الملتقى الفكري الاسبوعيالمنهج المهدوي في الثأر للمقتول في كربلاء
23 محرم الحرام 1437 هـ الموافق 6 /تشرين الثاني - نوفمبر /2015 م
ملخص ملتقى براثا الفكري - المنهج المهدوي في الثأر للمقتول بكربلاء
* كثير من نصوص زيارات الامام الحسين ع تطرح مسألة الثأر للمقتول بكربلاء بطرق متعددة فتارة تسمي الامام الحسين ع بثار الله والوتر الموتور وهو الثار الذي لم يستحصل بعد وتتحدث عن طلب ثأر اهل البيت ع وثأر الامام الحسين ع مع امام منصور تارة واخرى تحول الثار من ثار اهل البيت ع الى ثار الذات كما ورد بطلب ثاري مع امام منصور من اهل بيت محمد ص ، فتعدد النصوص والروايات كلها تؤكد على منهج الثار والتساؤل نثأر ممن ولماذا نثأر ؟ فالروايات التي اجتهدت في اثارة الحزن والفجيعة على الامام الحسين ع والروايات التي وجدت سبل ذكر الحسين وادامة ذكره ع تدعونا ان نسأل من بعد استعراض هذه الروايات ما هو المطلوب ؟ لماذا نُطالَب بان نفجع بالامام الحسين ع ؟ ونطالب بان نسير ونزور ونبكي وننفق في خدمة الامام الحسين ع وهكذا تتعدد الدعوات وفي نفس الوقت تتعدد وسائل الاثارة لتلبية هذه الدعوات لماذا كل ذلك ؟ لماذا يخاطب الامام المنتظر عج عن المطالب بدم المذبوح بكربلاء ومن سينفذ هذه العملية ؟
* من بعد لغة اثارة العواطف والاحاسيس فان ملخص هذه الاثارة يفترض ان يصب على منطق الثار ، فالحزن والبكاء حصاده اين ينتهي ؟ صحيح بان هذه القضايا تعمل على تربية الذات وتربط بين الانسان المؤمن و الائمة ع ولكن بعد ذلك لابد من وجود خلاصة اجتماعية تهدف اليها كل هذه الامور وهو طلب ثار الامام الحسين ع.
* في لغة الامام المنتظر عج نلمس بوضوح ان منهج الثار هو احد المفردات الاساسية في معالم الحركة المهدوية والا دعوتنا يوم الجمعة لقراءة هذه النصوص التي تعبّر عن الثأر وعن حالة اثراء حالة الشعور به في داخل كل انسان في دعاء الندبة نقرأ اين الطالب بدم المقتول بكربلاء وفي زيارة الناحية اثارة للفجيعة يتضمن خلاصات تنتهي الى الثار والتعبير دوما عن حلم الشيعي ان ياخذ سيفه بين يدي امامه ع لكي يقاتل من اجل الثار لحق محمد وال محمد ص ، ولو اخذنا النصوص المقابلة والتي اجتهدت على صياغة عبائر البراءة مثل اللهم العن اول ظالم ظلم حق محمد وال محمد واللهم خص انت اول ظالم باللعن مني واللهم العن بني امية قاطبة وما الى ذلك من هذه الكلمات التي يتبرأ بها الانسان من صنف معين فهذه البراءة في نفس الوقت تتضمن دعوة لقتال هؤلاء فهي ليست مجرد براءة وانما تحويل كل دم الحسين ع الى رقابهم وان هؤلاء هم المسؤلون عن هذه القضية.
* السؤال البديهي والذي نواجهه بان بني امية وبني العباس وبني مروان وقتلة الامام الحسين ع انتهوا ولا زال الشيعة ينادون يالثارات الحسين فعلى ماذا هذا النداء ؟
- تارة تفهم قضية الامام الحسين ع مجرد حركة عسكرية ارادت حكما ولم توفق في ذلك وانتهت هذه الحركة الى ان تكون بالطريقة التي كانت في سنة 61 للهجرة.
- واخرى نرى في حركة الامام الحسين ع حركة سياسية عقائدية ارتبطت بمشروع ، وهذا المشروع ما كان ليكون لو ان ارث النبي محمد ص لم يغتصب من بعد حياته ولو ان تعبير الله يعصمك من الناس قد نجزه المجتمع لوصلنا الى مرحلة اكمال الدين واتمام النعمة ولكن حيث ان القران اشار الى المؤامرة ودعا الناس الى ان ينتبهوا الى هذه المؤامرة اللتي نجحت على المستوى المادي ووعي الناس كان من البلادة والبلاهة بمكان بحيث ان هذا الوعي خضع للتهديدات التي صدرت بالطريقة التي يعرفها كل مطلع على صفحات سقيفة بني ساعدة ، لذلك جاءت عرصات كربلاء بمهمة كشف زيف ما سبق لشعارات سقيفة بني ساعدة ان طرحته بالحرص على الدين هذا الزيف الذي لم يره اصحاب الوعي البائد في السنوات التي جرت من بعد رسول الله ص ، لذلك اصبحت القضية بحاجة الى مشهد يبقى عالقا في الاذهان لا يمكن ان يغيب ولا يمكن ان يفلت من الذاكرة واي ذاكرة مهما كانت بليدة لا يمكن لها ان تنسى ما حصل في كربلاء ، اذاً الثار الذي نتحدث عنه قد اثير بصيغتين فاثير كمفهوم واثير كقضية طرح بعنوانه وتر موتور وثار الله سبحانه وتعالى لكن في المقابل على المستوى المنهجي الاجتماعي طرح ضمن اطارين الاطار الاول ان هذا الثار هو ثار الدين والاخذ بثار اهل البيت ع واخرى بان هذا الثار ليس ثار اهل البيت فقط وانما ثارنا ايضاً .
* ما يراد الانتهاء اليه بان هناك منهج في كل الممارسات والشعائر الحسينية وهذا المنهج ثابت واساسي ويراد من الشعائر الحسينية ان تنمي هذا المنهج وتحوله من مجرد ادعاء الى حالة استعداد ينمو مع الايام وحتى لو لم يبلغ الانسان فيه المجال الذي يعمل بهذا المنهج ولكن أُريد له ان يكون حاضراً حضوراً حضارياً في هذه القضية فياليتنا كنا معكم كانت ولكنها سوف تاتي فياليتنا حديث التاريخ لكن مع المستقبل تاتي بيوم اسمه يوم عاشوراء المهدوي غير يوم عاشوراء الحسيني الذي قتل فيه الامام الحسين ع اما يوم عاشوراء المهدوي هو يوم الاخذ بثار الامام الحسين ع بيد تلك الراية المنصورة من ال محمد ص.
* واشار سماحة الشيخ باننا مقبلين على هذه المعركة فالانتظار والاستعداد يعني معركة ، واي حديث عن الامام المهدي عج من دون تضمين هذه القضية في داخل قلب وسلوك الانسان حديث مخادع ولا يفهم من القضية المهدوية اي شئ ، وحديث الشعائر ايضاً ينمي لدينا حالة الاستعداد هذه فالهدف من الشعائر هو لتنمية قابلية الثار للامام الحسين ع و المعركة التي خاضها الائمة ع لم تنتهي لازال ثار الامام الحسين لم يُأخذ ولازال خطاب الامام عج يستحث كل واحد منا ، والسؤال لكم : اين الطالب بدم المقتول بكربلاء ؟ ماهو الجواب فالادعاء شئ والتاهيل والاستعداد شئ اخر .