✍️ د. إسماعيل النجار||
♦️ بينما تلوحُ في الأُفُق بوادر صدام مصري تركي في ليبيا برعاية أميركية للطرفين؟
♦ تعاظَم الدور التركي الخارجي في السنوات العَشر الأخيرة بعد ثورة الربيع العربي بدءً من سوريا، مروراً في العراق، وليبيا، وأذَربيجان، وصولاً إلى محاولاتهِ المستميتَة لتأمين موطئ قَدَم في لبنان وجنوب اليَمَن.
🔖 في السنوات الثلاث الماضية من حرب اليمن حاولت أنقرَة تأمين موطئ قَدَم لها في منطقة الجنوب وتحديداً عَدَن بعدما كانت قد إتخَذَت موقفاً صريحاَ بتأييد حكومة هادي المخلوع لأهداف سياسية خاصة بها، فبدأت بإرسال المساعدات الطبية والغذائية إلى جنوب القرن الأفريقي، بواسطة الهلال الأحمر التركي ومنظمة الوكالة التركية للتعاون والتنسيق [بيكا] بالإتفاق والتنسيق مع الحكومة المحلية في عدن التي زارَها وزير داخلية أنقرة وأجتمعَ برئيس حكومتها ووزير داخليتها وأنتهى اللقاء بتفاهم حول السماح للهلال الأحمر التركي ووكالة [بيكا] بإدخال المساعدات وتوزيعها وتقديم الخدمات الطبية للمحتاجين من دون أي تدخل من أي طرف خارجي.
[ الأمر الذي لَم تستسيغه الرياض ورفضته أبو ظبي وواجهَ عرقلَة واسعه حتى وصلَ الأمر الى اطلاق النار على رئيس منظمة الهلال الأحمر التركي وإصابته في رأسه وإنقضاء الأمر من دون فتح أي تحقيق رسمي لكشف ملابسات الحادث.
♦️ الإستخبارات السعودية والإماراتية رصدت إتصالات سرية لضباط أتراك يعملون تحت غطاء الهلال الأحمر بمسؤولين رفيعي المستوى من جماعة الإخوان المسلمين، وتمت متابعة الأمر إماراتياً ليتبين لاحقاً الهدف التركي الحقيقي من الدخول الى اليَمَن،
[ وبآنت خفايا التحرك السري لها هناك ألذي يتجنب إغضاب طهران الرافضة رفضاً قاطعاً لأي دور لأنقَرَة في الجنوب اليمني بمواجهة الحوثيين.
♦ رَجَب طيب أردوغان الذي حاوَل عدة مرات إقناع طهران بأن دوره لا يستهدف الحوثيين إنما يهدف الى تطويق الوهابية السعودية من الجنوب بعدما عززَ وجوده في قطر على الحدود الشمالية الغربية معها، لكن الأمر لم يقنع طهران وتصدَّت له بقوَة رغم التنسيق المتبادل مع أنقَرَة في ملفات دولية عِدَة بينها سورية والعراق وقطر.
♦ رَجَب طيب أردوغان الذي أخذته نشوَة النصر في أذربيجان بوجه أرمينيا، يحاول إحراز تقدم على الأرض الليبية بإتجاه مناطق الساحل الليبي التي يسيطر عليها اللواء خليفة حفتَر وتحديداً مدينة بنغازي الساحلية التي تشكل عصب القوة الرئيسية للإنقلابيين، في الوقت التي إستنفرَت مصر قواتها المسلحة بوجه الزحف التركي عبر الميليشيات الإرهابية والمرتزَقة التي جلبها أردوغان الى طرابلس الغَرب لمساعدة حكومة السراج المعترف بها دولياً، وأنذر الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي القوات الحكومية بأنه لَن يقف مكتوف الأيدي أمام زحف المرتزَقة الإرهابيين المدعومين تركياً نحو مُدن الساحل الليبي الغربي وقال إن محافظة سِرت الساحلية هي الخط الأحمر الذي سيجبر القوات المسلحة المصرية التدخل عسكرياَ بعدما وضعت سلاحها الجوي في حال إستنفار دائم.
♦ الإصرار التركي قابله إصرار مصري بدعم أميركي للطرفين يدفعهما نحو المواجهة التي ستقع بينهما عاجلاً أَم آجلاً؟ وسط كَوكَبَة من الإتصالات الدولية المزيَفَة تحت عنوان لَم الشمل والإتفاق على توحيد البرلمان وإجراء انتخابات وتشكيل حكومة وحدة وطنية في مناخ سياسي كاذب وفاشل تحكمه أجندات ومصالح مختلفة يدفع ثمنها الشعب الليبي من خيرة شبابه وثراواته المنهوبة يميناً وشمالاً.
♦ ✍️ د. إسماعيل النجار..
[19/12/2020] لبنان
https://telegram.me/buratha