د. إسماعيل النجار ||
ومن خلال هذا التطبيع إنكشف زيف الإعلام الخليجي الذي كانَ مُعلناً ضد إسرائيل لتبدأ أنظمة مجلس التعاون الست حقبة جديدة صادقة ومُعَبِرَة وصريحة ومتصالحة مع الذات،
تبدأ بالتطبيع وتبادل السفراء وزياراتٌ رسمية لوفود صهيونية إلى عواصم المنطقة،
فكانَ آخرها زيارة رئيس الكيان الصهيوني للمنامة وأبو ظبي،
الفرحة الأردنية الكاذبة والمشوبَة بالقلق تغمر العاصمتين العربيتين عَمَّان والقاهرة بعدما كانتآ تنفردان بعلاقات جديَّة رسمية ودبلوماسية مع الكيان المحتل،
أما اليوم هاجس الخوف كبير لدى الملك الهاشمي من أي تقارب سعودي صهيوني رسمي، وخصوصاً أن عبدالله الثاني لم ينتهي بعد من تنفيخ لَبَن شقيقه حمزه الذي خطَّطَ لتنفيذ محاولة إنقلاب لإزاحته عن الحكم بمساعدة ولي العهد السعودي وتل أبيب وسط تآمر وصمت أميركي، لولا تدخل المخابرات البريطانية وإنقاذ إبن عنزتها في اللحظات الأخيرة قبل تنفيذ العملية،
أيضاً الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي ليسَ سعيداً جداً بالتقارب السعودي الصهيوني العلني، وهوَ قَلِق جداً من إرتفاع منسوب هذه العلاقات بين تل أبيب والرياض وفي حال توقيع إتفاقية سلام علناً بينهما فإن رئيس أكبر دولة عربية سيصبحُ بأُمرَة أصغر موظف في البلاط الملكي السعودي، وأن الإنقلاب عليه يصبح مرتبطاً برفضٍ منه لأي طلب كبير كان أم صغير لبن سلمان، أو في حال عصيان أوامره بإتباع مصر لكامل سياسات الرياض من دون أي إعتراض، وفي حال توقيع السعودية على إتفاقية صلح وتطبيع مع إسرائيل فإن الصراع الرسمي العربي الصهيوني يكون قد إنتهى من الناحية الرسمية ومن غير المستبعد في المستقبل القريب أن تكون تل أبيب عضواً في الجامعه العربية بصفة مراقب،
على المقلب الآخر فإن حماوة الصدامات ترتفع يومياً بين المقاومين الفلسطينيين من جهة وجنود الإحتلال الصهيوني من جهة أخرىَ، ويزداد الإفراط الإسرائيلي يوماً بعدَ يوم بإستعمال القوة القاتلة والإعدامات الميدانية ضد الشبان الفلسطينيين بحجة القيام بعمليات طعن وتلفيق تُهَم أخرىَ!،
الأمر الذي حَرَّكَ حَنق وغضب الشعوب العربية وزادها عناداً ويقيناً بوجوب زوال هذا الإحتلال،
إذاً أنظمة مُطَبِّعَة على المستوى الرسمي،
وشعوب رافضة للإعتراف بأصل وجود الكيان، ومقاومة فلسطينية باسلة تقاتل في الداخل وعلى إمتداد الضفة وغزة، ومِحوَرٌ مقاوم من طهران إلى صنعاء فبغداد ودمشق وبيروت يحيط بفلسطين من كل الجهات وقوتهُ النارية تزداد وتتكدَّس يوماً بعد يوم، بإنتظار اللحظة التي سيضغط الجميع فيها على الزر الأحمر الذي سيحول مُدُن الكيان إلى كومة من الركام قبل أن تتحرك جحافل الرضوان ورفاقهم لإحتلال الجليل،
التطبيع والإستسلام لن ينقذآ إسرائيل، ودوَل الطوق المقاوم ستهزم هذا الكيان ومَن يقفُ معه وسيصعقون بإذن الله،
بيروت في...
8/12/2022
ــــــــــ
https://telegram.me/buratha