د.محمد العبادي ||
انقل للقاريء العربي الكريم بعض ما ورد في الإعلام والمواقع الالكترونية الايرانية من سيرة غلام حسين محسني ايجيي - الذي تم تنصيبه يوم أمس الخميس الموافق ٢٠٢١/٧/١ م - ؛ رئيسأ للسلطة القضائية في إيران.
ان مدة كل دورة للسلطة القضائية في إيران؛ هي (٥) سنوات قابلة للتمديد ، ويتم تنصيبه من قبل قائد الثورة الاسلامية في إيران.
منذ إنتصار الثورة الإسلامية حتى يومنا المشهود تولى السلطة القضائية سبعة رؤساء هم : السيد محمد بهشتي ، والسيد عبدالكريم الموسوي الاردبيلي، والشيخ محمد يزدي، والسيد محمود الهاشمي الشاهرودي، والشيخ صادق لاريجاني، والسيد ابراهيم رئيسي ، والشيخ غلام حسين محسني ايجيي .
ان من الشروط الواجب توفرها في رئيس السلطة القضائية حسب المادة (١٥٧) هو ان يكون رئيس السلطة القضائية( مجتهد ،عادل ، وعالم بالأمور القضائية ، ومدير ومدبر) ، وهذه الشروط متوفرة في الشيخ محسني ايجيي وإليكم سيرته :
ولد محسني ايجيي في سنة ١٩٥٦م في قرية اژیه ( ايجيي) ناحية (جلگه) ، التابعة لمحافظة اصفهان ، وتبعد هذه القرية (٢٥) كيلومتر وتقع إلى الشرق من المحافظة المذكورة .
والده كان يعمل مزارعاً ، ووالدته ربة بيت وعائلتهم تتكون من تسعة أفراد.
تزوج ايجيي في سنة ١٩٨١م وله ثلاثة اولاد وابنة واحدة.
في مقتبل عمره توجه إلى الحوزة العلمية في صفهان حيث كان عمره (١٦) عاماً ، ثم بعد عدة شهور غادرها إلى قم حيث درس في حوزة أو مدرسة حقاني وبقي فيها حتى اكمل مرحلة السطوح العالية ودرس البحث الخارج .
الشيخ ايجيي مضافاً إلى تحصيلاته الحوزوية ، درس الدراسة الأكاديمية وهو حاصل على شهادة ماجستير في القانون الدولي الخاص .
في بداية انتصار الثورة الإسلامية عمل محسني ايجيي في مؤسسة ( جهاد البناء) في محافظة اصفهان ، لكن الشهيد علي قدوسي الذي كان يشغل منصب المدعي العام في إيران أصر على مجيئه ، وتعيينه في محكمة الثورة الإسلامية.
ويبدو أن إصرار الشهيد قدوسي لم يكن من فراغ ، بل لأنه كان يعرف طلابه وتوجهاتهم واستعدادهم وطاقاتهم حيث عمل الشهيد قدوسي مع الشهيد بهشتي على تأسيس مدرسة حقاني قبل إنتصار الثورة ، وكان يتابع طلابه ويعرف نشاطاتهم .
ثم في سنة ١٩٨٤م عمل في وزارة الاطلاعات(الأمن )، وبعد مدة تم تعيينه من قبل السلطة القضائية كمسؤول للأمور القضائية في وزارة الأمن،واستمر في هذه المسؤولية إلى سنة ١٩٨٨م .
بعدها تم تعيينه رئيساً لمحكمة طهران في الشؤون الاقتصادية ، وفي سنة ١٩٩٦م أصبح رئيسأ لمحكمة رجال الدين ، وفي أواخر تسعينيات القرن الماضي تم تعيينه مسؤولاً عن المجمع القضائي الخاص في التحقيق بجرائم موظفي الدولة ،وبقي في هذا المنصب حتى بداية الألفية الثالثة .
وبمناسبة الإتيان على ذكر التحقيق بجرائم موظفي الدولة ؛ لمع في ذهني بعض الخواطر حول الشيخ محسن ايجيي حيث كان هو رئيس المحكمة التي تولت مساءلة رئيس بلدية طهران (كرپاسچی )، في ملفات الفساد وكانت جلسات المحكمة تبث بشكل مباشر ، وقد كان الشيخ ايجيي يطرح أسئلة دقيقة متتالية ، ومن زوايا غفل عنها المتهم ، واظهرت بواطن ماخفي من ملابسات وقدمت صورة عن العدالة في تواصفها وتناصفها .
ويبدو ان الرئيس الأسبق أحمدي نجاد(نژاد) قد أعجبته دقة ايجيي وصلابته وشدة بأسه على الفاسدين عند محاكمته لكرپاسچی فعينه وزيراً للإطلاعات( الأمن ) في حكومته .
في زمن رئاسة الشيخ صادق لاريجاني للقوة القضائية عين ايجيي مدعياً عاماً لإيران ،ثم بعدها عينه نائباً لرئيس القوة القضائية وناطقاً باسمها ، وفي زمن السيد ابراهيم رئيسي عينه في منصبه كنائب لرئيس القوة القضائية في إيران.
وعليه فقد جاء الاختيار هذه المرة لرئيس القوة القضائية من داخل هذه القوة ،وليس من خارجها كما في كثير من المرات السابقة .
اظن ان اختيار رئيس القوة القضائية من داخل أعضاء القضاء فيه توفيق كبير ، لأنه يختصر الوقت الذي كان يصرفه رئيس القوة القضائية ( والذي كان يأتي من خارجها) حتى يتسنى له معرفة ما يدور داخل السلطة القضائية وبيئتها الخارجية، ولذا ورد في ( حكم تنصيب ) ايجيي من قبل السيد الخامنئي هذه العبارة( علاوة على صلاحية معاليكم القانونية ، فإنكم تملكون تجربة غنية ،ومعرفة عميقة ، وسابقة مضيئة في أمور القضاء).
ان هذه العبارة تشير إلى تجربة وإشراف رئيس السلطة القضائية الجديد والتي تمتد لعقود من الزمن ، وفي ظني أنه سيكمل الطريق الذي كان قد بدأه السيد رئيسي في محاربة الفساد ، وتحقيق العدالة والدفاع عن حقوق المواطنين بلا ملاحظة أحد او الخوف من لائمة لائم .
https://telegram.me/buratha