التقارير

باكستان بين التُبَعِيَة لأمريكا والتَحَرُر من قيودها الشارع هوَ الحَكَم:


د. إسماعيل النجار ||

 

منذ إعلان قيام دولة باكستان في ١٤ آب ١٩٤٧ لَم تَكُن هذه الدولَة مستقرَة سياسياً بأي شكل من الأشكال نتيجة التدخلات الأميركية في شؤونها ودعم بعض ضباط المؤسسة العسكرية وفتح قنوات تواصل معهم بهدف إستخدامهم للقيام بدَور مآ في حال إضطرَّت واشنطن  لذلك كما كان يحصل أبان حقبة الأربعينيات من القرن الماضي حتى ما بعد إستلام برويز مُشَرَّف السلطة عام ٩٩ لمدة سبع سنوات حيث شهدت باكستان إستقراراً سياسياً بسبب دعم واشنطن له بعد أحداث ١١ سبتمبر ٢٠٠١،

عمران خان البشتوني الذي حكمَ باكستان منذ العام ٢٠١٨ لغاية ٢٠٢٢،هوَ رجل محافظ براغماتي يعمل ضمن إطار الواقع السياسي يرفض التِبَعيَة للولايات المتحدة الأميركية وإملاءتها وهو المعروف بزهده وتواضعه ورفضه العيش في القصور والأماكن الفارهة الفخمة،

حاولَ عمران خآن أن ينتقل بباكستان من جمهورية مسلوبة القرار والسيادة إلى دولة مستقلة بقرارها تمسك بمفردها بقوتها النووية من دون مشاركة الولايات المتحدة التي أستطاعت خلال سنوات حكم العسكر أن تمسك بصمام أمان السلاح النووي الباكستاني لدرجة أن أحد القادة الصهاينة صَرَّحَ أثناء غزو أميركا لأفغانستان أن السلاح النووي الباكستاني ممسوك ومسيطر عليه وخارج اليد العسكرية الباكستانية،

عمران خآن لم يكُن يشبه أسلافه ممن وصلوا إلى سُدَّة الحكم في البلاد، وعندما طلبت منه واشنطن وقف دعم حركة طالبان، رفض ذلك فأنقلبت عليه الدنيا ومَن فيها، فأستخدمت واشنطن نفوذها كالعادة وحَرَّضت على عزله وتغيير الحكومة ونجحت، ما يدل على قوة وقدرة الإمساك الأميركي بمفاصل الدولة والقرار في باكستان،

شوارع المُدُن الباكستانية إمتلئت بعشرات الألوف من المتظاهرين يرفعون  شعارات خائن مَن يتبَع أمريكا، في أول تحرُك شعبي بعد إقالة عمران خآن،

الجيش الباكستاني الذي إختفى دورهُ الظاهر لأكثر من عقد من الزمان,

على ما يبدو أن الإرادة الأميركية شاءَت أن يكون له دور في هذه المرحلة فيما لو فشلت إجراءآت عزل خآن، ولكن الأمر لم يمر مرور الكرام فاشتعل الشارع الباكستاني والأمور تزداد سوءً في كافة المدُن والأقاليم على إمتداد البلاد فعل ستشهد باكستان حرباً أهلية أو إنقسامات حادة تطيح بإستقرار البلاد والسلم الأهلي؟

الأيام القادمة ستكتب بالدم رواية جديدة في إسلام أبآد.

 

بيروت في...

        14/4/2022

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك