د.محمد العبادي ||
يوم السبت الماضي رافقت مقاتلة إسرائيلية(اف ١٥) قاذفة اميركية في رحلة فوق مياه الخليج بحسب وكالة رويترز في رسالة استفزاز واضحة لإيران، وهي تحمل أكثر من دلالة على الترابط العضوي بين أمريكا والكيان اللقيط واهدافهم المشتركة في المنطقة .
ايران تعرف معنى هذه الحركات الاستعراضية التي تقوم بها أمريكا .
ان سبب التوتر في المنطقة هي التدخلات الأمريكية فيها ، فأمريكا ماهيتها وهويتها استعمارية وجاءت من مسافة حوالي (١٣) ألف كيلو متر للسيطرة على المنطقة ومقدراتها ، وفي الفترة الأخيرة أطلقت أمريكا تهديداتها النارية ضد ايران ، وتزايدت معها الدوريات ونطاق العمليات البحرية التي يقوم بها الأسطول الامريكي الخامس في الخليج وبحر عمان وأجزاء من المحيط الهندي.
لا أدري ماذا يفعل هؤلاء الامريكان بذكائهم الصناعي وانظمتهم وقدراتهم هل علموا أبناء المنطقة عليها أم استعرضوا عضلاتهم وقدراتهم لإرهابهم ؟!
الأعمال الأمريكية في المنطقة مترابطة وتوجد قيادة للتنسيق بين العمليات المختلفة ، ولم تكتف أمريكا بفرقاطاتها وقطعها البحرية واستعراضها في المياه الدولية ؛ بل عملت على تشغيل القراصنة وتوظيفهم لخدمة مشاريعها وزيادة تدخلاتها في المنطقة .
في صبيحة هذا اليوم ذكر التلفزيون الرسمي الإيراني وبتبعه وكالة أنباء الجمهورية الاسلامية، ووكالة ايسنا، وايرنا وغيرها وبرواية أولية ثم دعمت ذلك بوثائق مصورة بثها التلفزيون الرسمي: ان سفينة ايرانية تعرضت للقرصنة من قبل البحرية الأمريكية في بحر عمان وتم تفريغ حمولتها في سفينة أخرى، ثم جرت هذه السفينة إلى وجهة مجهولة ، غير أن بحرية الحرس الثوري الإيراني أحبطت عملية القرصنة وطاردت السفينة واجرت عملية إنزال على ظهرها ، وتدخلت قيادة البحرية الأمريكية بقطعاتها البحرية وبإسنادها الجوي في محاولة لقطع الطريق ومحاصرة السفينة ،لكنها لم تفلح في ذلك ، لأن قيادة الحرس الثوري كانت شجاعة ومستعدة للدخول في اشتباك حقيقي واسترجاعها ، وقد أمّنت الغطاء الجوي لزوارقها السريعة والمجهزة والتي تملك القدرة على المناورة واستطاعت أن تكسر الطوق الذي فرضته البحرية الأمريكية ، وبقيت أمريكا عاجزة عن الرد إلى أن وصلت سفينة النفط إلى ميناء بندر عباس .
ان ايران وجهت أربع صفعات لامريكا في يوم واحد ؛ الصفعة الأولى: إن أمريكا كشفت عن ضعفها بلجوئها إلى ممارسة القرصنة البحرية في المياه الدولية، الأمر الذي يسيء الى سمعة أمريكا السيئة أصلاً .
الصفعة الثانية : ان أمريكا اثبتت بعملها هذا أنها هي المبادرة إلى خلق الأزمات والتوتر في المنطقة ، وأن ايران تقوم برد فعل على تلك الأعمال التي تتنافى مع القوانين الخاصة بالبحار .
الصفعة الثالثة : ان ايران قد استعادت نفطها المسروق عنوة مع السفينة الجديدة .
الصفعة الرابعة : ان ايران اثبتت ان لديها قيادة عسكرية محنكة قادرة على وضع التخطيط السليم والرد المناسب على الأعداء ، وفي مقابل ذلك اثبتت القيادات العسكرية الأمريكية خطأ حساباتها .
وهناك صفعة خامسة مؤجلة من قبل ايران لامريكا حيث أن ايران ومنذ حوالي عقد من الزمن وبعد أن بنت قدراتها المتنوعة ووثقت بنفسها؛ أعلنت ان كل عمل يقوم به العدو لا يترك دون رد ، وعليهم أن ينتظروا الرد .
ان مفاهيم الشجاعة والإقدام والعزم على مواجهة الأعداء متأصلة في عقيدة الحرس الثوري والجيش الإيراني؛ لأن المبادئ التي غرسها الإمام الخميني ومن بعده السيد الخامنئي هي مبادئ ثورية وحسينية أصيلة لامجال فيها للضعف والتردد وفي يقيني ان النصر انبثق منها .
https://telegram.me/buratha