د. إسماعيل النجار ||
ختَمَت الحرب الروسية الأوكرانية تقريباً شهرها التاسع وسط إنقسامٍ دولي عامودي غير متوازن بشأنها،
العالم بِرُمَّتِهِ مصدوم أمام مشهد الدمار المخيف وحجم الخسائر البشرية وأعداد اللاجئين من الطرفين المتحاربين داخل أوكرانيا،
والصدمة الأكبر هيَ في إصرار أميركا وأوروبا على تزكيَة نار الفتنة عبر دعم زيلينسكي بالمال والسلاح للإستمرار بها وتدمير ما تَبَقَّى من آمالٍ بالسلام بين البلدين،
برلمان الإتحاد الأوروبي صَوَّت لصالح منح كييڨ مساعدة ب 18 مليار دولار من أجل الإستمرار في هذه الحرب اللئيمة المفتعَلَة،
والكونغرس الأميركي) أيضاً صَوَّت لصالح منح أوكرانيا مساعدة بقيمة 38 مليار دولار، ليصبح مجموع ما قرره الطرفان 46 مليار دولار لتغذية الحرب والإستمرار بها بعدما وصلت الامور مع روسيا إلى حَد خطر المواجهة المباشرة والشاملة مع الناتو والتي إن حصلت ستكون نووية بإمتياز وليست تقليدية قطعاً،
كل ذلك تقوم به أميركا من أجل الموت الذي تتمناه للبشرية والتي تنشرهُ عبر الأمراض والفايروسات من مختبرات الهلاك في اوكرانيا وغيرها من البلدان، وذلك بدل أن تدفع هذه الأموال من أجل إحلال السلام وإعادة الإعمار،
القيصر الروسي بدورهِ باتَ مصمماً على الإستمرار في هذه المعركة حتى النهاية رغم النزف الكبير في جسد الإقتصاد العام لبلاده والقوات المسلحة،
الجيش الأحمر الذي كانت تحسُب له أميركا وأوروبا ألف حساب إهتزت صورته كثيراً خلال هذه الحرب بعدما عجِزَ عن إحتلال كييڨ وتحقيق إنجازات كبيرة في لوغانسك ودونيسك حيث لم يتم تحرير أكثر من 50٪ من أراضي مقاطعة لوغانسك، وجاءَ الإنسحاب المفاجئ من جزء مهم من خيرسون ليؤكد المؤكد لدى الناتو بأن الجيش الأحمر شآخ ولم يعُد هذا الجيش الذي من الممكن أن يقارع الناتو صاحب أكبر جيش في العالم،
الصين حليفة روسيا تقف عملياً موقف المتفرج في الحرب الدائرة ولم تُقَدم أي مساعدة عملية لها لكي تحسم الحرب بإستثناء إيران التي دعمتها بأنواعٍ مختلفة من الطائرات المُسيَّرةَ والصواريخ والتي فُتِحَ خط إنتاجها على أوسع الابواب في روسيا والجمهورية الإسلامية،
الجيش الأوكراني الذي قاتل بشراسة بوجه قوة عُظمَىَ شرسة وصَمَدَ ولا زال يقاتل أثبتَ بأنه أقوى جيش أوروبي وهذا الأمر لم يَكُن ليخطر ببال مَن خططوا للحرب ولن يسُر خاطرهم، لأن العلاقة معهم ما بعد الحرب وخصوصاً إذا ما قررت كييڨ التسلُح وإعادة تأهيل جيشها ستكون نديَة، وهذا الأمر مرتبط بنتائج نهاية هذه الحرب الغير محسومة حتى الآن،
بنهاية المطاف ستبقى أميركا المستفيد الأول من هذه الحرب واوروبا ستدفع الثمن باهظاً في الوقت الذي تتدفق الأموال فيه الى الخزائن الأميركية،
الأوروبيون أن اوكرانيا ستتَنَمَّر على دُوَلهم، ومصيرها سيكون العزل ولن تكون عضواً في حلف الناتو أو الإتحاد الأوروبي خوفاً منها إذا ما خرجت سليمة، الصراع ما بعد الحرب سينتقل إلى داخل بيت القارة العجوز المهددة بالإنهيار نتيجة ما ينتظرها من صراعات،
بيروت في،،،،
14/12/2022
ـــــــــــ
https://telegram.me/buratha