د.محمد العبادي ||
اعترف مسبقا ان موضوع التعليم في ايران واسع جدا ، ولذا فإن هذه السطور هي (غيض من فيض) ، واشير إلى ما تيسر ذكره عن هذا الموضوع بهذه العجالة .
لقد اهتمت الجمهورية الإسلامية الإيرانية بالتعليم ، ورسمت خططها المستقبلية لتعليم الأجيال، وحصلت طفرات كبيرة في المجالات العلمية المختلفة حتى ان قائد الثورة أعلن تأييده المطلق للنهضة العلمية وأنه لن يتراجع عن دعم تلك النهضة قيد أنملة .
لقد صرف المجلس الأعلى للثورة الثقافية مئات الساعات في سبيل التنمية الثقافية والعلمية لهذا البلد الأمين ، وانتخبوا أفضل الأساتذة والإداريين لرئاسة الجامعات والمعاهد والمراكز العلمية للوصول بها إلى الأهداف المنشودة.
ليس معنى هذا أن ايران لم تواجه الفشل والاخفاق في رحلتها وكدحها العلمي ، وإنما لديها إصرار على تحويل الفشل إلى نجاح ، وتجاوز العقبات التي تقف حجر عثرة في طريق النمو العلمي المستمر .
لقد اهتمت ايران بالعلم ، فمضافا إلى الوزرات المعنية بالعلم والثقافة مثل وزارة التربية ووزارة التعليم ( العلوم) ، وزارة الثقافة والإرشاد الإسلامي، تم انشاء وظيفة المعاون العلمي للرئيس ، وترتبط بها مئات المؤسسات العلمية والشركات التطويرية والمهنية وتضم خيرة النخب العلمية ، وفي كل سنة تقيم هذه المعاونية مؤتمراتها وندواتها العلمية ، وتقيم ايضا هذه المعاونية معارضها السنوية، وتعرض نتاجاتها وانجازاتها العلمية وتتعاقد مع الوزارات والادارات المختلفة لتقديم جهودها ومساعداتها .
في ايران وحسب تقرير مؤسسة البحوث والتخطيط في وزارة العلوم يوجد ( 2468) جامعة ومعهد فني أو مركز حرفي ، وسهم الجامعات العلمية والتطبيقية من العدد المذكور يبلغ (953) جامعة ، أما المعاهد الفنية والمراكز الحرفية فتبلغ أكثر من (١٧٠) معهدا أو مركزا حرفيا، هذا مع العلم ان هناك جامعات أخرى أهلية تعتمد على النفقة الخاصة ، هذا ماعدا المؤسسات العلمية والتحقيقية التي تحتاج إلى موضوع آخر. وتنتشر هذه الجامعات والمعاهد والمراكز العلمية على (٣١)محافظة .
وتحتل أكثر من (٤٠) جامعة ايرانية مراتب متقدمة وفقا لتصنيف شانغهاي واليونسكو .
ما يلفت النظر هو اعداد طلاب الجامعات الذين يدرسون فيها ،حيث ان عدد الطلاب قد تجاوز (٤ ) مليون طالب لمرحلة الليسانس .
ما يلفت النظر أكثر هو عدد طلاب الدراسات العليا ؛فحسب إحصائيات سنة ٢٠١٨م ان عدد طلاب الدراسات لمرحلة الماجستير يبلغ (398117) طالبا. اما طلاب مرحلة الدكتوراه فيبلغ (71286) طالبا.
وتجدر الإشارة إلى ان ( بعض) الجامعات تشترط على طلاب الدراسات العليا ان تكون بحوثهم التي يكتبونها في الفصل الدراسي قابلة للطباعة والنشر في المجلات التخصصية.
من الملاحظات التي شاهدتها عن حس مباشر ان ايران تهتم بالنخب العلمية والثقافية ، وتحتضنهم وتوجه لهم دعوات للمشاركة والحضور في المؤتمرات والمهرجانات والندوات العلمية ، وايضا تفتح لهم أبواب مؤسساتها ومراكزها العلمية والثقافية من أجل الاستفادة من امكاناتهم وطاقاتهم.
ان هذا التوجه والنمو العلمي لم يأت اعتباطا ، وإنما جاء نتيجة للاهتمام المضطرد بالعلم ورسم الخطط العملية القصيرة والمتوسطة والبعيدة المدى والتي تتكفل في إنعاش الحياة وازدهارها :
العلم يبني بيوتا لاعماد لها * والجهل يهدم بيت العز والكرم
ــــــــ
https://telegram.me/buratha