د. محمد العبادي ||
قبل كل شيء أنا لا أريد تلميع صورة الثراء الفاحش الذي ظهر في ظرف قصير على البطون التي جاعت ثم شبعت، ولا ادافع عن أولئك الذين سكنوا مساكن الذين ظلموا في الخضراء، لكن أريد تسليط الضوء على جزئية تتعلق بالعقارات والأموال العائدة للنظام السابق والذي يحاول بعضهم تلميعه وتقديمه بصورة مباينة للواقع.
المعلومات الواردة في هذه المقالة ليست ارتجالية، وانما تستند إلى مصادر عليمة مما يرفع من مستوى النص ؛ فهي مأخوذة من مصادر مسؤولة ومطلعة من أمثال الخبير المالي ضياء حبيب الخيون مسؤول مصرف الرافدين الأسبق، وفارس عبدالستار البكوع المتحدث السابق بإسم الهيئة الوطنية للمسائلة والعدالة، والفريق أول الركن نزار عبدالكريم الخزرجي واضرابهم.
انا لا اخاطب أزلام النظام السابق لانهم جعلوا أصابعهم في اذانهم واستغشوا ثيابهم واصروا واستكبروا استكبارا فلا فائدة من مخاطبتهم،
ولن اخاطب أولئك الذين استأنسوا بالذل والاستعباد، وقبلوا طوعاً ان يركب حتى العبيد على ظهورهم ( وماانت بهاد العمي عن ضلالتهم)،انما اخاطب الاجيال التي ولدت في العقود الأخيرة وخاصة العقدين الأخيرين، لانهم أصبحوا هدفاً لأولئك الذين حكموا العراق (٣٥) عاماً وأفرغوه من حمولته الاجتماعية والثقافية والدينية وانهكوه ومزقوه ثم سلموه الى الأمريكيين بلا قتال في ظرف (٢١) يوماً بعد أن لاذوا بالفرار، واستحسنوا ان يتكيفوا مع الخوف وأن يجلسوا احلاس بيوتهم.
احياناً أتساءل مع نفسي واقول ماذا لو كانت الهواتف النقالة ( الموبايلات)والانترنيت ومواقع التواصل الاجتماعي والمنصات الاعلامية او الهشتاقات ماذا لو كانت هذه الامكانيات الاعلامية متوفرة في زمن النظام السابق ؟!
لو كانت هذه الإمكانيات الإعلامية الحالية متوفرة في ذلك الزمن، لأخذوا اخذاً شديداً من النواصي والأقدام، ولعجزوا ان يستروا عيوبهم وعوراتهم و..و..
لقد كان العراق لا يملك من أمره شيئاً فبإمكان رئيس النظام السابق ان يستحوذ على كل أموال العراق من دون أن يحاسبه أحد،بل لو تجرأ أحد بكلمة واحدة لفصل رأسه عن جسده !!!
وفي باب موازنة الدولة يوجد عنوان اسمه ( نثريات رئيس الدولة ) وهي غير محدودة برقم مالي، ولو حددت النثريات بمبلغ معين فسيتم تجاوزه !!!
عندما تم جرد مقتنياته صدام حسين كان عددها(٩٦٠) فقرة من مسكوكات ذهب، إلى اتخام ألماس، وساعات صنعت خصيصاً لصدام وذويه مصنوعة من الذهب والألماس وقد كتب في توصيف قيمتها (لا تقدر بثمن)، وسيارات ومسدسات وغيره.
وكما نعلم أن عنده قصور منتشرة في أنحاء العراق ( قصور صدام ) وكلنا نعلم ملكية هذه القصور لشخصه وعائلته، لكنهاكانت مسجلة بإسم ديوان الرئاسة.
مضافاً إلى ذلك يملك صدام ثلاثة عقارات مسجلة بإسمه الصريح في افضل الأماكن في بغداد وتكريت وتقدر قيمتها بملايين الدولارات، وبإعتباره ( ابن المنظمة السرية) فقد أخفى صدام حساباته المالية في أكثر من بلد عربي وغربي وربما تشير تلك الجولات التي يقوم بها رجال مخابراته وازلامه في الإقامة أو التردد على الأردن ولبنان وسورية ودول خليجية إلى حجم الأموال المودعة والأرصدة في تلك الحسابات المصرفية السرية.
نعود إلى صدام وعائلته وأقربائه ؛ فقد استحوذوا على كثير من الأموال والعقارات ؛ فواحد من أولاده يملك (٣٥) عقاراً، وآخر يملك (٣٠) عقاراً، وبعضهم(٢٠) وبعضهم (١٥) عقاراً تجارية وزراعية وماشاكل ذلك.
أليست هذه الأموال والعقارات هي املاك الشعب فأين هم المتباكون حالياً على أموال الشعب منها ولماذا صمت هؤلاء عنها سابقاً وحالياً ؟!
في تفتيش أولي وسريع وجدوا في بيت عدي، صندوقاً فيه (١٢٠) مليون دولار، هذا ما عدا المسحات بباقي العقارات العديدة التي يملكها.
أما قصي صدام هو الآخر وقبل أن تبدأ حرب الامريكان الثانية استولى على الأموال العائدة للشعب العراقي في بنك الرافدين حيث أخذ من خزينة البنك (٩٢٠) مليون دولار،و(٨٠) مليون يورو، وتوجد في المصارف الأخرى مثل مصرف الرشيد ومصرف الخلفاء وغيره أموال تقدر بحوالي (٤٠٠) مليون دولار واراد قصي ان يستولي عليها لكن الحرب قد وقعت واقعتها، وهرب ومَن معه إلى اماكن آمنة.!!!
لقد كان عزة الدوري بعد سقوط النظام السابق يقوم بتوزيع أموال العراق على أعضاء القيادة القطرية والقومية وأعضاء المكاتب والفروع وأمناء السر، لكل واحد منهم بحسب درجته في الحزب المنحل من ( ٥ إلى ١٠ ) مليون دولار !!!
فأين هؤلاء الذين يتحدثون عن الفساد عن الفساد الذي بدأ منهم ولازالت آثاره يعاني منها العراق؟!
لقد تم تهريب ملايين الدولارات إلى بعض دول الجوار، وتم إلقاء القبض على بعضهم في منفذ طريبيل، وبعضهم تمكن من تهريب الأموال واشتروا بها عقارات ومعارض سيارات وشققاً فارهة وحسابات في مصارف أجنبية، فلماذا لايتحدث المرجفون والمهرجون بإنصاف عن هذه السرقات بمثل مايتحدثون عن الفساد والسرقات الحالية ؟!
توجد في دائرة عقارات الدولة قوائم بأسماء (٤٢٥٧) نفر من الوزراء والمحافظين والرتب العسكرية والأمنية من عميد فما فوق، هؤلاء تختلف ملكياتهم العقارية ؛ فبعضهم لديه (٢) عقار بعضهم أكثر، وبعضهم يملك حتى (١٥) عقاراً، ناهيك عن أن هذه العقارات ذات مواصفات مميزة مثل المساحة والموقع ونوع العقار، وهؤلاء وغيرهم قد استغلوا نفوذهم في الاستيلاء على ثروات الشعب.!!! فلماذا غابت لهجة الحديث عنهم بنفس النبرة التي يتحدثون بها عن الفاسدين الحاليين؟!
وليت الأمر يقتصر على هذا،بل دخل رئيس النظام السابق ورفاقه في حروب غبية وعبثية قتلت أبناء الشعب العراقي واستنزفت خيراته ؛ فبحسب الدراسة التي أعدتها هيئة الأركان في وزارة الدفاع بلغت تكاليف الحرب العبثية التي خاضها صدام بقادسيته ضد ايران بين (٣٠٠ إلى ٣٥٠ ) مليار دولار، هذا عدا الديون والمساعدات التي قدمتها دول الخليج كدين مستحق والتي تقدر بعشرات المليارات، ناهيك عن غزو الكويت وآثاره التدميرية بشرياً ومادياً والتي دفع العراق ثمنها حتى آخر فلس من أمواله.
على كل حال عرضت هذا الموضوع للناشئة والشباب للتفضل بالاطلاع.
ـــــــــــــــــ
https://telegram.me/buratha