بسم الله الرحمن الرحيم
قال تعالى: {الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُواْ إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّـا إِلَيْهِ رَاجِعونَ أُولَـئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَـئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ }
ونحن نعيش الأجواء الإيمانية لشهر رمضان المبارك فجعنا بالمصاب الجلل الذي حل بنا وأصاب الأمة الإسلامية والشعب العراقي الجريح بجرح عميق أدمى قلوب المؤمنين ألا وهو رحيل العالم المضحي و القائد والمجاهد حجة الإسلام والمسلمين السيد عبد العزيز الحكيم (طاب ثراه) الذي قضى عمره الشريف في العلم والجهاد والتضحية والفداء من اجل حفظ بيضة الإسلام وتخليص العراق وأهله الشرفاء من حكم الطغاة الذين عاثوا في الأرض الفساد متحديا كل الصعاب
وبهذه المناسبة الاليمه وقلوبنا تعتصر ألما ويملأها الحزن والأسى نقدم أحر التعازي والمواساة لمولانا صاحب العصر والزمان(عج)ولمراجعنا العظام وللأمة الإسلامية جمعاء ولشعبنا المظلوم في جميع أرجاء البلاد وأخص بالذكر أسرة آل الحكيم الكريمة ، آل الفقاهة والشهادة وجميع الموالين والمحبين والمجاهدين والثائرين السائرين على درب شهيد المحراب (قدس) ورفاق الدرب في ساحات الجهاد ، سائلين المولى تعالى أن يتغمده برحمته الواسعة ويسكنه مع أجداده الأطهار في عليين مع الصديقين والشهداء الأبرار ويلهم ذويه والمؤمنين الصبر والسلوان .
لقد فقدنا علما من إعلام الإسلام وقائدا حكيما من قادة العراق وأبا عطوفا للأرامل والأيتام ومتفقدا للمساكين والفقراء وصوتا صارخا بوجه الظالمين والمتجبرين العتاة مناديا بتطبيق العدالة وإحقاق الحق والمساواة ساعيا لجمع الشمل وتوحيد الصف ووحدة الخطاب متقدما وفي الصفوف الأولى في مختلف ميادين المواجهة والصراع غير أبه بما يكيده له الأعداء ناكرا لذاته وآثرا مؤثرا على نفسه من اجل تحقيق المصالح العليا للبلاد وكان محورا موحدا وجامعا لكل الفر قاء ، لينا سهلا متواضعا للاصدقاء ، وصلبا عنودا مع الأعداء لاتأخذه في الله لومة لائم من اجل إحقاق الحق والأهداف السامية التي ضحى من اجلها الشهداء ، كان جنديا مطيعا للمراجع والعلماء حتى نال الثقة العالية والاحترام الكبير لدى جميع الأطراف وعلى رأسهم المرجع الأعلى الإمام السيستاني المفدى (حفظه الله) ، طالما كان يوصينا أخر أيام حياته وهو مسجى على فراش الموت بالوحدة والآلفة والتعاون والسعي الجاد من اجل تقديم الخدمة لأبناء الشعب العراقي ورفع الحيف عن المظلومين ورعاية الفقراء وتفقد المساكين ومواساة عوائل الشهداء والمضحين ويحذرنا من المنافقين والمتآمرين ممن يريد النيل من وحدة العراقيين .
اليوم ونحن نعيش شدة المصاب بفقد هذا الرجل العظيم الذي فقدناه في ظرف نحن أحوج مانكون اليه بعد ان كان وجوده بيننا نعمة عظيمة لايشعر بها الكثيرون والنعم لاتعرف الأبعد فقدها ، فرحيله ثلم ثلمة كبيرة لايسدها الاالله تعالى بلطفه ، تحتاج منا جميعا العزم والإصرار والمضي قدما لمواصلة الدرب الذي سار عليه فقيدنا الغالي والتمسك بالمبادئ التي جاهد من اجلها ورص الصفوف وتجاوز الخلافات ونسيان الماضي والعودة بصدق وإخلاص للوقوف صفا واحدا كالبناء المرصوص بوجه الاعداء الذين يريدون تدمير العراق والعودة الى العبودية وسحق الكرامات منتهكين بذلك كل المقدسات ، فلا خيار لنا الاالثبات والصبر والإصرار متحدين كل الصعاب والمجد والخلود لجميع الشهداء والقادة والعظماء والخزي والعار لأصحاب الغدر والنفاق من اعداء العراق .والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
((وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنقَلَبٍ يَنقَلِبُونَ والعاقبة للمتقين ))
السيد حسن الزامليإمام جمعة الديوانيةوممثل سماحة السيد الحكيم الراحل
https://telegram.me/buratha