د.محمد العبادي ||
في فجر يوم أمس الخميس ومضت منطقة النقب ومضة كأنها البرق يخطف الأبصار ، ثم انطلق صوت مهيب تعالى وملأ الأراضي الفلسطينية المحتلة.
لقد تبجحت اسرائيل بققبها الصاروخية وبلداتها المحصنة( وظنوا أنهم مانعتهم حصونهم من الله ) لكن صاروخ( فاتح ١١٠ )قد أتاهم من حيث لم يحتسبوا، وقذف في قلوب قيادات الاحتلال الرعب ، حيث سقط الصاروخ في أكثر المناطق التي طبلوا كثيراً على أمنها وأمانها .
نعم لقد وصل هذا صاروخ فاتح١١٠ إلى أكثر المناطق الأمنية حساسية وقد قطع مسافة حوالي ( ٢٨٠) كيلو مترا ، ولم تكتشفه الردارات والمنظومات الدفاعية ، ان هذا هو النصر والفتح المبين .
ان هذا الاختراق والاحتراق الكبير هو رسالة واضحة على أن أكثر المناطق أمنية في اسرائيل غير آمنة فما بالك بغيرها من الأماكن؟!
لقد سقط الصاروخ قرب مفاعل ديمونا ، وكانت صواريخ حيتس ٣ الإسرائيلية المتطورة قد اخذتها سنة من النوم ، ولم تستيقظ حتى بعد ذلك الدوي للصاروخ الذي أرسل شواظه النارية، ووقع على مسافة اقل من ( ٣٠) كيلو متراً عن مفاعل ديمونا ، وارتفع الدخان الذي غشى الناس والمكان .
لقد تحدثوا عن منظومة حيتس بإصداراتها ١و٢و٣ وأنها تمثل قمة التكنولوجيا الأمريكية الإسرائيلية المشتركة، وفي أنها تمثل الدرع الدفاعي أو المظلة الواقية لإسرائيل ، لكن تلك المنظومة قد أثبتت أنها كذبة ودعاية قد تهاوت اسطورتها أمام إختبار بسيط .
الصاروخ الذي انطلق من سورية كان يعرف المنطقة المستهدفة بدقة ، وعليه عندما سقط قريبا من ديمونا فإنه قد فضح كل تلك الدعاية الصهيونية في قوة القدرات العسكرية والأمنية الإسرائيلية .
ان الرواية الإسرائيلية الأولية مثيرة للسخرية حيث تقول الرواية الرسمية ان صاروخاً طائشاً ( أرض جو ) قد ظل طريقه؛ فسقط من دون قصد في منطقة غير مأهولة في صحراء النقب ، لكن هذه الرواية قد تم تفنيدها من قبل المحللين العسكريين إذ كيف لصاروخ طائش ان يقطع مسافة طويلة تقدر بحوالي (٣٠٠)كيلو مترا ؟! وكيف لم يقابل ذلك الصاروخ بصاروخ دفاعي إسرائيلي إلى أن سقط على الأرض؟! ومهما حاول الصهاينة طمس الحقيقة أو التخفيف من وقعها ، لكنها تبقى شاخصة ؛ حيث ان
وزير الدفاع الصهيوني بني غانتس قد اعترف بفشل الدفاعات الإسرائيلية عقب الحادث وقال : ان التحقيقات متواصلة ؛إذ كيف يقطع هذا الصاروخ كل هذه المسافة الطويلة من دون أن تكتشفه الردارات وشبكة الدفاع الجوي ؟!
وايضاً اعترف بالفشل وزير الأمن الأسبق ورئيس حزب اسرائيل بيتنا افغيدور ليبرمان وقال : ( لا توجد حكومة تعمل ، قوة الردع تآكلت ...الوضع الذي يطلق فيه صاروخ مع رأس حربي يزن (٢٠٠)كيلو غرام نحو اسرائيل يُمكن ان ينتهي بشكل مختلف تماما . نتنياهو غفا خلال الحراسة ،لأنه منشغل في شؤونه الشخصية ).
الجيش الإسرائيلي هو المعني الأول بالموضوع قد تزلزلت مصداقيته وفتح تحقيقا لتحديد سبب فشل دفاعاته الجوية في اعتراض الصاروخ .
ان طبيعة الصمت الإسرائيلي عن صورة حادث صاروخ ديمونا أو صاروخ النقب ، ودخول الرقابة الأمنية على الخط ، ولو مؤقتاً في عدم سماحهم بتسريب صورة لمشهد المكان ،وقاموا بتسريب نتف مدروسة عن القطع الحديدية المتناثرة من دون صورة مفتوحة عن المكان الأمر الذي يشير إلى حساسية المكان الأمنية، ويشير ايضاً الى التعتيم المتعمد إلى أن تبرد سخونة الحادث، ويتم ترتيب روايته النهائية طبقاً للمصالح الصهيونية وبعيداً عن ضرورة وصورة الحقيقة التي ينشدها الناس .
إنها المعركة التي تلقف فيها قوة الحق مايصنعون وما يأفكون ، انها معركة المظلومين الطويلة تثبت كفائتها ، وتطور وتنامي قدراتها لصالح ايران وحلفائها من قوى المقاومة .
https://telegram.me/buratha