♦ ✍️ د. إسماعيل النجار||
· بين ترامب وبايدن قلق أميركي داخلي ورهان عربي وإنتظار لبناني لإنكشاح الغيم
♦ لا تزال الولايات المتحدة الأميركية تعيش أجواء الإنتخابات الرئاسية وما تَمَخَّضَ عنها، ولا زال الرئيس الحالي دونالد ترامب متمسك بموقفه ومنافسه جو بايدن أعلن فوزه في ظل إعادة فرز للأصوات في بعض الولايات،
[ رافقها إضطراب للشارع الأميركي ونزول أنصار الطرفين إلى الطرقات مدججين بالأسلحة النارية الخَطِرَة، مما يؤشر على حجم الإنقسام الخطير في المجتمع الأميركي بشكلٍ عامودي.
♦الرئيس الرابح ستتم إعادة التصويت له من خلال جولة ثانية في المُجَمَّع الإنتخابي الأميركي الذي يضم 538 صوتاً ويجب أن يحصل على 270 صوت لتثبيت فوزه في الرئاسة لأربع سنوات قادمة،
[ هذا ما سيحصل عليه جو بايدن خلال أسابيع قليلة ستحسم الجَدَل مَن هوَ الفائز الحقيقي وتقطع الطريق على دونالد ترامب الذي يرفض الإعتراف بفوزهِ معتبراً أن تلاعباً كبيراً حصلَ أثناء فَرز الأصوات وعَدَّها،
♦️ [ ترامب بدأَ بإتخاذ بعض الخطوات المسبقة في الأيام الأخيرة من ولايته لتعقيد الأمور أكثر أمام منافسه جو بايدن وعدم السماح له بتنفيذ سياسة حزبه الديمقراطي الذي صاغَ الإتفاق النووي الشهير مع الجمهورية الإسلامية الإيرانية من ضِمن مجموعة الدُوَل 5+1.
♦ أضافَ ترامب إلى ملف العقوبات السابقة التي فَرَضها على إيران حُزمَة عقوبات جديدة وُصِفَت بالقاسية جداً بموجب قوانينهم الخاصة أعتبرتها جهات دولية بلطَجَة أميركية ليست لها الحق بها. وهذه العقوبات لا يمكن لأي رئيس جديد أن يشطبها من دون العودة قانونياً إلى الكونغرس أوسلوك دروب المحاكم الطويلة.
🔖 ترامب يعرف جيداً ماذا يفعل وما يقوم بهِ؟
[ ويُدرِك تماماً أن خَلَفهُ بايدن لن يستطيع إحياء التسوية النووية بينه وبين إيران، وأن الأمر أصبَحَ أكثر تعقيداً من ذي قبل وليسَ يسيراً إلَّا بموجب إتفاق جديد يبرمه بايدن مع طهران يُلغي من خلاله كافة مفاعيل العقوبات السابقة التي فُرِضَت بإعتبار أن الإتفاق القديم قد إلتغىَ وذهبوا جميعاً إلى إتفاق جديد من دون أن يعيد عقارب الساعة إلى الوراء،
♦️ ترامب فعل كل ذلك مُراهناً على رفض إيران القبول بالتفاوض حول ملفها النووي من جديد خصوصاً أن فريقاً ديمقراطياً وازناً يريد أن يربط أي إتفاق جديد مع إيران بمسألة الصواريخ التكتيكية البعيدة المدى والدقيقة وهذا ما ترفضه طهران.
♦ إذاً العودة إلى الإتفاق النووي السابق دونهُ عقبات كثيرة وكبيرة، والرئيس بايدن لَن يكون قادراً أن يُلغي أيٍ من القرارات التي إتخذها سلفهُ ترامب فيما يخص الإعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل ومسألَتَي ضَم الضفة ونقل السفارة الأميركية إلى القدس [ بإستثناء مرتفعات الجولان السوري المحتلة لأنها تشكل الركن الأساس في أي مفاوضات مستقبلية مع دمشق.
♦ عربياً... الأيتام كُثُر.
سيتركهم ترامب خلفه يحتاجون إلى مَن يتبناهم ويرعاهم، أولهم {محمد بن سلمان} {ومحمد بن زايد} وآخرين مِمَن لا تلتقي كيمياء الديمقراطيين مع كيميائهم في مسائل كثيرة، [ بينما هناك بعض الملفات الخطيرة والتي تخص السعودية تتعلق بمقتل الصحافي جمال خاشقجي، وإرتكاب جرائم حرب في اليَمن كان بايدن قد وعَد بالمحاسبة عليها خلال كل مؤتمراته الصُحُفيَة التي أجراها قُبَيل الإنتخابات؟ ألَّلهُمَ إلٍَا إذا كان يُحَضِرَهُم نفسياً لدفع الجِزيَة وينقضي الأمر، ولأن العلاقة بين واشنطن والرياض أصبحَت تحكمها عقلية التهديد بفتح الملفات من 11 سبتمبر وصولاً إلى خاشقجي منذ إعتلاء الملك سلمان بن عبدالعزيز العرش وتعيين ولده الدب الداشر ولياً للعهد.
♦️ الذي يتوقعه كثيرون من المراقبين أنه لن يحصل أي تغيير جذري في سياسة الإدارة الأميركية الجديدة إتجاه قضايا المنطقة وخصوصاً ما يخص لبنان وفلسطين،
[ لأن ثوابت السياسة الأميركية واضحة فهيَ قامت دائماً على تأمين حماية المجتمع الإسرائيلي والكيان الصهيوني من خطر الزوال بوجه الفلسطينيين ومحور المقاومَة.
[ أما مآ يخص لبنان فإن الأميركيين يعتبرون أن الخطر الحقيقي ينبُع منه على هذا الكيان اللقيط بسبب تعاظم قدرات وقوَة المقاومَة الإسلامية المرتبطة إرتباطاً عضوياً بالجمهورية الإسلامية الإيرانية والمنسجمَة مع سياساتها ضد إسرائيل والمُصَمِمَة على عدم السماح بإستمرارية بقاء هذه الدولة العنصرية الى جانب الحدود اللبنانية مع فلسطين.
♦ في لبنان التَرَقُب سيد الموقف، بعدما أزاحت واشنطن {باريس} مجدداً عن الساحة اللبنانية وأكدَت رفضها مشاركة حزب الله بأي حكومة ستتشَكَل، مما جعلَ من الرياض تعود إلى موقفها السابق المُتَعَنِت بعدم الموافقة على إشتراك حزب الله بأي حكومة عتيدة؟
[ بعد هذه المتغيرات أصبحَ سعد الحريري متدلياً في وسط البئر لا من معين يُخرِجهُ، ولا إنقطع الحبل بهِ، والجميع من حولهُ صامتين وكإن الطير قد حآمَ فَوق رؤوسهم، وهم يدركون جيداً أن حزب الله قوة شعبية وَبرلمانية كُبرَى في البلد ولا أحد يستطيع شطبه أو إلغائه أو تحييدُه؟
[ ولن تكون هناك حكومة لا يتمثل فيها إلَّا بإرادتهِ إذا رَغِبَ بتسهيل الأمر، حتى ولو صَرَّف الرئيس حسان دياب الأعمال لمئَة عام،
[ وإلَّا غير ذلك دونه الحرب الأهليَة والفوضى في ظل إختلال موازين القِوَىَ التي وبالرغم منها يُحضِر سمير جعجع لمشروع خطير في لبنان قد يؤدي إلى التقسيم أو عودتهِ إلى السجن.
♦ بالعودة إلى الإدارة الأميركية الجديدة سيكون لديها إستثناءآن :
♦️ الموافقة على ضَم الجولان كما أسلفت ذكره من أسباب.
♦️ واليَمَن..
[ اليَمَن الذي تعتبره واشنطن بحر من الطين أغرقت نفسها في لُجَجِهِ بسبب مطامع بن سلمان وحساباتها السياسية الخاطئَة،
[ ما كان بحسبان واشنطن الغرق كثيراً في اليَمَن، والآن تعتبر نفسها بأنها توَرَّطَت بيَد محمد بن سلمان الذي تورطَ وَوَرَّطَ معه العديد من الدُوَل من دون أن يتمكنوا من تحقيق أي تقدم أو نصر،
♦️ [ أخطاء الأميركيون بحساباتهم في اليمَن، وليس السعوديون مَن أخطئ؟
لأن السعوديون هم أصلاً بِلا تفكير يتصرفون في الغريزة كالإبل التي يشربون بَولها ويتوضئونَ بهِ؟
♦️ بكُل الأحوال الأميركيين عالقون في بلاد سبأ، {والحوثييون} كما يسمونهم يمسكون بهم بأرجُلِهِم ويشدونهم إلى الأسفل لإغراقهم أكثر فأكثر ولا يريدونهم أن يخرجوا من الطين اليمني العالقون بهِ وأقدامهم ملتصقة بأجسادهم؟
[ حتى يكون درساً لهم ولا يفكرون بالعودَةِ إلى صحرائهم مَرَّةً أُخرَىَ،
♦️ بايدن سيحاول إنهاء الحرب في اليَمن لأن السعودية فقدت القدرة على الإستمرار بها وشارفَ جيشها على الإنهيار ولَم يعُد بإمكانهم شراء مرتزقة؟
[ ومَن هم في الجنوب كانوا حلفاء في إرتكاب المجازر بالأمس اليوم يتناحرون وعلى لسان قادتهم يعترفون بالهزيمة وبتفَوق الجيش واللجان الشعبية البطَلَة، في الوقت الذي أصبحَت فيه القوات اليمنية الشرعية بقيادة حكومة صنعاء على مشارف عدن وبعض المُدن المحيطة بها.
♦ شهران بالتمام والكمال للإستلام والتسليم في البيت الأبيض نتمنى أن لا تكون سَلِسة كما يراهن عليها الغلمان الخليجيون،
بينما محور المقاومة غير آبه لِمَن يرحل ومَن يأتي بعده لأن ثوابتهُ لا تتأثر ولا تتغيَر وهو بأتَم الإستعداد للإحتفال قريباً في النصر في اليمن وسورية ولبنان.
*لبنان*[19/11/2020]
https://telegram.me/buratha