اجواء من الترقب والتشكيك تسود العملية السياسية المعطلة اساساً في اقليم كردستان، عقب المبادرة التي اطلقها رئيس الاقليم المنتهية ولايته مسعود بارزاني لتغيير الرئاسات الثلاث، فبينما تتحضر الاحزاب والقوى السياسية في اقليم كردستان للبدء بسلسلة جديدة من اللقاءات والمباحثات بهدف ايجاد مخرج للازمات السياسية والاقتصادية في الاقليم، عبر مواطنون واكاديميون عن فقدانهم الثقة بالاحزاب الحاكمة معلنين التحضير للقيام بتظاهرة مليونية في السليمانية ضد حكومة الاقليم والاحزاب المتورطة بالفساد المستشري في الاقليم.
مصدر سياسي مطلع رفض الكشف عن اسمه اعلن في تصريح صحفي، ان الاطراف الرئيسة الخمسة تسعى للبدء بعقد اجتماعاتها لمعالجة المشكلات والازمات التي تعصف بالاقليم، مبيناً انه في حال تم التوصل الى تفاهمات مشتركة فان تشكيل حكومة الانقاذ الوطني لن تضم جميع الاطراف السياسية كسابقتها.
واضاف المصدر ان هذه الجهود تأتي في اطار المبادرة التي اعلن عنها رئيس الاقليم مسعود بارزاني في 20 من الشهر الجاري، مبيناً انه اذا ما تم التوصل الى اتفاق بشأن تشكيل حكومة جديدة في الاقليم فانها لن تكون شاملة كسابقتها وستقتصر على طرفين او ثلاثة فقط.
وكان بارزاني قد دعا الاطراف السياسية الى الاتفاق على تسمية شخص ليتولى منصب رئيس الاقليم بدلا منه واعادة انتخاب رئاسة جديدة للبرلمان وتشكيل حكومة جديدة في الاقليم، وهو ما لقي ترحيباً من اغلب القوى والاطراف السياسية، ما عدا حركة التغيير التي عدت المبادرة ناقصة غير جادة مشيرة ان تمسك بارزاني بمنصب رئيس الاقليم برغم انتهاء مدة ولايته كان السبب الرئيس وراء بروز هذه المشكلات والازمات.
من جهته عدّ استاذ العلوم السياسية في جامعة السليمانية الدكتور محمد رؤف سعيد مبادرة بارزاني غير صادقة ولاتنبثق عن نوايا حسنة وانها تزويق لفظي يحاول من خلاله بارزاني ادامة الوضع غير الطبيعي القائم في الاقليم.
سعيد اضاف قائلاً « اذا ما كان بارزاني صادقاً في نيته لكان تنحى وتنازل عن منصبه لنائبه (كوسرت رسول علي) لحين اجراء انتخابات جديدة في الاقليم واختيار شخص آخر لرئاسة الاقليم، موضحاً ان بارزاني يحاول عبر مبادرته ان يَوًلي شخصاً اخر منصب رئيس الاقليم تمهيداً لاعادة انتخابه مجدداً لولاية رابعة لرئاسة الاقليم.
وحول الازمة الاقتصادية المستفحلة في الاقليم استبعد استاذ العلوم السياسية ان تتمكن الاحزاب المتسلطة على رقاب الناس ان تصلح الوضع الاقتصادي المزري الحالي، نظرًا لانها مكبلة باتفاقات في ملف النفط والغاز على المستوى الشخصي والعائلي مع مسؤولين في بعض دول الجوار، اضافة الى تورط شخصيات اجنبية وغربية في قضايا فساد واستقطاع نسبة من واردات نفط الاقليم لها، وهم الذين يدافعون على بقاء الوضع الاستثنائي القائم الان في الاقليم.
الدكتور محمد رؤف سعيد استبعد ان تتمكن الاطراف السياسية من ايجاد حلول للاوضاع السياسية والاقتصادية الراهنة، ما لم تتوفر نوايا صادقة وخصوصاً من قبل الحزب الديمقراطي الكردستاني، مرجحاً ان تكون موافقة الديمقراطي على تشكيل حكومة جديدة، ناجمة عن خلافات مسبقة بين رئيس حكومة الاقليم نيجيرفان بازاني ورئيس جهاز الامن الوطني مسرور بارزاني النجل الاكبر لمسعود بارزاني، وحول الزيارات التي يقوم بها رئيس الاقليم مسعود بارزاني ورئيس حكومة الاقليم نيجيرفان بارزاني الان الى الامارات وتركيا، بين سعيد انها تصب في خانة تقوية موقع العائلة الحاكمة وحزبهم ولاتصب في الصالح العام لكردستان.
في غضون ذلك اعلن تجمعات شبابية على مواقع التواصل الاجتماعي عن التحضير للقيام بتظاهرة مليونية في الاقليم، ضد الفساد الاداري والمالي وتبديد ثروات المواطنين من قبل الاحزاب السياسة المتنفذة.
واعلنت صفحات لشباب الاقليم على الفيس بوك انها تعمل على تنظيم الجهود والاصوات والجهات المعارضة للواقع الراهن في الاقليم، تحضيراً للخروج بتظاهرة مليونية، وحددت لذلك يوم الاول من كانون الاول المقبل موعداً لتلك التظاهرة، التي اطلقت عليها (اليوم
https://telegram.me/buratha