التقارير

هزيمة داعش الارهابي واستعادة مناطق كانت تحت سيطرة الأكراد في عملية خاطفة تعيدان للقوات العراقية هيبتها.

4461 2017-10-20

يرى خبراء أن القوات العراقية استطاعت بمواجهتها المقاتلين الأكراد وسيطرتها السريعة خلال الأيام الأخيرة على مناطق متنازع عليها مع إقليم كردستان وأبرزها كركوك الغنية بالنفط، وبعد طردها تنظيم داعش الارهابي من مناطق واسعة في شمال العراق وغربه، قلب موازين القوى بشكل جذري في البلاد لصالحها لتمحو بذلك صورة الجيش الضعيف الذي انهار في العام 2014 بشكل صادم أمام اجتياح تنظيم داعش الارهابي  للعراق.

وخلال 14 عاما وفي مواجهة جيش حكومي ضعيف، سيطرت قوات البشمركة بشكل منهجي على مناطق متنازع عليها بين بغداد وأربيل، لكن الأوضاع انقلبت تماما خلال الأسبوع الحالي، إذ لم يستغرق الأمر سوى 48 ساعة كي تستعيد القوات المركزية العراقية السيطرة على جميع تلك المناطق من دون أي مقاومة تقريبا.

ورحب المتحدث باسم التحالف الدولي بقيادة واشنطن الكولونيل راين ديلون بهذا التطور، قائلا إن القوات العراقية حسمت معركة الموصل التي "تعد من أصعب المعارك منذ عقود، ثم سيطرت على تلعفر والحويجة"،

مضيفا "يقال إنهم الآن، من أوائل قوات الأمن في المنطقة". وتطلب الأمر سنوات لإعادة تشكيل القوات العراقية بمساعدة العديد من جيوش الدول الغربية.

ويرى رئيس تحرير مجلة "جاينز" الأسبوعية المتخصصة بشؤون الدفاع في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، أن القوات العراقية اليوم هي ثمرة ثلاث سنوات من تدريب وتسليح .

لكنه يشير في الوقت نفسه إلى أن "العراقيين أيضا حسنوا على الأرجح أسلوبهم في مواجهة مشاكل الفساد والضعف اللوجستي وفي كيفية رفع المعنويات المتدنية" للقوات.

في المقابل، حصلت القوات الحكومية على دعم قوات الحشد الشعبي ، تعد أكثر من 60 ألف مقاتل وتشكلت في العام 2014 بعد فتوى الجهاد الكفائي التي أطلقها الامام المفدى السيد علي السيستاني أكبر مرجعية شيعية في البلاد لمواجهة تنظيم داعش الارهابي الجبان وهي بمثابة قوة رديفة للجيش العراقي وهي أكثر تسليحا من القوات النظامية.

في المقابل، انعكست صورة قوات البشمركة التي كانت تتغنى بمقاتليها الأشداء، خصوصا أنها لم تكن القوات الرئيسية في الحرب ضد تنيم داعش الارهابي في العراق.

ولم تشارك البشمركة في معركة استعادة الموصل وكانت تقف على بعد ثلاثين كيلومترا إلى شرق المدينة ولم تخض أيضا معارك لاستعادة تلعفر أو الحويجة ولم تشارك في أي من معارك محافظة الأنبار في غرب البلاد.

وعندما تقدم تنظيم داعش الارهابي الى مدينة اربيل، كان حال البشمركة حال القوات العراقية آنذاك وكانت مستعدة للفرار لولا الدعم الذي قدمته لها إيران المجاورة.

ويرى  الباحث في المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية إميل حكيّم بأن تقهقر القوات الكردية في كركوك "سببه انعدام التوافق السياسي"، موضحا أن "الحرب ضد تنظيم الدولة الإسلامية غطى على خلل الإدارة الكردية منذ سنوات".

ولا تزال صورة مقاتل البشمركة القديم الواقف على جبل بشاربين طويلين ووجه أسمر مجعد وكوفية تقليدية على رأسه وسروال عريض مدافعا عن أرضه في ظروف قاسية، قائمة، إلا أن صورة البشمركة كقوة تتمتع بقدرات قتالية عالية وبأس شديد في المعارك انهارت أو اهتزت خلال العملية العسكرية الخاطفة التي قادها الجيش العراقي لاستعادة السيطرة على مناطق سيطرت عليها القوات الكردية قبل سنوات.

ويعتبر حكيم أن الجيل الجديد من البشمركة "ليست لديه القسوة والتماسك اللذين يمتلكهما القدامى"، لأن "الاستقرار والتطور الاقتصادي لكردستان العراق منذ العام 2003، أثرا على العقلية العسكرية للمجتمع الكردي".

ولم يعد مقاتلو البشمركة يتسلمون إلا نصف رواتبهم منذ العام 2005، بسبب الخلافات السياسية بين بغداد وأربيل، ما ينعكس سلبا على معنويات هؤلاء المقاتلين.

وطالما راهن مسعود البارزاني رئيس اقليم كردستان العراق المنتهية ولايته منذ 2005 على تلك القوات لضمان استمراره في السلطة، إلا أن خبراء أكدوا أن انشغاله في الاحتفاظ بالسلطة لأطول وقت ممكن ومغامرته الأخيرة بقيادة استفتاء الانفصال أدخلت الاقليم الكردي في أزمات حادة سياسية واقتصادية وهزت دعائم سلطته ومكانته في المجتمع الكردي.

ويواجه اقليم كردستان أزمة مالية عاصفة منذ سنوات ارتدت إلى اضطرابات واحتجاجات في الشارع إلى أن أعلن البارزاني عن استفتاء الانفصال الذي هلل له كثيرون من الأكراد وتحفظ عليه آخرون.

وبددت الأحداث الأخيرة مطامع وطموحات الأكراد بالاستقلال في ظل تفاقم أزمة الاقليم وازدياد عزلته الاقليمية والاقتصادية مع الاجراءات العقابية التي اتخذتها بغداد وكل من تركيا وغيران الرافضتين لقيام كيان كردي مستقل في شمال العراق خشية أن يحفز ذلك الأقلية الكردية فيهما على اعلان الانفصال.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك