الأخبار

العراق والأنظمة الخليجية  من عام 2003 الى عام 2019


أحمد حسن العراقي 
________________________

تأريخ من العداء والدسائس والمؤامرات ذاك هو تاريخ الأنظمة الخليجية مع الشعب العراقي .. ولان الحديث قد يطول ولايسعه مقال بل ربما كتاب عن هذا الموضوع .. لكني سأقتصر عن الحديث وبإيجاز عن الفترة التي إمتدت 16عاماً .. أي من عام 2003 الى عام 2019 وبالتاكيد بإيجاز كما يقتضي ذلك طبيعة (المقال ) بالضرورة ..

في عام 2003 كانت قوات التحالف بقيادة أمريكا قد تمركزت في قواعدها في كل السعودية والإمارات والكويت وقطر وتركيا .. مضافا الى غرفة عمليات في الأردن ..

وكانت الأنظمة الخليجية ومعها وسائل إعلامها وقنواتها ومحلليها السياسيين يطبلون ويزمرون ويؤيدون إسقاط سلطة البعث التي يتزعمها الطاغية المقبور صدام ..
وفتحت دول الخليج حدودها للقوات الأمريكية وأجواءها لطائرات التحالف بل مياهها للبوارج الحربية ..التي شنت عملية عسكرية لإجتياح العراق ..

دخلت القوات الامريكية الى العراق قادمةً من الاراضي السعودية والكويتية والتركية .. وانطلقت القاذفات والطائرات الأمريكية من قواعدها في الإمارات و قطر والكويت .. وفي النهاية إجتاحت القوات الأمريكية العراق بإسبوعين فقط .. لأن الشعب كان منهكاً من القمع والقتل والحصار والحروب ..

وما أن تم الإحتلال حتى باتت ملامح السلطة تتضح فالشيعة في العراق هم الأغلبية الساحقة ومن الطبيعي ان يتولى الشيعة أغلب المناصب في السلطة الجديدة بإعتبار ان السنه أقلية ولهم حجمهم المحدد ..

لكن الانظمة الخليجية ومعها تركيا والأردن لم يرق لها الوضع العراقي الجديد .. لان تلك الانظمة متخمة بالحقد الطائفي على شيعة العراق .. وفجأة بدأت تلك الانظمة حملة التحريض ضد الشيعة في العراق وراح الإعلام العربي يتهم الشيعة بالخيانة والعمالة للأمريكيين بل و وصفهم بالخونة والمرتدين ..!! 
في حين ان الجيوش التي إحتلت العراق جاءت من أراضيهم ومياههم وسمائهم ..!!

وبدأت مرحلة الحرب غير المعلنة والمباشرة على العراق فقد شنت دول الخليج حرباً إعلامية وإرهابية قذرة على العراقيين .. فراح الإعلام الخليجي بل العربي يحرض وصدرت الفتاوى بالتكفير والقتل .. وتم تمويل وتنظيم عشرات الألاف من المجرمين والإرهابيين ليفتكوا بالشعب العراقي بعمليات إنتحارية .. وبتفجير السيارات المفخخة في الشوارع والأسواق والمدارس والمستشفيات ..

وراحت أشلاء العراقيين تتناثر على الأرصفة والبنايات .. كل هذا والإعلام الخليجي والعربي يصفه بانه ( مقاومة ) ويصف المجرمين القتلة من الوهابيين السلفيين !!

( بالمجاهدين ) في تلك الاعوام السوداء كانت قناة الجزيرة وقناة العربية تعرض مشاهد الجثث المتفحمة .. وهي تتشفى بجراح العراقيين وتشمت بهم .. وتضحك الضحكة الصفراء المسمومة ..!!
وإمتدت تلك الحرب الخليجية الأردنية على العراق منذ عام 2004 الى عدة أعوام ..

ثم جاء عام 2014 وهنا قررت الانظمة الخليجية ومعها تركيا والاردن لتوجه ضربة نووية .. نعم كانت ضربة نووية بقنبلة ( الإرهاب الداعشي ) حيث فتك تنظيم داعش السلفي الوهابي بالعراقيين فمشاهد الذبح وقطع الرؤوس ونبش القبور وسبي النساء وإستعباد الأطفال كان مشاهداً تمزق الوجدان العراقي .. وكالعادة خرج الإعلام الخليجي ليصف هذه العصابات الوهابية بأنها ( ثوار العشائر ضد الحكومة العراقية الصفوية )…

وبعدها حدث ما حدث .. واليوم جاءت السعودية بعد اكثر من 16 عاماً من الحرب القذرة التي شنتها على أغلبية الشعب العراقي ( الشيعة ) لتقول لنا : حسناً لم يحدث شيء دعونا نفتح صفحة جديدة ..!!
ويخرج بعض العراقيين ليقول نعم لننهي الحرب والخلاف .. !

 

ونسي هؤلاء ان هذه الحرب تم إعلانها من طرف واحد وهو الانطمة الخليجية ومعها تركيا والأردن ..
لو كانت هذه الدماء التي سالت من العراقيبن والتي بلغ عدد ضحاياهم 600 الف عراقي منذ عام 2004 الى عام 2019 .. لو كانت هذه الدماء لغنم او بقر تعود ملكيتها لابائكم لما تنازلتم بهذه الصورة وقلتم فلنفتح صفحة جديدة أيها الخونة ..
هذه هي حكاية الحضن العربي والخليجي مع الشعب العراقي 
______________________

10 - 4 - 2019

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك