🛑 ✍️ د. إسماعيل النجار||
♦ إذا أردت السيطَرَة على مجرم جَردهُ من سلاحه فتسهُل عليك التَمَكُن منه والقضاء عليه؟ وهذا الأمر ينطبق على الولايات المتحدة الأميركية وإسرائيل، اللذان يحارباننا من داخل بيوتنا وساحاتنا، بأنفسنا وبأموالنا من خلال ضعفاء النفوس من العملاء إن كانَ ذلك على صعيدٍ شخصي أو على صعيد أنظِمَة مُتَحَكِمَة وحكومات.
♦ المثال الأكبر هي الأنظِمَة العربية العميلة للغرب الخانعة والساجدة تحت أقدام الصهاينة، أهم هذه الأنظمة هي دُوَل مجلس التعاون الخليجي قاطبةً لا تستثني منهم أحدآ، على رأسهم فرعون الخليج السعودية اللذين يعتبرون السلاح الأقوَى في يَد أمريكا وإسرائيل ولولاهما لعجزَ الشيطان الأكبر من المحافظة على قاعدته العسكرية الكبيرة والمتقدمَة في الشرق الأوسط لغاية إثنين وسبعين عام.
[ العوامل الأساسية التي أبقَت هذا الكيان السرطاني حياً حتى الآن يفتك في جسد الأُمَّة العربية والإسلامية، هيَ خيانة كافة الأنظمة العربية بإستثناء سورية والجزائر وتعاملها خِفيَةً وعلناً مع إسرائيل ولعبها دَور البطل المواجه لها بينما في الحقيقة دورهُ كان مقتصراً على خداع الشعب العربي وتخديره ريثما تُثَبِت إسرائيل أقدامها عميقاً في فلسطين حيث يصعب إقتلاعها من جذورها.
♦️ السعودية والإمارات سلاح أميركا وإسرائيل الفتاك في المنطقة قدموا لإسرائيل من مُقَوِمات الصمود أكثر مما قدمَت لها ألولايات ألمتحدة الأميركية بدليل التطبيع والهروَلَة والمزايدة والتسابق على لحس الأحذية الصهيونية وفتح أبواب بلدانهم على حساب أبناء الأمة العربية،
[ حيث أن الإمارات العبرية منعت بقرارٍ وقحٍ وصريح مواطني ثلاثة عشرة دولة عربية وإسلامية من دخول أراضيها كَرمَى لعيون الصهاينة اللذين فُتِحَت لهم أبواب الإمارة على مصراعيها وبناءً على طلب حكومتهم التي تعتبر مواطني تلك الدُوَل يشكلون خطراً على مواطنيها في ابو ظبي ودُبَي! فأنصاعَ إبن زايد لهم وكانَ ما أرادوا.
[ هيَ حرب مفتوحَة بيننا وبين الصهاينة تقودها إيران الدولَة الأقوى في محور المقاومة ورأس حربتها في المنطقَة، يقابلها إسرائيل ومعها دول مجلس التعاون الخليجي ومصر والمغرب والاردن ذات مُقَومات مادية عالية وقوية وقدرات عسكرية مذهلَة،
[ الصراع بين القوتين كبير جداً وخطير للغاية وأُفُق الحوار أو التفاهم مسدود بشكل نهائي ولا أمل أن تلوح في الأفُق بشائر حلول لإختلاف الإيديولوجيا الصهيونية والعقيدة الوهابية المسمومة وحجم الدَم الذي فاتَ الأوان على لملَمَتهِ عن الأرض؟
[ إن حجم الدم والموت والدمار ونوعية الحروب التي اشتعلت وعدد الضحايا وعمق الجروح ونوع القضية وحجمها يحولان دون التقارب او التلاقي إلَّا اللهم مَن كان مسلماً بالسيف وأرتَدَّ على اعقابه كمجلس التعاون الخليجي فقط لا غير.
♦️ من هنا نَوَد أن نقول شيئاً مهماً للغاية وبشفافية من دون أن نُوارب أبداً لأننا صادقون؟ البعض يتحدث عن قدرة الولايات المتحدة الأميركية وإسرائيل، ويقارنهم بقدرات الجمهورية الإسلامية الإيرانية على الأرض ويتسائل عن سبب تصعيد إيران الإعلامي ورفع سقف لهجة التهديد والوعيد مع أن موازين القوَى غير متكافئة مالياً وبشرياً وعسكرياً مع كل تلك الدُوَل المتآمرة عليها؟ وحليفها العراق ممزق وسورية مَدمِيَة وتنزف ولبنان فيه ذئاب الصهاينة من بقايا كلاب الصهيونية والطارئون في السياسة يتكالبون على المقاومة.
[ أيضاً يضيف المُرَجفون بأن الحرب لو إشتعلت لن تكون لصالح إيران وحلفاؤها في المنطقة بسبب قوة النيران الأميركية الإسرائيلية وربما إستخدامهم لن يقتصر على الأسلحة التقليدية؟
[نحن لدينا جواب من شقين الأول : أن الإمام الحسين عليه السلام كان يعلم عدد جيش إبن زياد وما ستؤول اليه المعركة وما هو المصير؟ لكنه لَم يسلمهم تسليم الجبناء الأذِلَّاء ولَم يفر من أمامهم ولَم يقر لهم إقرار العبيد، وفضَّلَ مواجهة مصيره بشجاعة وأنتصرَ دمهُ على السيف.
[ الجواب الثاني : أن الجمهورية الإسلامية تعرف حجم قدرات أعدائها وتحصيها كل يوم وتراقبها على مدار الساعة وهي قادرة ومقتدرَة ومصممَة على الدفاع عن نفسها وعن حلفاؤها مهما كانت التَكلُفَة غالية وباهظة وهذا لن يثنيها عن القيام بدورها في المنطقة أو عن واجبها الديني والأخلاقي بتحرير فلسطين، أيضاً إذا دارت رُحَى الحرب فأنها ستواجه بشجاعة وقوة وستكسر نصل السيف الصهيوني في المنطقة أي أن دُول التطبيع الخليجية ستعود الى أصلها وأصالتها كما كانت على دَور النبي محمَد {ص} إبل وأغنام ورمال من دون أي حضارة عليها؟ لِمَن يفهم؟
[ وإسرائيل حكماً ستزول ولو إجتمع العالم بأسرِه لحمايتها لن ينفعها إلَّا الفرار عبر عُباب البحر الى مسقط رؤوسهم الذي أتوا منه إلى فلسطين وإلَّا لَن يبقى أمامهم إلَّا القتل والعبوديَة الحديثة، فلا سلاحهم النووي سينفع ولا سلاحهم النوعي سيُفيد لأن المعرَكَة مع هؤلاء هي معركة مصير
أما أولَئِكَ الآتون من خلف المحيطات سيعود مَن سيبقى حياً منهم ليروي حكاية قوم آمنوا بالله وبرسوله وبإمامَة حُجته لَم يهنوا ولَم يركعوا الا لله ولَم يخضعوا لأي تهديد مهما عظُمَت قوة أمريكا.
♦ ✍️ د. إسماعيل النجار..
لبنان[3/1/2021]
ــــــــ
https://telegram.me/buratha