الملتقى الفكري الاسبوعيالغدير بين اغتيال السقيفة والفجر المهدوي .
18 ذي الحجة 1436هـ الموافق 2/تشرين الاول - أكتوبر/2015 م .
نقدم لحضراتكم ملخصاً لمحاضرة ملتقى براثا الفكري - الغدير بين اغتيال السقيفة والفجر المهدوي -
استهل سماحة الشيخ الجليل محاضرته بالحديث عن العلقة بين الغدير وقيام دولة العدل الإلهي وعن اغتيال الغدير قائلاً:
** سبقت الاشارة الى ان الغدير هو المشروع المهدوي الاول حيث ان ما طرح في الغدير من اكمال للدين واتمام للنعمة انما هو اقامة للقسط والعدل واماتة للظلم والجور وهذا هو المشروع المهدوي الاساس، الا ان الاعتداء الذي تم على مشروع الغدير ووعي الامة وسذاجته ادى بالنتيجة الى نجاح مسعى سقيفة بني ساعدة ونتاجاتها في ان يغتال الغدير بالطريقة التي تمت، وظروف الاغتيال هنا لم تكن ظروف السيف والحرب وانما كانت ظروف القوة الناعمة اي ادوات السياسة بخداعها وتدليسها ودجلها وتسطيح الوعي بالتعامل مع المسائل الجوهرية.
وعن ظروف اغتيال الغدير تحدث سماحته متفضلاً:
** النتيجة اجهض المشروع في بدايته رغم ان الطرح الرسولي له كان حديثا والاجهاض حدث بأدوات القوة الناعمة وادوات السياسة مع عروض الاموال والتهديدات والمخاوف ودعوى مصلحة الاسلام ، ومن سقط في هذا المشروع ليسوا بالضرورة كلهم من الاعداء بل الغالبية كانوا من المصنفين الى صالح مشروع الغدير او من المحايدين ، وبتعبير الامام الصادق عليه السلام: لقد كفر الناس كل الناس الا ثلاثة وكاد عمار ان يحيص حيصة تودي به الى النار ( الكفر هنا كفر الايمان وليس كفر الاسلام ) ، وفي رواية الشيخ الكشي يشار الى ان سبعة اشخاص هم الذين لبوا لأمير المؤمنين صلوات الله عليه ندائه في الخروج في حين كان مطلبه اربعين رجل يمكن ان يقاتل بهم لو ان الامور احتاجت الى القتال .
كما نوه سماحة الشيخ الى ان ظروف اغتيال الغدير ذاتها ستستخدم ضد المنتظرين للظهور الشريف للإمام الحجة عج قائلا سماحته:
** في اغتيال السقيفة لهذا المشروع ثمة أمر في غاية الأهمية يجب ان يتعلمه المنتظرون وهو ان الاساليب الناعمة التي تتحرك من دون دماء وحروب ومن دون ما يعكر الاجواء المباشرة لوعي الناس أخطر بكثير من مشاريع الحروب، ففي معركة صفين الالاف خرجوا ولم يترددوا وقتل منهم الكثير وبقي مع الامير عليه السلام مع كل المشاكل التي حصلت بقيت ثلة مهمة، غير ان كلفة المشروع يومذاك كانت اعلى من كلفته في اليوم الاول لشهادة رسول الله صلى الله عليه واله.
وأكّد سماحة الشيخ على الجانب العملي من البيعة والذي قد يتكرر عند الظهور الشريف حيث قال سماحته:
** ما يهم المنتظر ان يلتفت اليه هو انه كان هناك ١٢٠ ألف انسان بايعوا الامير عليه السلام في عريش الغدير ولا شك ان بعضهم كان صادقا في بيعته للأمير وصادق القول، لكن على المستوى العملي سقط وخرج من دائرة الالتزام، لو وضعنا أنفسنا في يومذاك هل سيكون خيارنا من الذين صدقوا حقا ام من الذين خدعوا وسقطوا؟
وواصل سماحة الشيخ حديثه مشيراً الى ضرورة التعرف على أساليب الغش والخداع وكيفية تجنب الوقوع فيها متفضلاً سماحته:
** المشكلة الاولى التي يجب على المنتظر ان يتحصن تجاهها هي مشكلة كيفية التعرف على اساليب التدليس والغش والخداع وكيفية تجنب الوقوع فيها، فحركة التغيير حينما تصيب التاريخ بهذه العظمة فتؤدي الى اسوأ نتيجة بعد اروع بداية يعطينا مؤشر ان لا نستهين بالأمور الحاصلة مهما كانت بسيطة وان لا نستهين بالسذاجة الموجودة لدى البعض لان مثل هذه القضايا يمكن ان تصنع حركة الالتفاف الكبير على حركة التاريخ والا لم يكن ينقص الفجر المهدوي الا سويعات لو ان الامور مشت طبيعيا.
وقد ضرب سماحة الشيخ مثالا عملياً على تلك الأساليب في حادثة مسلم بن عقيل رضوان الله عليه فيقول سماحته:
** في معركة كربلاء فان الذي جرى مع مسلم بن عقيل لو تأخر ليوم واحد ما الذي كان سيجري في الكوفة؟
فالأساليب التي اسقطت حركة مسلم هي نفسها الادوات الناعمة كالكذب والتهويل وتسطيح الوعي والتدليس هي التي اسقطت حركة مسلم صلوات الله عليه، لكن لو ان مشروع مسلم قد نجح لم نكن لنصل الى ما وصلنا اليه، فيفترض بنا ان لا نطمئن لأوضاعنا لان غيرنا سبق وان اطمئن لأوضاعه، فالحديث عن البلاء شيء والوقوع فيه شيء اخر.
وفي خاتمة حديثه أشار سماحة الشيخ الى ضرورة الإستعداد للقاء الحجة عج بتوفير شرط رضا الإمام عج متفضلاً سماحته:
** اليوم نحن امام الفجر المهدوي الثاني عشر والذي نترقبه ولا فجر غيره، ومن يريد الانتظار عليه ان لا يوفر شرط التكلم بلسان الانتظار بل عليه ان يوفر شرط رضا الامام عج، واللقاء قريب وعلى الانسان ان يعد لنفسه اي لقاء يريد لقاء الشوق ام لقاء اخر.