التقارير

إن إتفقوا يكون إتفاقهم علينا؟ وإن أختلفوا يتحاربون فينا؟


 

 ✍️ د.إسماعيل النجار*||

 

♦️ إسرائيل الغارقَة في أزمَة أمنية وجوديَة تَتَخَبَّط من أجل الخلاص بنفسها من حِمَم بركان النار الموعودة فيه من إيران ولبنان،

[ تحاول أن تقنع إبن سلمان بأنها خشَبَة الخلاص له، والرياض أصبَحَت مواقفها علنيَةً بشأن التطبيع مع العدو والإنخراط في محور عسكري أميركي إسرائيلي بِلا مواربَة ومن فوق الطاولة ضمن هذا  المحور العملاني بعدما كان التنسيق بينهما سرياً وعن بُعد.

🔖 إجتماع الأمس بين ولي العهد السعودي محمد بن سلمان ووزير خارجية العدو الصهيوني بنيامين نتانياهو الذي يَرافقه رئيس جهاز الموساد بحضور وزير خارجية الولايات المتحدة الأميركية مايك بومبيو، ليسَ طارئاً فحَسب؟ إنما يخفي في مضامينه خطوات كبيرة وخطة خطيرة تَمَت مناقشتها ويتم الإتفاق عليها فيما بينهم لها علاقة بالملف اللبناني والإيراني تحديداً فيما يخص تل أبيب وواشنطن،

[ والجانب الآخر هوَ التواجد التركي داخل قطر على تماس مباشر مع الحدود السعودية الذي يهدد أمنها القومي بشكلٍ خطير جداً؟

 

♦️ المملكة السعودية التي تُكابر خَسِرَت الحرب في اليَمَن وتَعُد أيامها القليلة المتبقية لها هناك لتصبح بعدها خارجه تماماً هيَ الآن بين فَكَّي كَمَّاشَة من جهتين يحيط بها أنصار الله من الجنوب والأتراك من جهة شمال غرب المملكة داخل الأراضي القطرية،

[ بينما يتواجد الحشد الشعبي من الشمال وشمال شرق البلاد وتقابلها إيران من جهة الغرب،

[ السعودية من جهاتها الأربع أصبحَت قريبة جداً من مواقع إطلاق الصواريخ عليها من كل الإتجاهات في حال نشوب حرب شاملة،

[ ومجريات الحرب في اليَمَن تؤكد ذلك عبر ما حصل اليوم من إطلاق الجيش اليمني صاروخاً بالستياً مُجَنَّحاً متطور جداً من نوع قدس 2  أصاب هدفه بدِقَة عالية، وذلك على محطة توزيع النفط في وسط المملكة من دون أن تستطيع إعتراضه منظومة باتريوت الأميركية،في تصعيد يمني جديد يحمل في طياته رسالة قوية لآل سلول بأن الصورة قد إنقلبت وأن زمام المبادرة اليوم بيَد صنعاء.

 

♦️ بين ما يُخَطَّط له من قِبَل واشنطن وتل أبيب، وبين ما تحتاجه الرياض عاجلاً إختلطت الأوراق،

[ الرئيس دونالد ترامب الذي سَلَّمَ بواقع هزيمته في الإنتخابات يريد خلط الأوراق جميعها قبل مغادرته البيت الأبيض ويُخَطِط إلى إشعال المنطقَة لهدفين أحدهما يتصل بمستقبل بنيامين نتانياهو رئيس الوزراء الإسرائيلي الذي ينتظره عامٌ قادم مُوَشَح بالسواد في محاكمتهُ المُرتَقَبَة،

[ والثاني من أجل إغراق عهد خلفهِ جوزف بايدن بالحروب والدماء وإلهائهِ عن معالجة الأزمات الداخلية الكبيرة في الولايات المتحدة الأميركية والتي تتربع جائحَة كورونا على رأس أولوياته ومحاولة إرباكه وإبعادهِ عن مسار  العودَة إلى الإتفاق النووي مع إيران.

 

♦ أما على المقلب السعودي التركي يرى مراقبون قريبون من جمهورية مصر العربية والسودان أن المناورات العسكرية التي تجريها القاهرة مع السودان وبعض الجيوش العربية المُطَبِّعة والتي إنطلقت تحت إسم  {سيف العَرَب} تحمل رسائل خطيرة بإتجاه جيبوتي التي تتواجد على أراضيها قاعدة عسكرية تركية وتقف خلفها السعودية بهدف العمل على إخراج القوات التركية من ليبيا وقطر وجيبوتي بالقوة العسكرية بهدف نقليم أظافرها وإعادتها إلى حظيرتها التركية داخل حدودها المعترف فيها دولياً

[ وأن بعض المعلومات الخطيرة التي تسربَت أفادت بأن القاهرة حُشِرَت كثيراً  تحت الضغط السعودي للتحشيد ضد تركيا في ليبيا وقطر وجيبوتي.

[ وأن إشعال فتيل الحرب بين مصر وتركيا له مهمة كبيرة قد تُلفِت الأنظار بعيداً عن ما يُراد بالأساس فعله بوجه محوَر المقاومة.

 

♦ المنطقَة على صفيحٍ ساخن والجميع يقف متأهباً خلف أزرار منصات إطلاق الصواريخ والساحة اللبنانية ستكون الأخطر داخلياً وخارجياً على طول الهلال الذي يمتد من بيروت الى طهران.

🔖 وتُرَجِح التحليلات أن إشعال فتيل الحرب بين مصر وتركيا على الأرض الليبية سيتيح للمملكَة وإلى جانبها قوات عربية تشترك بمناورة سيف العرب الإنقضاض على القوات التركية المتموضعَة على الأرض القطرية وإحتلال الجزيرة وإنهاء حكم تميم بن حَمَد، وربما ضَمَّها إلى أراضي المملكَة وسط صمت أميركي كهدية لها لما قامت به الرياض من مجهود في إطار التطبيع مع إسرائيل،

[ ربما سيترافق هذا الحدث الكبير الذي يهدف الى وضع مصر أكبر دولة عربيه في مواجهة تركيا سيسمح بضرب إيران وإشغالها عن ضرب الكيان الصهيوني الذي سيتفرَّغ لضرب حزب الله على الساحة اللبنانية كما يعتقدون.

 

♦ المخطط خطير وهو ليس نابعاً من مجموعة تخيلات للكاتب إنما بالواقع هو مخطط كبير ترغب واشنطن من خلاله إحداث تغيير جذري في الجفرافيا السياسية للشرق الأوسط. من خلال محاصرة تركيا وعزل إيران والقضاء على حزب الله.

 

♦ الجمهورية الإسلامية الإيرانية، ومعها فصائل العراق الإسلامية، والحشد الشعبي،وأنصار الله في اليَمن، وسورية، والمقاومة الإسلامية في لبنان،وحركتي الجهاد الإسلامي وحماس في غزَة، يراقبون عن كَثَب كل ما يجري على صعيد المنطقة  ويتتبعون خطوات نتانياهو وبن سلمان خُطوَةً بخُطوَة وهم في أعلى درجات الإستعداد لجعلها بحر من نار بينهم وبين الصهاينة والأميركيين والخلجان الغلمان من دون أن يسمحوا لهم بتمزيق الجبهات وفصلها عن بعضها البعض، وإن أخطأوا وأشعلوها ستكون أكبر الحروب في الشرق الأوسط وآخرها وأشرسها في القرن الواحد والعشرين.

 

♦ سيناريو لا بُد منه ولا أحد يتوَقَّع أن ما بين محور المقاومَة وأميركا وإسرائيل من الممكن أن ينتهي بالجلوس حول طاولة وأن الهُوَّة العميقة أصلاً بين هذا المحور والوهابية ستتسع أكثَر فأكثَر ولا حَل لها غير المواجهة العسكرية المُنتَظَرَة.

 

♦ ✍️ إسماعيل النجار ـ كاتب لبناني

ـــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك