الأخبار

ليذكر الفرق بين أهل كربلاء وبين أهل البغاء

1820 2018-09-22

أمل الياسري
أهم ما يميز حياة العرب في الجاهلية، أنها كانت حياة حربية تقوم على الغزو، والأخذ بالثأر، وفيها القوي يأكل الضعيف، وكأنها شريعة تصطبغ بصبغة دينية مقدسة في نظرهم، وعندما جاء النبي محمد (صلواته تعالى عليه وعلى آله) بدينه الجديد، ملأ قلوب الناس أدباً، وخلقاً، وتواضعاً، وصدقاً، ورحمة، وهذا ما لم ترتضيه النفوس الطاغية، التي تسيدت قريش بجبروتها وطغيانها، فما كان منهم إلا إستعمال إرهاب قبلي تجاه المستضعفين الأوائل، الذين وجدوا في الإسلام المساواة، والعدل، والإنسانية.
القرون تمضي وتضاريس الأرض تتبدل عقداً بعد آخر، ولكن هناك أرض خالدة، لم ولن يستطيع أحد تغييرها بترابها، وطقوسها، وشخصياتها، ومواقفها، ومبادئها، ونتائجها، ولو علمت البشرية السر العظيم في خلود هذه الأرض، لغرقوا في الأجر جزاء المحن حين عاشها أصحاب قضية كربلاء المقدسة، نعم إنها أرض نينوى قديماً، قضية نكون أو لا نكون، مقابل إرهاب يزيدي فاسق وزمرته، التي لا تفقه من الإسلام إلا إسمه، ومن القرآن إلا رسمه، ولا تريد نسيان آفات مجتمعها الجاهلي. 
ورد في الكافي للكليني(ج 1 ص 473) قول الإمام الصادق عليه السلام:(إني لأدعو لشيعتنا في اليوم والليلة ألف مرة، لأنما نحن فيما ينوبنا من الرزايا، نصبر على ما نعلم من الثواب، وهم يصبرون على ما لا يعلمون)، فكيف بمَنْ حمل قضية كربلاء، وسار في ركب الحسين (عليه السلام)، رغم معرفتهم بحجم الإرهاب الأموي الذي سيواجهونه، ومقدار العنف اللفظي، والإجتماعي، والجسدي، في محاولة بائسة للنيل من عزيمة الثلة المؤمنة المجاهدة، التي كتبت بدمائها قصة إنتصار الدم على السيف. 
عندما يتجدد نداء محرم في كل عام، تتجدد معه حروف كربلاء التي ننطقها بصرخة مدوية، وغيرنا يكتبها بخبث ويفهمها بحقد، فنقدم خلال أيامه الطاهرة قرابين الشهادة، حيث يتلون سواد الغاضرية بدماء الموالين للقضية الحسينية، فوالله ما رأيت شيئاً يتعلق بكربلاء، إلا وكان الجمال الإلهي متركزاً فيها، لترسم أسباب ثورة الإمام الحسين (عليه السلام)، وفضح شخصية يزيد عليه اللعنة، وكشف القناع عن قبح أفعال العدو الإرهابية، والتي توضحت آثارها اليوم في الممارسات البشعة، لعصابات داعش التكفيرية. 
شاءت الإرادة الإلهية أن يحمل البيت العلوي أمانة بقاء الدين ولو كره الكافرون، وإستطاعوا مع ذكرى كربلاء تغيير الواقع، وإفشال المخطط الأموي الإرهابي، لمحو وتشويه صورة الدين الإسلامي الحنيف، والمشروع الرسالي الذي يتجدد مع العاشر من محرم الحرام، يكمن في أن الأمة ستخسر إذا ولَّت أمرها مَنْ لا يستحق، فكربلاء صنعت بالدم نصراً آجلاً، وشاملاً، وخالداً، رغم أنها رحلة منوعة بشتى صنوف العذاب والقسوة، ضد رجل رأسه كان يريد طلب الإصلاح في أمة جده. 
كربلاء يوماً بعد آخر تؤكد أنها ثورة إنسانية عالمية، تعلم الإجيال على مختلف مشاربهم، بأن يحسنوا الصنع في أوطانهم وبناء الإنسان، ويجعلوا من حريتهم هدفهم الأول، كما أنها وثيقة إدانة على همجية العدو، لذا نحن مدعوون لتغطية حقيقة ما يجري من مراسيم، وطقوس، وخدمات، ومنابر، ومواعظ، ورسائل سلام، لأننا نشعر بالثقة في صناعة المستقبل المفعم بالكرامة، حتى وإن حاول الأعداء وضع الإرهاب بمختلف مسمياته أمامنا، ونقول لهم: نحن كثيرون حول قضية الشعائر، لأننا حسينيون وننتصر.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
فيسبوك