✍️ * د. إسماعيل النجار ||
🔰 حرب تشرين ١٩٧٣ التحريرية،
مَن خَطَّطَ لها؟
مَن كانَ صاحب الفكرة؟
ما الذي حصَل؟
مَن خَدَع الرئيس الأسَد؟
كيفَ كانت نهايتها؟
** بعد هزيمة عام ١٩٦٧ التي تلقاها العَرَب على يَد ألجيش الصهيوني كان لا بُد من رد فعل لرَد إعتبار هذه الأُمٍَة البالية والمنقسِمَة على ذاتها والتي خانَت بالرئيس الراحل جمال عبدالناصر وأوصلت مصر إلى هذه الهزيمة النكراء ومعها لبنان والأردن وسوريا،
وخوفاً من رد هذا الفعل الذي كانت تتَحَسَب له إسرائيل والولايات المتحدة الأميركية كان لا بُد من خطوتين..
1**إلخلاص من عبدالناصر،
2**إخراج مصر من ساحة الصراع العربي الصهيوني،
**بدءَ العمل على الخلاص من الرئيس جمال عبد الناصر كونه الرئيس العربي الوحيد آنذاك الذي لَم يراوغ ولم يداهن ولم يفاوض فيما يخص قضية فلسطين،
بعد سنة ونصف من الهزيمة تمكنَ الموساد الإسرائيلي من تجنيد الدكتور علي العاطفي الذي كانَ الطبيب الخاص والمُقَرَّب من عائلة الرئيس عبد الناصر، وبعد نفاذ كافة المحاولات لتطويعه وإقناعه بعقد صُلح مع الكيان الصهيوني أعطيَت التعليمات لطبيبه الخاص العميل بوجوب تنفيذ التوجيهات التي أُعطيَت له لإغتيال الرئيس، حيث زَوَّدته المخابرات الإسرائيلية بمرهم خاص قامَ بتدليك جسَد الرئيس الراحل فتسكرَت مسام جسمه وبدءَ بالمعاناة الى حين الوفاة بعد شهرين.
[ عبد الناصر الذي اعاد بناء الجيش المصري والقوات المسلحة من جديد تركَ خلفه قوة عسكرية لا يستهان بها،
فتسلَّمَ أنور السادات زمام الرئاسة في مصر خلفاً للرئيس الراحل الذي ودعته بحزن الأُمٍَة العربية والإسلامية بأكملها من دون أن تعلن الحكومة المصرية حقيقة وأسباب وفاته.
[ السادات ذات الشغف الغربي كانَ يتسم بشخصية غامضة منافقة شبيهة بشخصية الحجاج بن يوسف الثقفي، حيث تجاوب مع أول إتصال أميركي بهِ،
جَرى بينه وبين الرئيس الأميركي (ريتشارد نيكسون) ومن هنا كانت بدايات الرحلة الأولى له نحو أميركا والتي يبررها بتخلي الإتحاد السوفياتي عن مصر وعدم مساعدتها بسلاح كاسر للتوازن مع إسرائيل.
ونتيجة تطور العلاقات بين الرئيسين طلبت واشنطن منه عقد صلح مع تل أبيب فرفض بحجة أن مصر أكبر دولة عربية وشعبها لم يخرج من ناصريتهُ بعد وأنهم سينقلبون عليه في حال أقدمَ على مثل هكذا خطوة إذ لم تكُن مُدَعَمَة ومدروسة تقيهِ شر غضب الشعب والإنقلاب عليه،
فكانت الخطة الأميركية جاهزة قُدِّمَت للسادات وتقضي بشن مصر وسوريا حرب مفاجئة على إسرائيل يعبر خلالها الجيش المصري القناة ويتوقف عند مدخل سيناء عند البحيرات السبع كشرط أساسي ويتم بعدها وقف لإطلاق النار بقرار من مجلس الأمن وتعلن مصر إنتصارها وهذا يكفي لأن يقرر السادات الذهاب الى القدس كونه قائداً منتصراً ولم يذهب اليها ضعيفاً مهزوماً فيتٍَقي بذلك كما طلب غضب القيادة المصرية والشعب،
وافقَ السادات وطارَ الى دمشق عارضاً على الرئيس حافظ الأسد خطة شَن حرب مفاجئة مزدوجَة على إسرائيل يوم عيد الغفران من دون إعلام أيٍ من الزول العربية فوافق الأسد وبدأت القيادتين بوضع خِطَط الهجوم، وبتاريخ ٦ تشرين الأول من العام ١٩٧٣ في تمام الساعة الواحدة بعد الظهر إندلعت شرارة الحرب من خلال اول طلعة جوية مصرية سورية شنت هجومها على الخطوط الأمامية الإسرائيلية على الجبهتين تبعتها القوات البرية بعد خمس ساعات،
وصلَ الجيش السوري خلالها الى بحيرة طبريا، وحطمَ الجيش المصري خط بارليف وحرر القناة وتقدمَ بإتجاه صحراء سيناء متجاوزاً أبواب البحيرات السبعة التي حددتهم الولايات المتحدة الأميركية للسادات بأنهم خطاً أحمر ممنوع تجاوزهُ، وبعد عدة إنذارات له بالتوقف تدخل الطيران الأميركي لدعم هجوم إسرائيلي مضاد خلق ما يسمى بالديفرسوار الذي حاصر الجيش الثالث المصري وقضى على نصفه.
[ صدرَ قرار من مجلس الأمن الدولي رقم (338) في 22 تشرين الأول/أكتوبر، 1973 حيث تبنى مجلس الأمن الدولي التابع للأمم المتحدة هذا القرار، في جلسته رقم 1747.
[ أعلنت مصر النصر وأحتفلت الجماهير به في الساحات وتُرِكَت سورية وحيدة تقاتل على جبهة الجولان بعدما نقلت إسرائيل كافة قواتها عن الجبهة المصرية الى هناك وكان الإختراق الكبير نحو طريق دمشق درعا نتيجة خيانة أنور السادات.
[ بعد ٤ سنوات ألقى السادات خطاباً نارياً في البرلمان المصري أعلن فيه أنه سيذهب الى القدس وتل أبيب ويتحدث الى الإسرائيليين في عقر دارهم كقائداً منتصراً للأمة المصرية وقال حينها سنريهم أننا لا نهابهم، وبالفعل ذهب السادات الى تل أبيب في ١٩ نوفمبر ١٩٧٧ وكانت المصيبة العربية منذ ذلك الوقت.
[ لنعود إلى فلسطين وعملية سيف القدس ألتي إنتهت بلا إنجازات ولا تعهدات ولا شروط على العدو الصهيوني إلَّا في الإعلام وها هي إسرائيل تهدم المنازل وتقتحم ساحات الأقصىَ وتعتقل المواطنين، بفضل طوق النجاة المصري التركي القطري لإسرائيل.
وعند انتهاء الحرب خرجَ الفلسطينيون ومعهم بعض الشعوب العربية الى الشوارع يحتفلون بنصر بلا إنجازات، بنصر اعلنا عنه تبعته اقتحامات للأقصى واعتقالات وهدم منازل في وادي عارة،
غزة وارت الثرَى شهدائها المئتين وسبعين ولا زال جرحاها اللذين تجاوزا الألف وخمسمائة يأنُّون من الألم، بينما الركام يقفل الطرقات في غزةَ هاشم التي تنتظر مَن يزيله عن صدرها،
[ما أكبر أوجُه الشَبَه بين نصر تشرين الذي يحتفل به العرب كل عام رغم نتائجهُ!
ونصر غزة الذي نقيمه على الدماء والأشلاء وهدم المنازل والإقتحامات والإعتقالات الصهيونية التي لم تتوقف.
✍️ * د. إسماعيل النجار/ لبنان ـ بيروت
https://telegram.me/buratha