د.محمد العبادي ||
يوم الاربعاء الماضي الموافق ٢٠٢١/١٢/٢٩ م نشرت صحيفة رأي اليوم مقالاً بعنوان ( ذروة المخدرات والمليشيات سلاح قاتل للشباب العراقي ) ، وقد علقت عليه وبإسم مستعار تعليقاً سريعا( ساندويچیاً) .
لقد كان كاتب المقال يفتقر إلى المعلومة الصحيحة، ويعتمد على مسموعات مسمومة وسوداء ، ويتحدث بلغة ملغومة ومتحيزة ضد ايران ، وامتازت مقالته بالسطحية والتحليلات الخاطئة .
لاشك ان هناك تسويق مقصود للشائعات والمعلومات الكاذبة في أوساط الناس البسطاء ويقولون لهم بهتاناً وزوراً :ان لإستعمال المخدرات فوائد جمة ، وانها تنسيك همومك ،وأن المرجعيات الدينية تجيز استعمالها ، والناس السذج يصدقون بهذا الكذب الرخيص.
ان كثير من مراجع الدين في ايران وغيرها يحرمون هذه المادة القاتلة بأنواعها،وحسبنا ان نشير إلى أن قائد الثورة الاسلامية السيد الخامنئي في رسالته ( اجوبة الإستفتاءات ) وفي فتاويه ( من مسألة ١٣٩٨ إلى مسألة ١٤٠٦) قد أجاب بحرمتها حملاً وبيعاً ونقلاً واستعمالاً .
ان السيد القائد خامنئي كما في أحد اقواله يعتبر محاربة ظاهرة انتشار المخدرات من الجهاد الأكبر .
يوجد في ايران قانون تحت مسمى ( قانون مكافحة المخدرات) وهو يتضمن كثير من المواد والفقرات ، وتشير بعض المواد إلى مايترتب من عقوبات جزائية بالتغريم والحبس والتعزير على عمليات البيع والشراء والاستعمال والتستر والمساعدة وما الى ذلك.
وقد عملت الأجهزة المختصة بوظائفها وتصرف سنوياً حوالي مليار دولار مع ظروف الحصار المفروض عليها؛ حتى أنها قدمت أكثر من ( ٣٨٠٠) شهيدا من الجيش والشرطة ، مضافا إلى( ١٢) ألف من قوات الجيش والشرطة اصبحوا معاقين .
ان ايران دولة ترانزيت وعبور وليست دولة لزراعة وإنتاج المواد المخدرة ، وتكتشف سنوياً عشرات الأطنان، وتتحمل أعباء كبيرة وكثيرة في مواجهة هذه الظاهرة ، وبحسب وزير الداخلية الإيراني احمد وحيدي فإن أمريكا ما ان وطئت اقدامها افغانستان حتى زادت نسبة تهريب المخدرات في هذا البلد ووصلت نسبة انتاج المخدرات فيه الى ٤٠ ضعفاً عما كان عليه قبل ذلك .
ان ايران لديها تعاون وتنسيق مع مكتب الأمم المتحدة لمكافحة المخدرات ، ولديها تعاون بارز ومشهود مع مركز التنسيق الإقليمي لآسيا المركزية لمكافحة المخدرات ، ومع دول أخرى، وقد شهدوا لها بجديتها واجراءاتها العملية وبرامجها المستقبلية .
اعتقد ان على العراق بعد انتشار ظاهرة المخدرات عليه أن يأخذ من تجربة ايران في مكافحة المخدرات ، لأن ايران لم تجعل هذا الموضوع الحساس في عهدة شرطة الحدود وشرطة مكافحة المخدرات والجيش فقط ؛ بل اشترك وتعاون في محاربة هذه الظاهرة اكثر من وزارة كالثقافة والتربية والتعليم وصدر أكثر من مؤلف ومصنف في هذا الخصوص وتوجد عشرات الكتب التنويرية باللغة الفارسية ونذكر على سبيل المثال لا الحصر مثل كتاب ( ترک تدریجی یک دنیا) وکتاب (کمک های اولیه زندگی معتادان) و(پیشگیری از جرم مصرف مواد مخدر ) وغیرها .
وتعاون الإعلام ومحطات الإذاعة والتلفزيون والسينما في تقديم المسلسلات والافلام لثقیف الناس وتوعیتهم مثل فلم ( رفیق من سنگ صبور غم هام ) وفلم ( همیشگی نمی فهمه چه حالی دارم) وفلم(چه دنیای رو به زوال دارم) وغیرها.
وتوجد في كل محافظة وقضاء ايراني مراكز لعلاج الإدمان على المخدرات تحت إسم ( مراكز ترک اعتیاد) او ( کمپ وکلینیک ترک اعتیاد)، وتقوم بمعالجتهم مجاناً من أجل يتركوا هذا الإدمان والسم القاتل .
وايضاً خصصت المراكز والمؤسسات العلمية وصرفت ساعات طويلة في تناول هذه الظاهرة السلبية التي تنهش بجسد المجتمع ، وقد قامت کثیر من الجامعات والمعاهد والمراکز العلمية بدعوة كثير من المختصين بالعلوم الاجتماعية والنفسية والتربوية لتوجيه الشباب والناشئين حول هذا الموضوع وتطرقوا لاسبابه وعلاجه وأضراره .
اكرر دعوتي للمسؤولين في العراق ان يأخذوا من التجربة الايرانية في الوقاية والعلاج ووضع الأسس اللازمة الصحيحة لمكافحة هذه الظاهرة ومآلاتها .
ـــــــــــ
https://telegram.me/buratha