د.إسماعيل النجار ||
لقد حانَ موعد حصاد ما زرعت يداه في سوريا وليبيا وأرمينيا،
رَجَب طيب أردوغان السلطان العثماني الجديد الطامح بالتوسُع في كل الإتجاهات على حساب الشعوب المحيطة به،
عام ٢٠١٧ أنقذته موسكو وطهران من براثن الإنقلابيين وأعادته إلى السلطة، ودفعَ أكثر من أربعمائة ألف شخص بين ضابط وعسكري وقاضي وموظف عام ضريبة هذا الإنقلاب في أكبر عملية تطهير إداري تشهدها البلاد منذ تأسيس الجمهورية في صفوف المؤسسات كافة،
واليوم يستنجد الثعلب التركي إيران وروسيا مجدداً ولكن اللعبة الديمقراطية في الدورة الأولى كشفت حجم السلطان الطامح بعدما جاءَت النتائج مُخَيِّبَة له ومُرعبَة، حيث حصل منافسه الرئاسي كليغدار أوغلو على نسبة أصوات مناصفةً معه مِما يُرجَح الذهاب إلى دورة إنتخابات ثانية قال أردوغان أنه يحترم القانون ومستعد للذهاب إليها،
التدخلات العسكرية الخارجية لأردوغان في سوريا وليبيا وأرمينيا إنعكست سلباً عليه، ناهيكَ عن التضخم الإقتصادي الكبير الحاصل في البلاد،
أيضاً التدخل الأميركي بشخص الرئيس جو بايدن إنعكس سلباً على منافس أردوغان وكادت أن توصل المشهد إلى حَد إنقسام برلماني كبير في صفوف المعارضة وصَبَّت نتائجه لصالح أردوغان الذي يسعى بايدن للإطاحة به،
ولم تظهر أيَّة علامات تَدخُل لطهران أو موسكو في هذه الجولَة ولكنهما لن يتركاه في الجولة الثانية من دون معرفة سبب التمسك بالرجل الأكثر خبثاً وصَهيَنَة ودموية رغم اعتراض المعارضة على ما فعله في سوريا وباقي البلدان،
بكل الأحوال تبقى العيون شاخصة على تركيا المتجهة نحو دورة ثانية لمعرفة مَن سيكون الرئيس العتيد.
بيروت في....
16/5/2023
ـــــــــــــــــــ
https://telegram.me/buratha