د.أمل الأسدي ||
سنبدأ من حكاية الباليستي الذي ضرب ففضح وكشف المستور،فقد اعتاد اليهود علی الفضيحة بعد الضرب!!
ففي يومٍ بعيدٍ مضی قد ضُرب ميتهم ببعض بقرة مذبوحةٍ بعد جدلٍ،فانكشف القاتل وضاعت خططهم هباءً منثورا!! وكذا اليوم كشّفت الصواريخ عن هشاشة مميتة علی الأصعدة كافة،ففضحهم الله في ليلة وضحاها!!
🔴 العتبة الأولی:
الصهيونية: ماكنة شيطانية أخذت علی عاتقها مواجهة خطّ الحق والإنسانية، فالأمر لديهم متعلق بوجودهم،وهذا الوجود مهدَّد من قبل خط الحق،وخط الحق هذا له أناس يمثلونه ويقيمونه،فلا بد من تشتيت هولاء الناس الحاضرين في ضمائر الشعوب الحية، وعليه كان لابد أن تعمل بحرفية عالية مع هذه المهددات،فشغلوا العراق- هم وقرينتهم أمريكا- بحرب مقيتة مع إيران، وبها كسبوا ثلاثة أمور: الأول: تضليل الشعوب العربية،بأن النظام البعثي هو راعي الأمة العربية وحاميها، وبذلك أبعدوا الشعب العراقي والجيش العراقي عن مصالحهم ليحارب إيران بدلا عن محاربتهم!!
الأمر الثاني : التأسيس لخلق عدوٍّ وهميٍّ غير واقعيٍّ ألا وهو الجمهورية الإسلامية،فصار الشغل الشاغل للعرب هو التناحر القومي الطائفي،وأفضل من عمل في هذا الميدان هو النظام البعثي الصدامي،فقد وضع ركائز هذا المشروع،وصارت المدراس والأطفال والمؤسسات كلها تنادي : تبا للفرس المجوس!!
وبذا حوّل صدام العربَ باتجاه معاكس،لاهم مع الإسلام ليلتزموا بقاعدته الإنسانية المحمدية التي نهت عن العنصرية!! ولا هم مع الجاهلية ليلتزموا بنصرة أخيهم ظالما كان أم مظلوما!!
ثم بعدها جرّ الشعب الی احتلال الكويت وحربي الخليج،وتجويع وحصار وعسر وظلم وعذابات مازالت عالقة في أذهان من عاشها وأدرك ثقلها.
الأمر الثالث: يتعلق بدور صدام الذي لعبه بإتقان،فقد منح الفلسطينين حقوقا أكثر من المواطن العراقي،مما خلق نفورا شعبيا ضد القضية الفلسطينةوهذا النفور مستمر الی الآن!! بيد أن طبيعة المجتمع العراقي والتزامه العقدي هو الذي يجعله يواجه سلطة السلوك الذي خلفته السياسة الصدامية،فالجمهور الذي عانی من ويلات النظام البائد، رسخت في ذهنه كراهيةٌ ومقت تجاه كل الأفعال والعذابات والمظاهر التي فرضتها عليه السلطة،وأما الجمهور الذي كان راضيا منتفعا من السلطة الصدامية،فبقيت السلطة والانتفاع منها همه الأكبر،فلا ضير أن يتخلی عن شعارات كان ينادي بها بالأمس مادام هناك من يشاركه في السلطة التي كان يستحوذ عليها لعقود!!
والساحة مليئة بتلك الأصوات المنقلبة علی عقيبها،والتي كشفت عن زيف الادعاءات وعرّت وجوه كثيرة!! ولاسيما في ظل غياب توجيه مرجعيٍّ عقديٍّ لهذا الجمهور!!
🔴 العتبة الثانية: أدرك الصهاينة بأن المرحلة التالية لمرحلة شغل المنطقة بحروب جانبية ،تشتت الشعوب وتلهيهم،وتصرف أنظارهم عن قضيتهم المركزية(فلسطين) لابد أن تكون معركة بلوازم أخری،ولاسيما وأن الأدوات المستخدمة قد نفدت صلاحيتها،وحان وقت تغيير هذه الحكومات!! أدركوا أن المرحلة هذه تتطلب تغيير الوسائل واللوازم المستعملة، ووضعوا نصب أعينهم الابتعاد عن المواجهة الميدانية التي فشلوا فيها!!
فبدءا خلقت الماكنة الشيطانية( داعش) وساعدهم بذلك الفقه السلطوي الذي نظّر لهم وأسس وقعّد،لكن هذه المعادلة لم تدم طويلا؛وذلك بسبب ولادة الحشد الشعبي الذي أربك خططهم وغيّرها،فهو يختلف عن غيره،إذ يمتلك إيمانا بقضيةٍ،وجعل هذا الإيمان درعا وقت البلد من خططهم،وأخرت ما يرومون إليه من تقسيم يُسهِّل عليهم أمر الانقضاض،وهو قوة رادعة ميدانية،استطاعت أن تواجه قوةً أعدّوا لها،وصرفوا لأجلها،وجهّزوها ويسّروا لها الأمور.
ورغم أن هذا الحشد تأسس كرد فعل سريع،فلم يشهد خطوات تأسيس وترسيم وإعداد!! ومع كل هذا قلب المعادلة وأدخل الصهاينة في حيرة وورطة جديدة ينبغي لهم التخلص منها بأقرب وقت،وهذا ما يعملون عليه !!
🔴 العتبة الثالثة:الهروب من المواجهة باتجاه القوی الناعمة:
لم يكن أمام الماكنة الشيطانيةالتي خسرت ورقة داعش ،وضاعت خططها بالنصر الذي حققه الجيش العراقي والحشد الشعبي إلا أن يبتكروا وسيلة جديدة،فبعد حروب التحرير باتت الخسارة شديدة عليهم،فقد توحد العراقيون وتناسوا دور المقصرين والحاضنيين والمؤازرين،وراح ابن الجنوب ينحني كي تعبر عجوز غربية من فوق ظهره!! فتوحّد الصفُ، وارتفعت رمزية الحشد الشعبي والقوات الأمنية عاليا،فالشباب يغني لهم،والصغار والكبار والجامعات والمؤسسات...الخ ،والكل يتباهی بهذه البطولات الخارقة!!
وهذا عائق خطير لابد من مواجهته،وعليه بدأت النوافذ والأذرع الصهيونية تنفتح،وصار الميدان ميدانا افتراضيا إعلاميا، فصفحات فيسبوكية وحسابات عجيبة غريبة تروج من الخارج، وتنشر في آن واحد بالشكل الذي يخلق رأيا عاما مزيفا يصطاد الشباب الذين هم الفئة الأكثر استعمالا لمواقع التواصل الاجتماعي،ومع استغلال إخفاق الطبقة السياسية و فساد أغلب المشتركين فيها،أعاد الصهاينة القواعد البعثية الإعلامية ورجعوا الی العتبة الأولی(القومية والطائفية ) وتحريض الشباب ضد الجمهورية الإسلامية،والعمل علی تناسي دور الدول المُستَخدَمة ضدنا،تلك التي أشعلت مدننا بالمفخخات وقطّعت أشلاء أولادنا،وباعت واشترت بدمائنا،فكانوا في الواقع يَقتلون ويشردون،وفي الإعلام ينادون الشهداء بالقتلی!!!
نجحوا في ظل سبات إعلام الدولة وتقليديته ورتابته،وفي ظل فشل إعلام الأحزاب السياسية الشيعية،نخصص الشيعية؛لأن الجمهور السني متماه مع السلطة ولايعترض عليها!!
في خضم هذا الحريق المُفتعل،وفي خضم تساقط أرواحٍ كثيرة من أبنائنا،كان لابد من هدم سد المقاومة الإسلامية وجدار الصد العراقي وهما(القائد سليماني،والقائد المهندس) فالظروف باتت مناسبة،والتمهيد كان جيدا لتنفيذ ضربتهم،فاستهدفوا القائدين ظنا منهم أنها نهاية الحشد الشعبي وأفول نجم المقاومة،فرحين بتعليقات بعض الشباب المغرر بهم،وبعض الأقلام المأجورة،والأسماء الرخيصة!!
ومن هنا انطلقوا لعتبة جديدة،تقرِّب الحلم البعيد،وتختصر الطريق!
🔴العتبة الرابعة: التطبيع والإبراهيمية:
ابتدعت الماكنة الشيطانية طريقا جديدا تسلكه وهو (الإبراهيمية) وحكاية توحيد الأديان المضحكة التي روجوا لها وأمضوها بالاتفاق مع حكومات الذل العربية التي هرولت للتطبيع مع الكيان الغاصب،كاشفة عن خزيها وهوانها واستهانتها بدماء الشهداء علی مر العقود الماضية.
الإبراهيمية والتطبيع : مشروع النفوذ الأسرع،خططٌ وماكنة إعلامية وأدوات ناعمة، ودراما وبرامج وقنوات وزيارة البابا لموطن النبي إبراهيم (عليه السلام) في الناصرية،تلك الزيارة التي حجّمها وحدد مسارها الالزامي سماحة المرجع الأعلی السيد علي السيستاني(دام ظله) حين ذكر القضية الفلسطينية وحقوق الشعوب المظلومة.
التطبيعُ ولوازمه وأدواته الداخلية والخارجية،الواقعية والافتراضية، شائعاتٌ ودعاياتٌ وترويجٌ، وتجويعٌ وإذلالٌ،ومشكلاتٌ لانهاية لها،واستهدافات واعتداءات مجهولة الهوية،يجري تلاقفها ورميها في خانة الحشد والمقاومة في محاولة لخلق فجوات بين الشعب وبينهما!! وصرف الناس عن القضايا التي تمس مصالح الصهيونية وتعيق مشاريعها!!
ناهيك عن دور بعض الشخصيات المدفوعة الثمن وسمومهم التي تبث بين الشباب عبر وسائل التواصل الاجتماعي،وعبر المنظمات والمؤسسات المتاح عملها من دون حسيب ولارقيب،فضلا عن دعوات المصالحة مع المطبعين وتقبلهم،وعقد الاتفاقيات معهم رغم ما فعلوه بالعرق من جرائم!! ورغم تجاوزاتهم المستمرة علی الرموز العراقية،وعلی المؤسسة الحشدية،عبر قنوانتهم الإعلامية وخطاباتهم.
والی هذه الخطوات ينضم قانون العنف الأسري الذي يراد تمريره،وهو بدوره يقطّع أوصال الأسرة العراقية ولاسيما المناطق التي تم استهدافها في المظاهرات الأخيرة،ويتيح هذا القانون الفرصة لان يشتكي الولد أو البنت علی الأب أو الأم فيقاضيهم ويغرمهم ويسجنهم،فضلا عن اتاحته إنشاء دور الإيواء من قبل الدولة أو من قبل المستثمرين،وهذه الفوضی والمشكلات المتفاقمة مع التجويع والبطالة،تجعل الناس في واد آخر،فلايمكنهم التفكير بعد ذلك برفض التطبيع أو التفكير بالقضية الفلسطينية أو التفكير بحقيقة النظام الوهابي المتعطش لدماء الأبرياء!!
🔴 دور الباليستي :
رشقاتٌ صاروخيةٌ تقلب المعادلة وتزيح كل العتبات السابقة،فالأصابع الشيطانية التي حاكت ضفائر الشر السابقة،وأحكمت ربطها، بددتها أصابعٌ رحمانيةٌ دأبت علی حياكة السجاد الفاخر،ودأبت علی رسم المنمنمات الفريدة!! فهذا العالم الافراضي الذي جعلوه وسيلة لهدم مجتمعاتنا ولاسيما في العراق انقلب ضدهم!! وذهبت جهود صفحاتهم باللهجة العربية واللهجة العراقية،التي كانت تسلِّيهم وتبث الأمل فيهم،فالواقع شيء آخر،الواقع ساخن لاذع!! الواقع مر!! الواقع يرتبط بضمير الأمة،بحياة الشعوب ،بدماء الأحرار،بإرادة الله،بأنفاس الصالحين، ففجأة اصطف العالم الإنساني الی جانب فلسطين لتعود قضية الأمة،وقضية الإنسان،وقضية الأحرار!!
سقطت أقنعتكم،وسقط عالمكم الافتراضي، وأطاحت بكم صواريخ المسلمين كاشفة عن هشاشة بنيانكم،فلا عظم سليم ولا جسد سليم ولاروح تقوی علی المقاومة، وهذه صفحاتكم الرسمية باتت مضطربة،تتوسم النصرة في تغريدة نشاز!! أو تعليق أو موقف مساند!!
الباليستي أعادكم الی الدكة الأولة فرجعتم تنادون أن هذه أرضنا وسنبقی فيها فيرد عليكم أصغر طفل في القدس فيلجمكم!!
صفحاتكم الرسمية تظهر بوجوه مصفرة،وريق ناشف،وصوت متقطع مضطرب، يتعكز علی مقولات السلفيين ،ومقولات المطبيعين علها تنجد!!
ومع ذلك يبتلعكم الرأي العام الشعبي بمجرد أن يظهر أي منشور، وأظنكم تجلسون في حيرة وتسألون : أنی يحيي الله هذه الضمائر بعد موتها؟!!
هي لم تمت وإنما ظننتم أنها ماتت،ظننتم أن الشعوب والحكومات في خانة واحدة!! فجاءكم الرد صاعقا،فخسرتم الواقع والافتراض!!
ـ هيا، تعالوا وانظروا الی الجماهير المساندة لفلسطين،الجماهير الثابتة الوتدية!!
تصفحوا معنا علكم تتصورون نهايتكم،وكيف ستكون بغتةً كلمح البصر وبأصابع رحمانية أيضا!!
ـ مراجع ورجال دين شيعة وسنة يقولون :.لا للصهيونية،نعم للقدس
ـ مفكرون يقولون لا لكم، نعم للقدس
ـ أدباء يقولون : لا لكم،نعم للقدس
ـ كتاب من كل الدول يقولون : لا لكم،نعم لفلسطين
ـ ناشطون يقولون : لا لكم ،نعم لفلسطين
ـ فنانون عالميون يقولون: لا للصهاينة،نعم لفلسطين
ـ فنانون عرب يقولون: لا للصهاينة،نعم لفلسطين
ـ لاعبو كرة قدم يقولون : لا لكم،نعم لفلسطين
ـ أطفال يصرخون لا لكم،نعم لفلسطين
ـ مؤسسات ومنظمات تقول: لا للصهيونية،نعم لفلسطين
ـ دول وحكومات تقول: لا للصيونية،نعم لفلسطين
ـ شعوب حية،دماؤها تغلي، تقول لا لكم وتبا!
القدس إسلامية،فلسطين حرة أبية!
-الباليستي يصنع العجب،هذا وأنتم تقولون: إن المقاومة تجتمع تحت الأرض!! كيف سيكون وقعها إذا كانت فوق سطح الأرض؟؟!
ـ الباليستي وحّد كل الأصوات( رجل الدين،والفنان،والمفكر،والعالم،والانسان البسيط،والطفل..الخ)
خسرتم المعركة وعادت شعلة الضمير متقدة،وعاد الوعي من جديد،وضربةٌ فضحت هشاشتكم كما تلك الضربة الأولی التي فضحت القاتل وعرّت وجهه أمام الجميع!!
فلا تنسوا النهاية،فالنهايات تأتي بغتةً،تأتي من عالم ملكوتي حق،فإما أنتم وإما ذلك القادم!!
https://telegram.me/buratha