✍ د.محمد العبادي ||
بعد مايقرب من ( ٢٠ ) شهرا من المفاوضات توصلت ايران إلى اتفاق حول برنامجها النووي مع ما يسمى مجموعة ٥+١ ، ودخلت بنود الاتفاق حيز التنفيذ من طرف واحد فقط وهو ايران ، اما باقي الدول الموقعة على الاتفاق فكانت تتعامل بحذر ولم تطبق شرطا واحدا من شروطه ال(١٢ ) حسب ما قاله السيد ظريف وزير الخارجية الإيراني ومساعده عباس عراقچي .
ايران خفضت من مخزونها من اليورانيوم بنسبة ٩٨% لتصل إلى ٣٠٠ كيلو غرام لمدة (١٥) سنة .
كما أنها التزمت بتخفيض اليورانيوم عند نسبة ٣.٦٧ % لتأكيد الثقة بسلمية برنامجها النووي ، وأنها لاتطمح إلى صنع السلاح النووي والذي يصل تخصيب اليورانيوم لبلوغه إلى أكثر من ٩٠% .
وتم شحن كميات كبيرة من اليورانيوم المخصب وتصديرها إلى بعض دول الاتفاق .
ايران أيضا كانت قد وقعت بشكل طوعي على البروتوكول الإضافي لترميم الثقة ، ولمد جسور التواصل مع الأطراف الدولية ،وكذلك لتمكين الوكالة الدولية للطاقة النووية من الحصول على المعلومات اللازمة لسد الثغرات فيما يتعلق بالبرنامج النووي ، ولتقديم ضمانات أكبر للكشف عن الأنشطة النووية .
ان البروتوكول الإضافي ينص على القيام بعمليات تفتيش مفاجئة إلى المنشأت التي يرغب المفتشون بتفقدها بعد مهلة ساعتين إلى ٢٤ ساعة من الإعلان عن نيتهم بالتفتيش .
وقد ادان اعضاء البرلمان الايراني قرار مجلس حكام الوكالة الذرية الاخير في تفتيش موقعين نووين، وقالوا بأنه : (وفقا للإحصاءات الرسمية التي وردت في تقارير المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية ؛ فقد تم تنفيذ أشد أنواع التفتيش والمراقبة في تاريخ الوكالة في غضون ( ٥ ) أعوام فقط والتي شملت الوصول إلى أكثر من (٣٠ ) موقعا ايرانيا بشكل مفاجئ وفق البرتوكول الإضافي.!
وتابع أعضاء البرلمان : انه وفق التقارير لعمليات تفتيش الوكالة الدولية في الفترة ما بين ٢٠١٣م لغاية ٢٠١٩م فقد ارتفعت نسبتها من ٤ إلى ٢٠% من إجمالي عمليات التفتيش في العالم برمته و٩٣% مقارنة بالبلدان المماثلة ) .انتهى الاقتباس .
في ضوء ذلك صدر عن الوكالة الدولية للطاقة الذرية أكثر من (١٨ ) تقريرا تؤكد تعاون ايران وسلامة الأنشطة النووية الإيرانية .
ان ايران التزمت من طرف واحد لكنها لم تحصل على حقها رغم مطالبتها المستمرة بذلك . ثم ما الذي يدعوا ايران الى ان تتقيد بالبروتوكول الإضافي في الوقت الذي تتنصل الأطراف الأخرى من تعهداتها ؟!
ان الثلاثي الاستعماري الخبيث(بريطانيا وفرنسا وألمانيا) ومعهم أمريكا وإسرائيل يمارسون تطبيق مشروع الضغوط القصوى على ايران ويتناوبون الادوار مستغلين نفوذهم العميق في هذه المؤسسة الدولية ، وفي الوقت الذي تمارس فيه هذه الدول اساليبها في الضغط والابتزاز تتغافل وبشكل علني عن البرنامج النووي العسكري الإسرائيلي.!!!
ان هذا يشير إلى الخلل البنيوي في هذه المؤسسة والتي أصبحت أداة للابتزاز السافر في تحقيق المأرب السياسية والاقتصادية.
ــــــــــــــــ
https://telegram.me/buratha