د.إسماعيل النجار ||
عالم يتغَيَّر كل يوم وكل ساعه والتاريخ يُكَرِّر نفسهُ، أمبراطوريات عظيمة إندثَرَت منذ ما قبل الميلاد وكانت عظيمة، بدءً من الفراعنه مروراً بروما وبيزنطيا ودولة الأمويين وبني العباس وأمبراطورية فارس وصولاً إلى الأمبراطورية العثمانية والكثير غيرها، ولَو دامَت لغيرِكَ لَما آلَت إليك،
واليوم نعيش عصر تَصَدُع الأمبراطورية الأميركية الأكثر وحشية وإيغالاً بالدماء على وجه الأرض حيث إجتمعَت فيها وحشيَة هولاكو والصهيونية، وخبث بَني أُميَّة وفجور اليزيديين والوهابية، ولُئم الهندوس،
أميركا التي وُلِدَت من رحم الإجرام وقامت على جماجم أكثر من ثلاثين مليون هندي أحمر، وبُنِيَت على أكتاف عشرات الملايين من العبيد الذين جبلوا إسمنت البيت الأبيض بعرقهم ودموعهم وشقائهم،
اليوم رقعة سيطرة أمبراطورية الشَر تتقَلَّص ونفوذها يتضائَل ويضمَحِل ولا زالت تقاوم بقوَّة الدولار الذي وَهَن في قارَّة آسيا وسينتهي دورهُ فيها ويفقد مقعده بين العملات الأخرى على طاولة الإقتصاد الكبير للصين ومنظمة شنغهاي،
أوروپا التي أضنَتها الحرب الروسية الأوكرانية وأفقدتها زخم اقتصادها وأفرَغَت خزائنها، وأشعلَت شوارع عروستها بنيران المتظاهرين والمحتجين اليوم بدأت تتمَلمَل وتخرج عن السيطرة الأميركية بعدما عَلآ صوت المَجَر وصربيا،
وأخيراً فرنسا قالت كلمتها على لسان رئيسها "مانويل ماكرون" عُقب زيارته للصين بأن أوروپا يجب أن تتخلَّى عن تعاملاتها بالدولار خارج القارَّة العجوز ويجب عدم الإعتماد عليه لأنه ألحق ضرراً في الإقتصاد الأوروبي ولأنه عامل إضعَاف للعملات الأجنبيه،
إذاً قطار التغيِّر الروسي للنظام الأُحادي يسير بِخُطىََ واثقة نحو التغيِّر الكبير وفرض نظام عالمي جديذ يُنهي عقوداً من الهيمنه والبلطَجَة الأميركية في العالم،
أميركا بدورها تعرف جيداً أن قُوَّة الدولار هوَ ضمان بقاء هيمنتها وأنَّ ضعفهُ سيكون بداية نهاية أمبراطوريتها بالكامل،
لذلك لا بُد من القيام بخطوات كبيرة تُشَكِلُ لها ضمانة عدم إمتلاك ألأعداء القوة للتغيير، فكانت تايوان أمل واشنطن المتبقي لواشنطن حيث أن الجزيرة تُشَكِلُ لها قاعدة عسكرية متقدمة بوجه التنين الصين وضمانة إشغال طويلة الأمَد تبعِد الصين عن تنفيذ مخططاتها ومشاريعها ضد الدولار وإقتصاد الولايات المتحدة الأميركية،
واشنطن تعتبر أن مَن يُمسك بمضيق تايوان يستطيع التحكُم بأهم نقطة مرور في العالم لذلك هي دائماً تُذَكِر بدفاعها عنها عام ١٩٤٩ وترسل حاملات الطائرات والمدمرات إلى بحر الصين الجنوبي لرفع معنويات حلفائها في تايبيه وإرسال رسالة لبكين مفادها أن أمن تايوان من أمن أميركا،
الصين التي تجري مناورات بحرية تُحاكي محاصرة الجزيرة وإحتلالها لم تأبَه للعراضات الأميركية ولا للتحذيرات التايوانية وتكمل مشوارها بحراً وجواً، بينما الجيش الروسي يتقدم على الأرض الأوكرانية في أكثر من مِحوَر، وبدء خروج حلفاء أميركا من تحت عبائتها كان متوقعاً، كل هذا يشير إلى أن النظام العالمي الجديد أصبحَ أمراً واقعاً ملامحه تُرسَم على الأرض الأوكرانية وفط بحر الصين الجنوبي،
لا بُد لليل أن ينجلي.
بيروت في...
10/4/2023
ـــــــ
https://telegram.me/buratha