنى العقائدي بقي في ذهن البعض دون ان يتسرب الى عواطفه واحاسيسه وبالنتيجة تتحول هذه المعرفة الى برود في القلب ولا يحقق المعرفة المطلوبة ، لذلك نصيحة للاخوة الاعزاء اثناء رغبتهم في زيارة الاربعين ان يتوجهوا بادئ ذي بدء الى الزيارة الجامعة ويتاملوا في مفرداتها حيث ان الزيارة الجامعة خصّت لتفصيل مقامات الائمة ع وللتحدث عن مؤهلاتهم وقيمة ما يحتوي عليه محتواهم الداخلي وان افضل طريقة للتعرف عليهم ع هو الامساك بهذه الزيارة والتامل بمفرداتها.
* كذلك يُنصح الاخوة في هذه الزيارة ان لا ينوون الزيارة نيابة او اصالة عن انفسهم ولتكن نيابة عن احد الانوار وكلهم انوار ص سواء انوار المعصومين او من يلوذ بهم ص واعتبروا انفسكم مكلفين باداء الزيارة نيابة عن احدهم ع وتقربوا اليهم بهذا البر ولن يتركوكم ابدا وسيعطونكم اكبر بكثير مما تريدونه لانفسكم ، فان بذل العمل من اجل النفس يحضى فيه الانسان بحسنة واحدة ولكن بذله من اجل الاخرين بعيدا عن مستوى هؤلاء الاخرين انما يحضى بنسبة ٩٩ ويحضى المنوب عنه بحسنة واحدة لكونك فضلت غيرك عليك ، فاذا كانت النيابة عن الانفس العظيمة والطاهرة لك ان تتصور ما تحضى به.
* في الحديث مع المنتظرين يفترض ان لهجة اخرى يجب ان تكون فالمنتظِر لا يتعامل مع الامام ع بعنوانه محلاً للحصول على الاشياء التي يريدها على المستوى المادي فالامام يعطي ولا شك ولا ريب ولكن ان نذهب بعنوان قضاء حوائجنا لن يكون الامر كما اراده الائمة ع وهذا الذهاب ليس متمحضا في حب الامام الحسين ع ولكن ان دعت الضرورة لطلب حاجة فلتكن الحاجة ما يجعلك دوما في حب اهل البيت ع ، فيفترض الذهاب ولا يوجد في النوايا الا هذا الحب والشوق والعرفان على طريقة تبكيك عيني لا لاجل مثوبةٍ ولكنما عيني لاجلك باكية.
* نصيحة اخرى للاخوة الافاضل اثناء الذهاب ان يتم انتخاب مقاطع من القصائد والمراثي والنعي الحسيني لسماعها ومحاولة الاستعبار والبكاء وذرف الدمعة على الامام الحسين ع فان الاماكن ستشهد يوم القيامة بان هذا العبد بكى على الامام الحسين ع في هذا الموضع بل بعض ما يستفاد من الروايات ان هذه الاماكن تدعو لمن يقوم بالخير لانه يشرفها عند الحسين ع ، وليتحول الطريق الى عزاء قدر الامكان ، وفرصة الزيارة يجب ان توظف من اجل تعبئة القلب باكبر قدر ممكن من القيم المعنوية التي يجب ان نستلها من ذكرى الحسين ع ، ويفترض بالمنتظر في هذه الزيارة ان يكون نموذجاً للرحمة وخدمة الزوار .