نعيم الهاشمي الخفاجي ||
شيء طبيعي يذهب السيد رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني لزيارة مصر، لتطوير العلاقات الاقتصادية والثقافية والسياسية، رئيس الوزراء بكل دولة، تحكم بالنموذج البرلماني يكون من واجبه زيارة الدول المجاورة والإقليمية والدولية لتعزيز التعاون، بصفته رئيس السلطة التنفيذية.
لكن الشيء الغير طبيعي عندما تشن الفيالق الإعلامية المأجورة حملات لتشويه الحقائق وتزيفها، وخاصة إذا صدرت هذه الحملات المغرضة من فيالق فلول البعث وهابي الإعلامية، التي لاتريد الخير للعراق والدول العربية، تاريخ مظلم واسود ارتكبه البعثيين بحق أبناء الشعب العراقي والشعوب العربية، أحد أقاربي، شاب خلوق متزوج من سيدة فلسطينية مقيمة بالعراق، كنت اعتقد ان صدام الجرذ مانحهم جناسي، وإذا بها وعائلتها لا يملكون أي وثيقة سفر عراقية، حتى انا سألتها، قالت لي تعامل صدام مع الفلسطينيين بالعراق بطرق انتقائية قذرة.
تصوير الإعلام البعثي المأجور دولة مصر، في البلد المفلس وقام ببيع أصوله الى الدول الخليجية ورهن الاقتصاد المصري لدول الخليج، وأن القروض الخليجية غرق بها المصريين، وأن ذهاب السيد السوداني إلى مصر هو انتشال المصريين من الفقر المدقع.
أقول إلى هؤلاء الكذابين، مصر بلد كبير وتمتلك موارد علمية واقتصادية كبيرة، خلال حكم الجنرال السيسي حول الجيش المصري إلى جيش منتج، حيث امر وزارة الدفاع بجعل الضباط والجنود يقومون بزراعة الصحاري بالحبوب والفواكه، الجيش المصري قام في زراعة ملايين شتلات النخيل من صنف المجهول، ثمن طن تمر المجهول تصل إلى عشرين ألف دولار أمريكي، الفواكه المصرية باتت منتشرة في أسواق الدول الاوروبية، واهم من يعتقد أن المصريين يجيدون صناعة الفلافل والطعمية فقط، بل توجد آلاف شركات البناء والاتصالات بكوادر مصرية، الزيارة موفقة، والدليل صراخ فيالق كتبة فلول البعث، اقول إلى المفترين ومن قال لكم ان مصر هي من تملك التكنولوجيا، مصر لديها قطاع صناعي عام متمثل في تحويل قوات الجيش المصري إلى فيالق لزراعة المحاصيل والفواكه.
نعم الخبرات الحقيقية متواجدة في أوروبا والصين وليس في مصر او الاردن والسعودية، لكن ما الضير أن تتعاون الدول العربية في دعم منتجاتهم الصناعية والزراعية بظل وجود عقول مصرية محترفة في عمليات تصنيع المعدات الزراعية المستعملة في سقي المحاصيل الزراعية تقلل نسبة المياه المستعملة في سقي المزروعات.
انا أقيم بالغرب منذ ثلاثين سنة، اشاهد وبكثرة المنتجات الغذائية التركية والمصريه والسعودية والايرانية والإماراتية والباكستانية والهندية، قد غزت الأسواق بدول اوروبا، اذا كان الاوروبيون يستوردون منتجات مصر فلماذا ذلك محرم على التبادل التجاري بين الدول العربية.
هناك حركة من الزيارات المتبادلة مابين دول أوروبا ودول آسيا وأفريقيا والصين تشهدها الدول العربية، في الوقت الذي كان به السيد محمد شياع السوداني يزور مصر ، كان رئيس إيطاليا في العراق، المعروف الرئيس الإيطالي منصبه تشريفي وليس تنفيذي، لذلك ليس بالضرورة أن يبقى رئيس الوزراء السيد السوداني في بغداد لمقابلة الرئيس الإيطالي والوفد المرافق له، رئيس إيطاليا ضيف لدى رئيس الجمهورية العراقية.
زيارة السيد السوداني لمصر، بلا شك الغاية منها، زيادة الأواصر، هناك الكثير من كتبة فلول البعث وهابي ومعهم المغفلين يصورون أن السيد السوداني ذهب إلى مصر وهو محمل في مليارات الدولارات ليهبها أو يقرضها إلى الشعب المصري، ويحاول هؤلاء ذرف الدموع على أموال الشعب العراقي، وفي الحقيقة أنا أستغرب، من قصر نظر وسطحية بعض المحللين العراقيين في الأمور السياسة.
هناك حقيقة مؤلمة الوضع السياسي العراقي يعاني من صراعات قومية ومذهبية، مضاف لذلك أن غالبية ابناء الشعب العراقي بشكل عام و المسؤولين والساسة والموظفين الشيعة ظالمين ومنهم سيئين بتعاملهم مع أبناء جلدتهم من المراجعين لدوائر الدولة العراقية، من المؤسف تجد المسؤول العراقي مستعد يمسح نص قرآني مقدس أمام إتمام صفقات مع دول أوروبا والغرب، والحيوان غير مستعد أن يجتهد في نصوص القوانين التي شرعت بالبرلمان العراقي، لخدمة المواطن العراقي الذي عانى من اضطهاد صدام الجرذ الهالك لعقود طويلة من الزمان البائس، خلال زيارتي للعراق رأيت قطعان كبيرة من السذج والاراذل، بل هناك موظفين يشبهون بتصرفاتهم السيئة مع المواطن العراقي المسكين، أشبه بتصرفات مخلوقات ليست بشرية تمشي على أربع أرجل، واصواتهم وأن كانت بشرية لكنها قريبة إلى أصوات الحيوانات الناهقة.
انا شخصيا مع تقوية العلاقات المتكافئة مع الدول العربية والاوروبية والافريقية ومع دول جنوب شرق آسيا ودول القوقاز، مازال الزيارات تفتح أفق في التبادل التجاري والصناعي والمعرفي.
كاتب وصحفي عراقي مستقل.
14/6/2023
https://telegram.me/buratha