التقارير

يومٌ مع حسينية البو شجاع بغداد/الكرادة/1964م

2278 2022-08-30

د.أمل الأسدي ||

 

في بيوتنا التي تتنفس محبة محمد وآل محمد، تجد الحياة فيها مختلفةً، فهي بسيطة جدا، وعميقة جدا!! وهناك شهران يختلفان عن غيرهما في بيت الشيخ جاسم الشيخ محمد الأسدي، شهر رمضان الكريم، وشهر المحرم الحرام،ربما تكون - الآن- حسينية البو شجاع هي الأكثر تذكرا لوجهه، فقد شهدت أنفاسه وتسبيحاته، وحفظت صوته وهو  يدعو جمعا من الصائمين في كل يومٍ من أيام شهر رمضان المبارك، إذ لابد أن  يفطروا في بيته! شهران من العام لايعمل فيهما، ويدخر لهما  ما يسد  ويكفي من المؤن، فلا ينظر إلی النهر ولايتطلع الی رحلةٍ جديدة إلی البصرة! وأكياس التمر والتمن عنبر، والنومي بصرة، واللوز وفستق العبيد وتمر الهند والبيض وأكياس الفحم، كلها تنتظر دورها  في بيتٍ هويته:((وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَىٰ حُبِّهِ...))  وفي هذا  البيت سيدةٌ ترجو أن يرزقها الله ولدا، فتركض خلف عمها: عمي جاسم عمي جاسم، مادام الليلة، ليلة القاسم عليه السلام، اخذ هاي الگلاصات وياك للحسينية ، خل يوزعون بيها شربت، واذا جاني ولد راح اسميه قاسم! فأجابها:ان شاء الله عمي حمل الصينية بيده،وقبل أن يعبر الشارع استعجله( حجي لفتة)، ذلك الرجل  الذي يشارك الناس أفراحهم وأحزانهم وأفكارهم ودعواتهم! دخلا إلی حسينية (البو شجاع)  التي يعشقها كل الكبار حينها، وهما علی ثقة تامة بقضاء الحوائج، فهم من زمن الفطرة والتسليم المطلق، ولاسيما في هذا المكان المحبوب، فلم تكن علاقة الناس بهذه الحسينية،علاقة الفرد  بالمكان العبادي الذي يصلي فيه، ويدعو الله فيه وحسب؛ بل كانت ركنا رئيسا  في حياتهم، وصوتا حاضرا، وبيتا جامعا لكل التفاصيل والتدابير الحياتية!! مساءً عاد ( الشيخ جاسم) وبيده( صينية الگلاصات) وقد مُلئَت بالأماني الأكيدة التحقق!  فالإيمان الراسخ، والنية السلمية، والمحبة الصادقة، والأيادي الكريمة، لايردها الله ورسوله وأهل بيته! كان ذلك  في عام 1964م، والآن، ستمر كلماتي هذه علی الدكتور قاسم الأسدي،فتشربها عيناه وتترجمها ابتسامةً ودعاءً لجدنا الذي نستذكره وأمامنا ( صينية الگلاصات) نفسها مع السيدة التي نذرت وأوفت!!
اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك