متابعة ـ قاسم آل ماضي ||
عاد اسم منطقة "بارجين"، التي كانت محط~ اهتمام وسائل الإعلام الأجنبية منذ بداية القضية النووية الإيرانية، وخاصة خلال محادثات 1+5، الى الواجهة مرّة أخرى في أعقاب انفجار خزان غاز شرق طهران. وسعت وسائل الإعلام الدولية الناطقة بالفارسية المعادية لايران لبثّ إشاعات والأخبار المغلوطة عن طريق تحويل كلمة بارجين من حادثة عادية الى موضوع خيالي بعيد عن الواقع.
نورنيوز- وقع انفجار فجر يوم الجمعة الماضي في خزان غاز صناعي بأطراف إحدى منشآت وزارة الدفاع الايرانية، وعقب الحادثة في الساعات الأولى من الصباح، كانت هناك تكهنات لا صحّة لها، قام المتحدث باسم وزارة الدفاع بتفنيدها وتوضيح تفاصيل الواقعة.
وقال حينها المتحدث باسم وزارة الدفاع: إن الانفجار نجم عن حادث في خزان غاز بمنطقة بارجين (شرق طهران) أوقفه رجال الإطفاء على الفور وتم احتواء الحريق دون وقوع إصابات.
أتاح هذا الحادث منذ لحظاته الأولى فرصة لوسائل الإعلام الدولية الناطقة بالفارسية المعادية لايران لإثارة الشكوك في هذا الصدد.
أحد المزاعم التي أُطلقت من قبل تلك الجهات الاعلامية، أن الانفجار وقع في منطقة "خجير". وزعمت بأن الانفجار وقع في منشأة عسكرية لتصنيع الصواريخ البالستية في مجموعة الشهيد "باكري" الصناعية، في حين فنّدت الجهات الرسمية في وزارة الدفاع الايرانية بوضوح هذه المزاعم.
وكان قد عاد اسم منطقة "بارجين"، التي كانت محط اهتمام وسائل الإعلام الأجنبية منذ القضية النووية الإيرانية في العام 2003، وخاصة خلال محادثات 1+5، الى الواجهة مرّة أخرى في أعقاب انفجار خزان غاز شرق طهران. وسعت وسائل الإعلام الدولية الناطقة بالفارسية المعادية لايران لبثّ إشاعات والأخبار المغلوطة عن طريق تحويل كلمة بارجين من حادثة عادية الى موضوع خيالي بعيد عن الواقع.
تكشف الادعاءات السخيفة عن أن الانفجار وقع في منشأة لإنتاج الصواريخ تحت الأرض بعد نشر تقرير بالفيديو وشرح كامل لموقع انفجار خزان الغاز من قبل إيران، أن وسائل الإعلام المعادية لايران لديها هدفان، الأول توجيه الأنظار نحو حساسية الصناعات الصاروخية في ايران، والثاني إضعاف القوّة الصاروخية في الجمهورية الاسلامية.
كما تمادت بعض الأطراف والجهات الاعلامية المرتبطة بالكيان الصهيوني الى أبعد من الفبركات المذكورة فيما سبق، وزعمت أن الانفجار ناجم عن هجوم إلكتروني شنّه الاحتلال الاسرائيلي على منشأة عسكرية ايرانية لتصنيع الصواريخ!
في هذا الخصوص، ردّ مسؤول عسكري ايراني بارز في حوار مع موقع "نورنيوز" على هذه الإشاعات التي تبثّها وسائل الاعلام المعادية لايران، قائلا: تُظهر صور الأقمار الصناعية التي تستند عليها وسائل الإعلام المعادية في مزاعمها بأن الانفجار وقع في منشأة صواريخ، احتراق الغطاء النباتي حول خزان الغاز المُنفجر.
وحول صور الأقمار الصناعية التي نشرت عن الموقع، قال المسؤول العسكري: "كيف يمكن أن يحدث انفجار كهذا تحت الأرض، من دون أن يُحدث حفرة كبيرة، ويمكن في نفس الوقت أن يسبب احتراقا في الغطاء النباتي المحيط بالمنطقة".
وأعاد المسؤول العسكري الايراني للاذهان، قائلا: يُظهر تقرير الفيديو والصور المنشورة بوضوح أن انفجارا محدودا وسطحياً وقع على أرض وليس له علاقة بمراكز إنتاج الصواريخ المزعومة في الأنفاق تحت الأرض.
وتابع لنورنيوز: كان يتم التحكم وتعبئة خزان الغاز المنفجر يدوياً، ولم يكن من الممكن شنّ هجوم إلكتروني عليه.
مع كل ماسبق، لا ينبغي إغفال أنه نظرًا لمحاولات أمريكا الملحّة لتمديد حظر الأسلحة على إيران وجلب موافقة دول أخرى لتحقيق هذا الأمر، فإن التركيز على منطقة بارجين والإشارة إلى أنفاق إنتاج الصواريخ هي إحدى الطرق لإشراك الرأي العام. وكسب الدعم السياسي من دول أخرى لمواصلة العقوبات ضد إيران.
ورغم ذلك، تشير جميع تقارير مركز المراقبة الدولي إلى التزام إيران بتعهداتها الدولية وابتعادها عن إنتاج الأسلحة غير التقليدية، ويشير إلى أن مثل هذه القضايا غير الصحيحة هي علامة على عجز أمريكا عن إثبات ادعاءاتها الكاذبة بإدانة إيران.
ولاينبغي أن ننسى أيضًا أن أمريكا تتعرض لحملة ضغوط مكثّفة هذه الأيام وليدة الضغوط الداخلية والدولية، لفشلها في السيطرة على جائحة كورونا، وكذلك الاحتجاجات المناهضة للعنصرية. لهذا تصبّ كامل اهتمامها على مهاجمة ايران لصرف الأنظار عن المصائب التي تنهال عليها.
https://telegram.me/buratha