د.محمد العبادي ||
تحتل المرأة مكانة مرموقة داخل المجتمع الإيراني، وتتمتع بحرية وشخصية قل نظيرها في بلدان كثيرة ، وبالمناسبة في واحدة من الملاحظات طلب مني أحد اصدقائي مرافقته لغرض إكمال دراسته العليا في ( پردیس) التابعة لجامعة طهران ،واثناء المراجعة تعجب من نسبة أعداد النساء الكبيرة في الإدارة ، ومن الحرية والاهتمام الذي ظهر على الموظفة المسؤولة عن التقديم أو القبول .
على كل فإن مانقصده من المدير هو مانصت عليه المادة (٧١) من قانون إدارة الخدمة المدنية في ايران من رؤساء السلطات الثلاث ونوابهم والوزراء ونوابهم وأعضاء البرلمان والمحافظون والسفراء وغيرهم .
وقد أعطى المجلس الإداري الأعلى في ايران تعريفا للمدير وقد صنفه الى أربعة مستويات : ١- المدير الأعلى أو ( القيادات) وهم المسؤولون عن صنع السياسات والتخطيط الكلي والتوجيه والرقابة.
٢- المدير الأوسط ويقصد به المدراء العامون ونوابهم ونواب الهيئات والمؤسسات الحكومية.
٣- المدير القاعدة : هم المدراء الذين يتولون تنفيذ السياسات.
٤- مدير العمليات أو المدير الميداني : وهم الذين يديرون العمليات الاجرائية مثل المدارس ، والمستشفيات والملاعب .
إن أدوار المرأة تتوزع في هذه التصنيفات الأربعة للمدراء ، وتأخذ المراة نصابها في زيادة كلما تقدمت عجلة الزمن إلى الأمام ، وكدليل على ما أقول ؛ في سنة ٢٠١٩م حضر الرئيس الروحاني في مهرجان الشهيد رجأئي الخامس عشر ، وتحدث عن عدد المدراء من النساء وأشار إلى النمو المضطرد في أعداد النساء من اللواتي يشغلن منصب (مدير ) ، وقال : ( زاد عدد المديرات من النساء بنسبة ٢٥% من (٩٠٣٤) في عام ١٣٩٦ش/٢٠١٧م إلى (١٢٢٠٩) في عام ١٣٩٨ش/٢٠١٩م ، كما زاد من ٣١ امرأة مسؤولة إلى ٦٧ امرأة مسؤولة في الإدارة العليا ).
ان هذه الأرقام تشير إلى مكانة المرأة في جسد الدولة .
ونقلا عن وكالة ايرنا؛ فقد أشارت الدكتورة معصومة ابتكار مساعدة رئيس الجمهورية لشؤون المرأة والأسرة إلى الزيادة الملحوظة في سهم النساء في مناصب الدولة المختلفة.
وقبل أن اختم هذا المقال أشير إلى أسماء بعض النساء الايرانيات اللواتي يشغلن مناصب مهمة في سدة المسؤولية في ايران مثل:
١- ( الدكتورة لعيا جنيدي): وتشغل حاليا منصب المعاون الحقوقي لرئيس الجمهورية .
٢- ( شهين دخت مولاوردي) : وتشغل منصب المساعد الخاص لرئيس الجمهورية في شؤون حقوق المواطنين.
٣- ( فريبا محمديان) : وهي ناشطة رياضية ، وكانت تشغل منصب رئيسة الاتحاد الوطني للتزلج ، وعينت اخيرا نائبة لوزير الرياضة والشباب في شؤون تطوير الرياضة النسوية .
٤- (ژاله فرامرزیان) : شغلت منصب مدير عام التنسيق وتحسين المناهج في وزارة الداخلية ، وحاليا تشغل نائب مدير التطوير الإداري والموارد في وزارة الرياضة والشباب.
٥- ( راضية لك ): تشغل حاليا منصب معاون وزير الصناعة والتجارة ، وهي إحدى النساء العالمات والعاملات في مشاريع الحفاظ على البيئة ، مضافا إلى أنها كانت رئيسة علوم الأرض ( الجيولوجيا ) التابعة للجنة الوطنية لليونسكو .
٦- ( أمينه محمود زاده) :وهي حاصلة على دكتوراه في الاقتصاد ، وتشغل منصب رئيس الشؤون الاقتصادية في مديرية الميزانية والتخطيط .
٧-( مرضية شاهدايى) :شغلت منصب وكيلة وزير النفط ، وايضا شغلت منصب المدير التنفيذي للشركة الوطنية للبتروكيماويات، وهذه الشركة ثاني أكبر شركة في الشرق الأوسط.
٨- ( فاطمة تندگویان): تشغل حاليا منصب كبير المستشارين في وزارة النفط، وكانت في تسعينيات القرن الماضي تشغل منصب كبير مستشاري وزارة التربية والتعليم .
وهناك اسماء أخرى اعرضنا عن ذكرها خشية الإطالة.
ان مشاركة النساء في المسؤوليات المختلفة يشير إلى مدى الاهتمام الذي توليه الجمهورية الإسلامية للمرأة والى كونها جزءا مهما في هذا البلد الكبير والمتنوع.
https://telegram.me/buratha