التقارير

العراق وتركيا؛ توتر جديد لصراع قديم

1533 2016-10-10

أقل ما يمكن وصف التصعيد التركي تجاه العراق؛ أنه توتر جديد لصراع قديم، وإمتداد تاريخي مبني على نتهج الهيمنة؛ بدءً من أواخر العهد العباسي؛ الى ظهور السلاجقة، ثم عهد السيطرة العثمانية 400 عام من 1516 الى 1918م؛ إلاّ أن التصرف التركي هذه المرة متشعب الأهداف لنتائج سياسة متخبطة؛ تظهر شيءً لتخفيف كوارث.
رغم قِدَم العلاقات التركية العربية؛ إلا أن خطواتها غير ثابتة، ولا تُعد كعلاقة قوميتين مسلمتين او جوار أقليمي او ضمن منظومة عالمية تحتم الإحترام المتبادل. تصاعدت المواقف العراقية التركية في الآونة الأخيرة، سيما بعد تصريحات كبار قادة الأتراك وفي مقدمتهم الرئيس اردوغان، وإنبرى ساسيون وإعلاميون أتراك لوصف الواقع بمواقف شتى، ومن دخول القوات التركية الى العراق الى اليوم؛ تخبط الخطاب وتناقضت الأفعال؛ الى أن تحدث رئيسهم عن مستقبل العراق والموصل؛ وكأنه وصي على الشعب العراقي، ويحدد من يسكن المدينة وكيف تكون خرائطها؟! قال رئيس الوزراء التركي: أنه لا يفهم لماذا التصعيد العراقي تجاه تواجد القوات التركية، ولكن نعيد عليه نفس السؤال لنقول: لا نفهم ما سبب تواجد القوات التركية في العراق، والشعب العراق يرفضها ويعتبرها محتلة، ثم لماذا يمدد البرلمان التركي بقاءهم عام آخر والكل يعرف أن داعش لن تبقى أكثر من أشهر في العراق، وهل يستطيعون حماية هذه القوات في مناطق وعرة في مساحة 1 كم يشغلوها؟! حقيقة السياسة العراقية نيتها بناء علاقات أقليمية وعالمية متوازنة، والحرص على علاقات حسن جوار، ولكن السيل بلغ الزُبى، وكان رد الحكومة والبرلمان العراقي مناسباً؛ بعد إستنفاذ كل السبل الدبلوماسية، ومن تقديم الشكوى الى مجلس الأمن الدولي؛ يكون العراق قد أبلغ العالم انه يحافظ على المنظومة الدولية، ولا نية للعراقيين سوى الحفاظ على سيادة بلدهم. إن التحرك التصعيدي التركي؛ لا يفهم منه العراقيون سوى أنه تجاوز على السيادة؛ وعدة نوايا تتركز على: منافسة الدول الكبرى كأمريكا وروسيا وبريطانيا وفرنسا وألمانيا، والضغط على كورد العراق كونه أكثر علاقة من الأتراك مع أمريكا، وإيقافهم عند حد من التفكير بالدولة الكوردية، ومنع عناصر pkk من بناء علاقات مع كورد العراق، والضغط على الحكومة العراقية للحصول على منافع ونفوذ بعد تحرير الموصل، والأهم في الوجود التركي؛ تهريب ما تبقى من أهم قيادات داعش في الموصل؛ لمنع كشف التعاملات وتهريب الدواعش والسلاح والنفط والآثار. خرج التعامل التركي عن سياق حسن الجوار وإحترام سيادة الدول؛ من خلال تدخلها في شأن العراق؛ سواء بالإستيلاء على الأرض دون أذن، او تفصيل وجود مكونات الموصل. يعتقد قادة تركيا؛ أن إفتعالهم المشاكل؛ سيغطي على حجم مشكلات يعانوها، ولكن سكوت أمريكا وروسيا لفترة من الزمن؛ لن يُنسي العالم التورط بدعم داعش بشكل مباشر، وقد يعتقدون أن العراق اضعفته الحروب، ولكن المحن كانت سبب لتوحده؛ ولولاه لإجتاح الإرهاب أرجاء المعمورة، ولكن صلابتهم وصفهم الواحد؛ كان حاجز ومصد نيابة عن العالم، وبهذه القوة لن تعصيهم تركيا؛ إلاّ أن صبرهم الكبير بدأ ينفذ، ولن يسمحوا لأحلام الإمبروطوريات أن تُعاد على رقاب الأبرياء، وحتما سينتظر تركيا حساب؛ عندما تضع الحرب أوزارها وتعاد الإتفاقيات وستُحاسب الحكومات الداعمة للإرهاب، واحدة تلو الأخرى.     واثق الجابري
اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك