كندي الزهيري ||
أن حادثة أبو غريب ، كانت ولا زالت شاهد حي على مدى إجرام ووحشية الولايات المتحدة الأمريكية ، وهي صورة من آلاف الصور التي تحكي عن ممارسات جرت على يد أبشع دولة في العالم ،جرائم تنطق بلا لسان ، وحقيقة لا يود أحد التكلم بها ، ولا ينظر إلى ملفها من قبل المتصدين لدفة الحكم .
بعد مرور عشرين عامًا على الغزو الأمريكي للعراق، توالت التقارير الحقوقية التي تنتقد تجاهل الولايات المتحدة لحقوق المعتقلين الذين تعرّضوا للانتهاكات في سجن أبو غريب.
تقارير عالمية حول جريمة (أبو غريب ) :
١_ صحيفة "الغارديان" البريطانية : أنه بالرغم من مرور عشرين عامًا على غزو العراق، فإنه لم يتم تعويض ضحايا الانتهاكات والتعذيب على أيدي القوات الأمريكية بعد.
٢_ لجنة الدولية للصليب الأحمر: فقد احتجزت الولايات المتحدة آلاف ( الرجال والنساء والأطفال ) في سجن أبو غريب، وقُدر أن ما بين 70 و90% من المعتقلين، في عام 2003، تم اعتقالهم عن طريق الخطأ.
٣_ هيومن رايتس ووتش : أن حكومة الولايات المتحدة ، فشلت في التعويض أو توفير سبل الإنصاف الأخرى للضحايا الذين تعرّضوا للتعذيب والإساءة في سجن أبو غريب ( وغيره من السجون) ، التي" تديرها" الولايات المتحدة في العراق، وأنه لا يوجد طريق واضح لمتابعة المطالبات.
هذه التقارير تثبت عدة نقاط منها :
_ تثبت الجريمة على كونها منظمة وليست حدث عادي.
_ إشارة واضحة على مدى وحشية وإجرام النظام الأمريكي ، وهي تقر بالممارسات التي لا تتوافق مع قرارات أمم المتحدة و منظمات حقوق الإنسان ، بل هي ممارسات جرائم حرب .
_ تثبت بأن الأمريكي يدير سجون أخرى سرية في العراق ، وأن كانت الإشارة بشكل مبسط ، وهنا على الجهات المعنية الكشف عن ذلك ، والرجوع إلى اعتراف الرئيس الأمريكي السابق (جورج دبليو بوش ) ، بوجود سجون سرية تديرها وكالة المخابرات المركزية الأمريكية خلال خطاب ألقاه 2006 .
_ لا ترغب واشنطن ؛ بتعويض المتضررين جراء تلك الأساليب الوحشية للنظام الأمريكي ، وهذا دليل آخر للشعوب ، بأن أمريكا لا تعطي أهمية لحقوق الإنسان إن كان في داخلها أو في خارجها ، لكون النظام الشركات الأمريكية ، لا ينظر إلى الإنسان ، إنما يرون مصالحهم فقط ولا وزن لغير ذلك .
ماذا يعني مصطلح ( موقع الأسود ) !..
هي عمليات يطلق عليه ( موقع أسود)
بإشراف مباشر من قبل وكالة المخابرات المركزية ، لكن ما هو ( الموقع الأسود )
الموقع الأسود black site، هو موقع يتم فيها أحد المشروعات السوداء الغير معترف بها، (أي خارج القانون ) التي تسيطر عليه المخابرات المركزية الأمريكية والمستخدمة من قبل الحكومة الأمريكية في حربها على الإرهاب لإعتقال أعداء غير قانونيين مزعومين كما تدعي ، وهذا المصطلح ، يسمح للقوات الأمريكية بنتهاك حقوق الإنسان ، كانت أولى التقارير عن وجود المواقع السوداء من قبل صحيفة واشنطن بوست في 2005 وقبلها من قبل منظمات حقوقية غير حكومية.
يصر الأمريكي على أن هذا المصطلح يستخدم ضد الإرهابيين فقط ، إذا كيف يفسر النظام الأمريكي ما قام به ضد العزل من المواطنين ، وحجزهم وممارسة ابشع عمليات التعذيب على الأطفال والنساء ، هل هؤلاء إرهابيين ؟ ، على الرغم من إصدار مذكرات ل ( جورش بوش ) التي تسمح للقوات الأمريكية بممارسة التعذيب ، إلا أنه
البنتاغون أعد خطة عمل لتقليل الضرر الذي يلحق بالمدنيين في العمليات العسكرية الأمريكية، فإنها لم تشتمل على أيّ " آلية تعويض عن حالات الضرر السابقة" ، باعتبار ذلك أحد أشكال (المساءلة) ، وخطوة صغيرة نحو العدالة للمحتجزين الذين ينتظرون منذ عقدين من الزمن.
جاء في تقرير الإتحاد الأوروبي في 2007 بأغلبية البرلمان الأوروبي 382 عضو في البرلمان الأوروبي مقابل 256 صوت ضد و 74 امتنعوا عن التصويت، بأن " وكالة المخابرات المركزية سيرت 1245 رحلة جوية ، وكثير منها إلى وجهات غير معروفة ، حيث يمكن أن يواجه المشتبه بهم التعذيب "، حيث أفصح التقرير عن انتهاكات للمادة 2-3 من الإتفاقية الأمم المتحدة لمناهضة التعذيب .
لم يكن ذلك في العراق فقط ، بل في الكثير من الدول حول العالم على سبيل المثال ، بعد إنكارها لسنوات أقرت بولندا عام 2014 وجود مواقع سوداء على أراضيها .
بلا شك بأن الحقيقة الوحيدة التي لا يريد حكام العالم الإعتراف فيها ، هي ؛ أن الأنظمة السياسية ليست بمقدورها الخروج عن صمتها ، وكشف الحقائق للشعوب ، لكونها خاضعة تماماً لسطوة الشركات الأمريكية ، شركات الدجال الأمريكي ، وأن ما يشاع عن السيادة ما هي إلا مزاعم وأوهام ليست إلا.
أن عمليات الذل والخضوع التي تمارس من قبل الشركات الصهيو أمريكية ، على الشعوب ، لا يمكن الإنتصار عليها ، والوصول واستحصال الكرامة والحرية والعدالة من دون ثقافة المقاومة الواعية .
ان كنا نريد استرجاع الحقوق فلا بد علينا العمل بما يجعل منا أمة المقاومة أمة عزيزة . ولا يكون ذلك إلا بوعي وإرادة حرة .
ان من الخطأ الاعتقاد ، بأن أمريكا ستنصف الضحايا ، أو أنها ستتوقف عن فعل الجرائم ضد البشرية كافة ، مع عدم وجود رادع ، الرادع لا يكون إلا بوجود أحرار حقيقيين ، وأصحاب وعي ، معزز بحرية سياسية واقتصادية واجتماعية.
https://telegram.me/buratha