نعيم الهاشمي الخفاجي ||
خلال متابعاتنا اليومية لما يجري في الساحة السودانية، وقد ظهر للعيان أن قتال الجنرالين البرهان وحميدتي يدور لصالح قوى اقليمية ودولية، الجنرال البرهان محسوب على حركة الإخوان أنصار الترابي، وحميدتي رجل أعمال بغض النظر عن ما كان يعمل، القوى المرتبطة في الإخوان كتبوا خلال مواقع التواصل في تويتر او من خلال قناتهم الناطقة باسم حركة الإخوان قناة الجزيرة، أن الجنرال حميداتي كان يتاجر في بيع البقر والذي نسميه باللهجة العراقية الهوش.
الدول الإقليمية والدول الكبرى لايهمها شعب السودان وإنما سرقة ثروات السودان الاقتصادية، تتباين اطماع الدول، الدول الراسمالية الامبريالية طمعها طمع جشع بحيث ياخذون كل الثروات ولا يعطون إلا فتات قليل للشعب السوداني، على عكس الصين والتي تتعامل بشكل منصف مع الشعوب من خلال التبادل التجاري في بناء البنى التحتية والمصانع والمعامل، والتي تدر بالارباح للصين والدول التي تتعامل معها.
استمرار القتال في السودان سوف يفتح الطريق لاصطفاف القوى التكفيرية الاخوانية الوهابية مع قوات الجنرال البرهان لمقاتلة حميداتي، استمرار حالة القتال والفوضى في السودان، يفتح إمكانية كبيرة في مجيء الجماعات الإرهابية للقتال في السودان لجانب قوات الجنرال البرهان، وارضية السودان مهيأة للتعايش مع الجماعات الإرهابية الاخوانية التكفيرية، وإمكانية كبيرة في وجود مأوى من أجل تأسيس وجود دائم داخل أرض السودان.
السودان بحقبة حكم حسن الترابي وشريكه عمر البشير، كانت قبلة كل القوى الإسلامية الاخوانية، وكان السودان مقرا للقوى الإرهابية، بل عندما اختلف زعيم تنظيم القاعدة المواطن السعودي أسامة بن لادن مع ال سعود حول دعوة السعودية قوات غربية لتحرير الكويت من احتلال صدام الجرذ، انتقل ابن لادن إلى السودان واستطاعت المجاميع الارهابية للقاعدة في دعم قوات البشير في السيطرة على جوبا عاصمة جنوب السودان، وطرد قوات جون قرنق خارج الحدود، بل أن نجل أسامة بن لادن اسمه عمر كتب مذكراته عندما كان بمعية والده أسامة في السودان، وأشار بوجود علاقات حميمة بين أسامة بن لادن و الترابي والبشير.
خلال متابعتي لما يكتب حول العناصر والجماعات التكفيرية الوهابية، في شباط عام ٢٠٢٢ ونقلا عن كاتب سعودي مقرب من العائلة الحاكمة، ذكر صدور كتاب في شباط عام ٢٠٢٢ عن مؤسسة «بيت المقدس» الإعلامية، التابعة لـ«تنظيم القاعدة»، صدور كتاباً بعنوان «الأمير المنسي» لأبي حذيفة السوداني، القيادي بـ«تنظيم القاعدة»، تضمن تحريضاً على شن هجمات إرهابية وتأسيس جماعات جهادية تابعة للتنظيم داخل السودان.
من هو أبو حذيفة السوداني، يعتبر هذا الإرهابي أبو حذيفة السوداني من أهم قادة «تنظيم القاعدة» من السودانيين، وقد اعترف في كتابه هذا بأنه تلقى أمراً مباشراً من أسامة بن لادن لتنفيذ عملية إرهابية ضد قاعدة عسكرية سعودية، قرب مدينة الخرج، جنوب العاصمة الرياض، في عام 2001، وحين انكشف أمره هرب من السعودية للعراق، نعم هرب إلى العراق بحقبة حكم صدام الجرذ، وبسبب الضغوط على نظام صدام الجرذ قام في تسليمه للسودان، فحبس برهة تمهيدا لتسليمه الي السعودية، لكن البشير أطلق سراحه، لذلك الإرهابي ابو حذيفة السوداني الذي أصدر كتابه الاخير قبل أكثر من سنة وثلاثة اشهر، حرّض أبو حذيفة أنصار «تنظيم القاعدة» على الاستفادة من حالة عدم الاستقرار الأمني في السودان لشن هجمات لصالح «تنظيم القاعدة». كما حثّ أنصار التنظيم داخل السودان على البدء في تكوين خلايا «جهادية»، وتأسيس وجود لـ«القاعدة» في السودان.
نعم يركز أبو حذيفة في كتابه على شخصية قاعدية سودانية تعيش في السودان اسماه في الأمير المنسي، واسماه أيضا في «زرقاوي السودان»، طالباً منه البدء في إعداد وتجهيز المجموعات «الجهادية» داخل البلاد.
شخصية الأمير المنسي ، هو من قدامى الأفغان العرب الذين ذهبوا إلى أفغانستان إبان احتلال السوفيات إلى افغانستان،
والعجيب ان الكتاب مطبوع على شكل ملف PDF ويوجد في مكتبات إلكترونية سعودية، بل ويباع بالمكتبات السعودية والخليجية، السماح بتداول الكتاب إلى أحد رؤوس الارهاب، يعطي انطباع ويقين ان هناك دول كبرى مستفيدة من العصابات الإرهابية.
للعلم والإطلاع ان الإرهابي أبو حذيفة السوداني، الآن هو احد قادة المعارضة السورية المسلحة، نعم هذه الحقيقة،
كاتب سوداني، اسمه الهادي محمد الأمين، ذكر بشكل جيد إن أبو حذيفة السوداني يتزعم عصابات ارهابية الآن في سوريا، حيث ذكر الكاتب السوداني الهادي محمد مايلي( أطلق قيادي بازر بتنظيم حراس الدين بسوريا أحد أهم أفرع القاعدة دعوة صريحة لعناصر القاعدة بالسودان لتشكيل خلايا جهادية وتأسيس جبهة قتال داخل البلاد ودعا القيادي بالتنظيم أبو حذيفة السوداني أنصاره للإسراع في الإعداد لتأسيس كتائب وتشكيلات عسكرية تنفذ عملياتها العسكرية بنظام حرب العصابات وتركيز
الخلايا الحربية خارج وداخل الخرطوم بحيث لا يقتصر نشاطها على العاصمة حتى تضمن وجود قواعد خلفية للإمداد والدعم) .
نعم زعيم فصيل المعارضة السورية المسلحة الإرهابي أبو حذيفة السوداني حث أنصار تنظيم القاعدة على الاستفادة من حالة عدم الاستقرار الأمني وهشاشة الأوضاع في السودان للترتيب لتنفيذ هجمات إرهابية مؤكدًا على ضرورة استهداف جهاز المخابرات العامة السوداني وإدارة مكافحة الإرهاب التابعة له هذا فضلاً عن استهداف المؤسسات الاقتصادية للجيش السوداني والعمل استنزافها بهدف إضعاف القوات المسلحة توطئة لهزيمتها.
وضع السودان اليوم بات ساحة للقتال بين قوات الجنرالين، وهناك دول كبرى لديها علاقات مع التنظيمات الإرهابية الاخوانية الوهابية القاعدية، البيئة السنية في السودان مهيئة لاستقبال القاعدة وداعش، ً البيئة الثقافية للمجتمع السوداني تعج في كتب رؤوس الإرهاب أمثال عبدالله عزام ومن لف لفه، كتب المثقفين والمفكرين لحركة الإخوان مستوحاة من افكار وعقائد إمام المفخخين احمد بن تيمية وابن عبدالوهاب، انتشار الإفكار التكفيرية إلى ابن تيمية بين الاوساط الشعبية السودانية كفيلة إلى قبول الفكر القاعدي الداعشي.
إطالة الصراع في سوريا وحماية المناطق التي تنتشر بها العصابات الإرهابية ومنع الدولة السورية من تطهير البلاد من العصابات الإرهابية من قبل دول عظمى يثبت أن هذه القوى لديها أهداف استراتيجية لتدمير بلدان الشرق الاوسط، وإلا الإرهابي أبو حذيفة السوداني والمحيسني السعودي يقودون عصابات ارهابية في سوريا في اسم المعارضة السورية، بقاء رؤوس العصابات الإرهابية في سوريا وهم ليسوا سوريين وإنما يحملون جناسي سودانية وجزائرية ويمنية وخليجية، أكيد يستفيدون منهم في ابتزاز دولهم الأصلية، وزعزعة الأمن والاستقرار بالدول المستهدفة، أبو حذيفة السوداني اكيد يستفيدون منه في هذا الظرف الزمني الذي يمر به السودان.
كاتب وصحفي عراقي مستقل.
5/5/2023
ــــــــــــــــــــــ
https://telegram.me/buratha