د.محمد العبادي ||
في كثير من دول العالم توجد مراكز خاصة بإستطلاع الرأي ، لمعرفة اتجاهات الرأي العام في مختلف الشؤون السياسية والاقتصادية والاجتماعية الداخلية .
ان القيام بعمليات استطلاع الآراء من قبل المراكز المتخصصة حول انتخابات رئاسة الجمهورية يساعد على تعزيز المشاركة الإيجابية في الإنتخابات ، ويشجع كثير من الناخبين على ممارسة حقه الانتخابي فيها .
في عصرنا الحالي تطورت وتنوعت أساليب مراكز الاستطلاع بشكل لافت بعد الطفرة التقنية في العقود الأخيرة، وغالباً ما تكون نتائج مؤسسات سبر الآراء صحيحة، لكن اشكك في مصداقية بعضها لانها قد تكون ناقصة أو مغلوطة ، أو مزورة ومنحازة ، وقد يمارس بعضها أساليب ملتوية غير بريئة وما الى ذلك .
اظن ان كثير من الدول بحاجة إلى تشريع قوانين خاصة تطالب مراكز الاستطلاع بالجهة التي قامت بالاستطلاع وموّلته ، وتاريخ وظروف اجراءه ، ومنهجيته المتبعة ، وحجم العينة أو عدد الأفراد وفئتهم العمرية وميولهم ، وجودة بيانات الاستطلاع ، ومدى هامش الخطأ فيه وغيره .
نعم ربما أخفقت مراكز الاستطلاع في قياس الرأي العام حول نوايا التصويت وتقييم الأداء الإداري والسياسي في تحديد الشخصية الأصلح للرئاسة القادمة .
ان نتائج الاستطلاع قد تختلف من زمن لآخر ، وقد لاحظنا أن نتائج الاستطلاع حول الرئيس الايراني المحتمل قد اختلفت أرقامها قبل واثناء الحملة الدعائية للمرشحين ، وقد تنقلب الآراء حتى في اليوم الأخير من الدعاية الانتخابية خاصة لأولئك ( المترددين ) في المشاركة الانتخابية أو في تحديد الشخص الأكفأ من بين المرشحين .
لقد نشرت بعض المراكز والمواقع الايرانية نتائج استطلاعاتها للرأي العام حول الرئيس المحتمل ، وكانت نتائجها غير متوقعة ، ومثيرة للإهتمام ؛ فقد تم إستطلاع آراء حوالي (١٧٠) ألف ايراني من قبل أربع مواقع إلكترونية هي ( عصر ايران) و(ايسنا) و(خبر آنلاين )و(آفتاب نيوز) حول الشخص الأفضل لرئاسة الجمهورية الإسلامية ، وقد فاز الدكتور عبدالناصر همتي في نتائج الاستطلاع لثلاثة مواقع منها بنسبة تراوحت ٥٥ إلى ٦٠% ، في حين فاز السيد ابراهيم رئيسي في نتائج الاستطلاع الذي أجراه موقع ( عصر ايران ) فقط !.
وبحسب ماذكره موقع ( بورسان - Bourseon) ؛ فإن نتائج استطلاع الآراء في موقع (عصر ايران) ؛
قد كسب السيد رئيسي من مجموع (١٧٠) ألف نفر ٦٩% من الآراء، أما عبدالناصر همتي فقد كسب ١٧ % .
اما في باقي المواقع الإعلامية الأخرى؛ فقد جاء همتي متقدماً على رئيسي ؛ ففي موقع (وكالة ايسنا) جاء عبدالناصر همتي أولاً ، ثم جاء السيد ابراهيم رئيسي ثانياً .
وفي موقع ( خبر آنلاين ) كسب عبدالناصر همتي ٦٤% من الآراء المؤيدة له في حين حصل السيد ابراهيم رئيسي على ٢٣% من المؤيدين .
وفي موقع ( آفتاب نيوز) جاء همتي بالمرتبة الأولى حيث حاز على ٤٩% من الآراء في حين جاء السيد رئيسي المرتبة الثانية بنسبة ٣٠% من الآراء.
وأيضأ قام موقع ( تجارت نيوز ) باستطلاع الآراء حول من سيفوز بالانتخابات الرئاسية والى حد هذه اللحظة فقد حصل السيد ابراهيم رئيسي على ٦٣% من الآراء، وجاء محسن رضائي ثانياً بنسبة ١٥% من الآراء.
أما مركز الاستطلاع الجامعي( ایسپا ) ؛ فقد حاول ان يسبر نوایا التصویت من خلال أراء أكثر من خمسة آلاف نفر ، وجاء ابراهيم رئيسي أولاً بنسبة ٤٨.٦% ، ثم جاء محسن رضائي ثانياً بنسبة ضئيلة حصل عليها.
ان نتائج الاستطلاع التي تجريها الميديا ، وبعض مراكز الاستطلاع هي نتائج جزئية وقابلة للتغيير ولا توجد نتائج قطعية ، لكن الجديد هو نتائج استطلاع الميديا غير المتوقعة التي تعلن عن تقدم عبدالناصر همتي على السيد رئيسي ، الأمر الذي قد يؤدي إلى إيجاد تأثير مستتر على الناخب الإيراني وخياراته في انتخاب الرئيس المقبل .