الملتقى الفكري الاسبوعيالسلوك المجتمعي عشية الظهور
16 محرم الحرام 1437 هـ الموافق 30/تشرين الاول - اكتوبر /2015 م
ملخص ملتقى براثا الفكري - السلوك المجتمعي عشية الظهور الشريف
* تم التحدث سابقا عن السلوك الاجتماعي في عشية الظهور وتم ذكر روايتين ، رواية مطولة عن رسول الله ص يذكرها صاحب تفسير القمي واخرى عن امير المؤمنين ع وهما يستعرضان جانباً كبيراً من الاخلاقيات التي تسود في الواقع الاجتماعي ، في الروايتين يشار الى انقلاب المعايير بالشكل الذي يتحول فيه المعروف الى منكر والمنكر الى معروف وتحبب الناس الى كل خُلقٍ كان يعد سابقاً رذيلاً وعدم حيائهم من كل هذه الرذائل ، مايهم من هذا الحديث هو مراقبه السلوك المجتمعي كمجتمع ازاء كل الاحداث التي ستسلط على هذا المجتمع بعنوانها علامات للظهور او بعنوانها احداث سينشغل بها المجتمع ولا شك ولا ريب ان المنتظرين سيكونون هم المعنيون بهذا الحديث.
* اشار سماحة الشيخ وقبل الدخول في التفاصيل الى مقال للدكتورة نوال السعداوي وهي مصرية لم تدع في مرة مجالاً الا وانتقدت الدين والتصرفات الدينية علمانية صرفة وهي تجحد بكل اوضاع الدين ويصل بها الامر الى حد المناداة بالحرية الجنسية الكاملة وهي احد اقطاب العلمانية في العالم العربي ، وذكر سماحته ما استوقفني هو ما كتبته في جريدة الاهرام عن مظاهرة يوم عاشوراء في لندن هذه التي لم تذعن لمئات والاف الكتب والمحاضرات المضادة لفكرها الا انها امام شعائر الحسين ع وقفت تمجد ورأت في التظاهرة التي اشارت اليها تظاهرة الشيعة في يوم عاشوراء في شوارع لندن باطفالهم ونسائهم يرددون معاني الحرية والنبل وما الى ذلك ، حيث لم يتمكن منها الفكر وانما تمكنت منها شعائر الحسين ع ووجدت في هؤلاء الخارجين والخارجات وهم يذكرون بالامام الحسين ع معلماً من معالم تحرر المراة وسموها.
* قد يُسأل ما علاقة هذا الامر بمبحثنا هذا ؟ ما ورد لسيق جدا بهذا المبحث باعتبار حينما وجدنا في رواية رسول الله ص كيف تتشبه النساء بالرجال وكيف يتشبه الرجال بالنساء وكيف يامرون بالمنكر وينهون عن المعروف وما الى ذلك من سلوكيات كلها بالضد ، الا انه في مقابل ذلك المشروع المهدوي سيأتي الى هؤلاء تحديداً وسيعمل في وسطهم وفيهم من سيرفض ولكن شرائح كثيرة جداً ستتاثر في لحظة من اللحظات وستنصاع وستعود وتتذكر وتراجع افكارها وقيمها نتيجة لحدثٍ يحصل مثلما رأينا في هذه الامرأة كيف استوقفها ذكر الحسين ع ، والعجب ممن ينتقدون هذه الشعائر ويرونها عبثية في مقابل هذه العلمانية التي ترى فيها نبلاً وكرامة.
* ما يهم في هذا المجال هو اننا في قبال كل الاضرار التي حصلت وستحصل في الواقع الاجتماعي حتى يصل امر التدين الى الدرجة التي يعبر عنها الحديث الشريف القابض على دينه كالقابض على جمر النار ، وصول الانسان الى هذه الدرجة يعني ان كل البيئة الاقتصادية والاجتماعية لا تساعده على التدين ابداً وانما تطلب منه ان يكون بعيدا عن الدين والا اكتوى بهذه النار واصبح هو الشاذ في هذا الواقع ، لكن هل هذا المتدين الذي سيصل به الحال الى ان يكون قابضاً على جمر النار هل ييأس من هذا المجتمع ؟ هل عليه ان لا يؤدي دوره ؟ هل عليه ان يقول بان المجتمع لا يصلح معه الحديث ولا يمكن لهذه القلوب القاسية ان يمر عليها خط الهدى ابداً ؟ ام اننا مجبرون على ان نستمر في طرح كل القضايا التي تتعلق بتحرير الواقع الاجتماعي وانارة الدرب اليه حتى لو ان هذا الواقع رفض هذا الامر ؟ حقيقة ان الايات القرانية تؤكد اننا يجب ان نستمر فلا يوجد صورة ابلغ من تعبير ايات القران في وصف اصحاب السبت ( لم تعظون قوما الله مهلكهم أو معذبهم عذابا شديدا ) والجواب ( قالوا معذرة إلى ربكم ولعلهم يتقون ) .
* من الواضح جدا ان الواقع المتازم الذي نحياه اختلطت فيه الاوراق بشكل كبير مع وجود النزعة الالحادية واللادينية وعدم الثقة لاشك انها في معدلات اعلى من السابق وان الاداءات السلبية للبعض عمت على الجميع بالشكل الذي كثير من الناس لا يثق بالجميع كما حصل بالهجمة على المراجع ، هل نيأس امام هذه القضايا ؟ ام نعمل بالمبدأ الاساسي وهو البحث عن المعذرية امام الله سبحانه وتعالى .
* لو اردنا ان نحقق المعذرية بيننا وبين الله سبحانه وتعالى يجب علينا ان نستمر في انارة العقول باتجاه قيم الحق والعدل ورفض الظلم والتي تستل من قوله صلوات الله وسلامه عليه في وصفه الى الامام عج بوصفه يخرج الناس من الظلم والجور الى القسط والعدل لذلك واجبنا في مناهضة الظلم والجور ابدياً وفي نصرة القسط والعدل ابدياً ، والكلام الذي يروج له بعض الحمقى بخبث او من دونه بان الامام عج لا يخرج الا بعد انتشار الظلم والجور وعلينا ان لا نقف ضد الظلم والجور عبارة عن غباء وجهل او خبث يتعمد من اجل نشر الفساد ، هذا الامر الاول والامر الثاني لا ننتظر الاستجابة الاجتماعية فواجبنا علينا ان نؤديه سواء قبل الناس ام لم يقبلوا استحسن الناس هذا الامر ام لم يستحسنوه ليس هو العبرة وانما العبرة ان نعذر موقفنا امام الله سبحانه وتعالى.