التقارير

العراق مع وجود الحشد الشعبي ومن دون وجوده!

9758 2020-10-16

 

متابعة ـ عمار الجادر||

 

24 April 2019, Iraq, Baghdad: An armed member of the Iraqi Special Operations Forces secures the premises where a conference is being held by the predominantly Shia Muslim Popular Mobilization Forces (PMF) to honour Iranian fighters who died fighting the so-called Islamic State (IS) terror group. Photo: Ameer Al Mohammedaw/dpa (Photo by Ameer Al Mohammedaw/picture alliance via Getty Images)

الخبر:

على الرغم من اتفاق رئيس الوزراء العراقي مع المسؤولين في منطقة كردستان العراق بخصوص مدينة سنجار الا أن الانتقادات لهذا الاتفاق واسعة.

التحليل:

في مقدمة الذين اعترضوا على هذا الاتفاق هم الاهالي والمسؤولين في سنجار وعزوا اعتراضهم الى أن الأكراد تخلوا عنهم عندما هاجمتهم داعش في عام 2014 الأمر الذي أدى الى سقوط المدينة ووقوع الكوارث الانسانية في هذه المنطقة، بينما يعتقد هؤلاء أن تحرير سنجار من داعش جاء على يد الحشد الشعبي والتضحيات التي قدمها.

والاعتراض لم يقتصر على الاهالي والمسؤولين في سنجار فالى جانب هؤلاء انتقد الكثير من السياسيين العراقيين الاتفاق ورأوا أن ابعاد الحشد الشعبي عن المعادلات الامنية خسارة كبيرة، ومن الصعب توفير الأمن والاستقرار في العراق من دون مؤسسة الحشد الشعبي الرسمية.

غير أن الحقيقة التي لا يمكن اخفائها هي أن الولايات المتحدة الأميركية نفذت خاصة بعد ابعاد العراق عن شبح تهديدات داعش الرئيسية؛ العديد من الخطط لافراغ هذه المؤسسة الشعبية من محتواها وفي نهاية المطاف تصفية هذه المؤسسة، وفي هذا الاطار بذلت مساع حثيثة لاثارة الخلافات بين فصائل الحشد وأركانه، وكذلك السعي لايجاد الهوة وتوسيعها بين الحشد والشعب العراقي وبرز ذلك بشكل واضح خلال التظاهرات التي شهدها العراق في الآونة الأخيرة، وأيضا السعي الى نزع أسلحة الحشد الشعبي وتحويله الى قوة لا تمتلك أي تأثير، غير أن هذه المساعي لم تجد، وعندما وصلت الادارة الأميركية الى قناعة عقم مساعيها، بدأت مشروعا جديدا في انهاء وجود قوات الحشد الشعبي من المناطق التي بأمس الحاجة اليها.

الحكومة العراقية الجديدة تنفذ هذا المخطط في الوقت الذي اتفقت فيه القوى السياسية الداعمة لها على أن تكون أولويتها هي تحسين الوضع المعيشي للشعب وتوفير الظروف اللازمة لطرد القوات الأجنبية من العراق، بينما جعلت هذه الحكومة من أولوياتها اخراج قوات المقاومة العراقية من المنطقة الخضراء وابعادها عن المطار، وتعززت هذه الرؤية تجاه الحكومة بالاتفاق الذي أبرمته حول قضية سنجار، ويقال أن الحكومة ستواصل تنفيذ المخطط في مناطق أخرى كجرف الصخر، والملفت ان الحكومة قامت قبل ذلك بخطوات لتهميش دور الفصائل التي تصون أمن العراق من المناطق الحدودية، هذا في الوقت الذي تدخل فيه قضية اطلاق سراح سجناء داعش لدى “قسد” في سورية مرحلة جديدة في كل يوم، ووفقا لآخر الأنباء فانه من بين العشرة آلاف داعشي المعتقلين سيتم اطلاق سراح 4 آلاف منهم دفعة واحدة، والغريب في ذلك أن قيادات داعش الذين كانوا معتقلين في شمال سورية اطلق سراحهم وانهم تحركوا نحو العراق.

وفي هذا الاطار، وفي الوقت الذي تؤكد فيه بعض التسريبات أن السفارة الأميركية خالية من العاملين، وأن الأكراد لا يكسبوا شيئا من ملف توفير الأمن في سنجار، وأن الانتخابات العراقية قريبة؛ فإن بعض المراقبين للشأن العراقي يعتقدون أن اتفاق سنجار وراءه أهداف سياسية وانتخابية، والمثير في كل ذلك أن مدينة سنجار لم تكن يوما من المناطق المختلف عليها بين الكرد والحكومة المركزية في العراق، لتقفز على سلم أولويات الطرفين.

ومما لاشك فيه ان هذه القضايا تقع في الوقت الذي بُذلت قبلها مساع حثيثة رافقتها حرب نفسية ضروس لتشويه صورة المقاومة العراقية على انها هي التي تخل بأمن العراق واستقراره، وأبرز الأحداث التي وقعت في هذا الاطار هو الهجوم الذي شنه مسلحون مجهولون قبل 10 ايام على منزل في منطقة الرضوانية في بغداد، والى جانب ذلك الهجمات التي وقعت ضد المقرات والبعثات الدبلوماسية.

ما يجري حاليا في العراق هو مسعى يرمي الى اثارة قضايا هامشية لتختفي معها القضايا الرئيسية والاساسية وما يطالب به الشعب العراقي، بينما كانت فطنة وذكاء الأركان الثلاث في العراق وهي، الشعب والمرجعية والمقاومة تحبط فيه أحابيل المؤامرات والمتآمرين.

 

Short URL :

http://alasrmag.com/?p=5918

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك