يعاني المواطنون من تردي قطاع الرعاية الصحية العامة بخاصة في مدينة الطب لجهة الخدمات الطبية ومستوى النظافة في هذا المجمع الطبي الاكبر والأوحد في العاصمة العراقية.
وقال مراجعون لمدينة الطب امس الاربعاء لـ"العالم" ان تقاطع الطريق العام المار من جهة الكسرة، كان يغص بالسيارات، بسبب ما قال احد شرطة المرور "وجود تظاهرة في نهاية الشارع".
وقال احد المراجعين انه كان ينقل زوجته الحامل، التي تعرضت لنوبة افقدتها وعيها، وكاد يصاب بازمة هو الاخر، عندما تفاجا بالزحام في الشارع الرئيس المؤدي الى مدينة الطب.
وتساءل المتحدث بانفعال كبير عن "دور المسؤولين النائمين، الذين كان عليهم على الاقل الانتباه الى طريق يؤدي الى مستشفى عام هو المركز الطبي الوحيد في العاصمة".
وتابع المتحدث انه "على المسؤولين عن مدينة الطب، والشرطة التي تقف في السيطرات القريبة منها، التحلي بشيء من المسؤولية لتنظيم السير في هذا الشارع والحرص على ابقائه مفتوحا طوال الوقت وتجنب الزحام فيه".
وقال مراجع اخر ان هناك "سيارات لمسؤولين او موظفين كبار في وزارة الصحة الملاصقة لمجمع مدينة الطب، تمر في هذا الشارع دائما ولا تتوقف لان السيطرة الموجودة في الشارع تفتح لهم الطريق، بينما المراجعين يقفون عاجزين في زحمة السيارات المتوقفة".
وراى المتحدث ان "هذه اهانة مباشرة" للمواطن العراقي من جانب السلطات المختصة، داعيا مسؤولي الوزارة الى ما وصفها بـ"صحوة ضمير، ربما تنقذهم من غضب الناس".
امراة نقلت ابنها الشاب الذي كان يعاني من فتحة قلبية الى مدينة الطب عصر يوم الاثنين اثر اصابته بنوبة. تقول المرأة لـ"العالم" ان "ابني كان يمشي على رجليه عندما اخذته الى مدينة الطب، وقلت للاطباء انه مصاب بفتحة في القلب، وان اعراض نوبة بادية عليه".
وتواصل المراة وهي تبكي بحرقة ان الاطباء ادخلوا ابنها الى "ردهة الطوارئ، ووصفوا له ابرة زرقتها في وريده معاونة طبية، وما هي الا ساعات حتى توفي ابني".
وتتابع المراة ان "على الرغم من انني نبهتهم الى انه يعاني من فتحة في القلب، الا انهم لم يهتموا الى كلامي". وتقول ان احد المراجعين في المكان نفسه، قال لها ان هناك "ابر اماراتية" موجودة في المستشفى "تتسبب بموت المريض بعد زرقها".
مراجعة اخرى قالت لصحفي متخف زار مدينة الطب امس، ان تعامل مصرف الدم، مثلا، مع المراجعين لا يرقى الى ما هو مطلوب من العامل في هذا المجال. فمواعيدهم غير دقيقة، ولا يبدون تعاونا مع المراجعين.
مراجع اخر في مجمع مدينة الطب قال ان غالبية العاملين في المجمع لا يبدون تعاونا مع المراجعين، وهم على الدوام متوترون، لا بل احيانا يفتعلون ازمات مع المراجعين.
واشار عدد من المراجعين الى ان الرعاية الطبية في المستشفي "نستجديها استجداء" من الاطباء والممرضين، واحيانا "يطلبون منا جلب دواء من صيدليات خارجية".
ولفت احد المراجعين الى ان "الاطباء والممرضين يبالغون كثيرا في التعالي على المراجعين، مع انهم دائما يشتكون مما يقولون انه سوء تعامل المراجعين معهم".
واضاف المتحدث ان "المراجع لا يريد سوى الرعاية الطبية المناسبة، والاهتمام المطلوب"، مشيرا الى ان "العاملين في القطاع الصحي عموما تنقصهم صفة التعامل الانساني التي يجب ان تكون عندهم اكبر واوضح مما عند غيرهم".
وكانت مصادر صحفية اشارت الى ان الزائر الى مجمع مدينة الطب يتفاجا بـ"تقنية جديدة وغريبة نوعا ما"، تتمثل باجراء "الفردي والزوجي" التي تعمل بها مصاعد مدينة الطب الشهيرة بمشاكلها وعطلاتها.
مصاعد مدينة الطب، التي وصلت اصداؤها في يوم من الايام الى درجة ان خصص مجلس وزراء الحكومة العراقية جلسة كاملة لها.
المراجع لهذه المستشفى، كما تقول تقارير صحفية، عندما يهم بالصعود الى الطابق الذي يريد، ينبغي عليه اولا ان يحدد وجهته فان كانت لاحد الطوابق الفردية فعليه ان يتجه الى المصعد الذي يستطيع ان يتوقف في تلك الطوابق؛ ومن يريد ان يتجه الى احد الطوابق الزوجية عليه ان يقف في طابور المصاعد الزوجية.
يذكر ان مجلس الوزراء طلب من وزارة الصحة في وقت سابق شراء مصاعد لمدينة الطب على ان تكون من منشأ اوربي غربي او ياباني، بعدما شكلت المصاعد الحالية للمستشفى مشكلة كبيرة أدت الى وفاة احد المرضى وحدوث ارباكات بسبب العدد الكبير من المراجعين والعاملين الذين يستخدمون هذه المصاعد التي باتت قديمة وعاطلة ولا تلبي الزيادة الحاصلة.
وجاء ذلك القرار بعد وفاة احد المرضى في مدينة الطب بعد حدوث عطل في احدى البوابات المؤدية الى مصعد المستشفى. ولقي المريض حتفه عندما كان احد الممرضين العاملين في مستشفى مدينة الطب يقوم بنقله الى احد الطوابق ووجد ان باب المصعد قد فتح وكان يعتقد وصول المصعد، ولم يدرك وجود عطل ادى الى فتح الباب قبل وصول المصعد الى الطابق.
وأضاف ان ذلك الامر ادى الى سقوط المريض في فضاء المصعد ما اسفر عن وفاته في الحال.
لكن مصادر قالت ان وفاة المريض كانت نتيجة سقوط احد المصاعد في مدينة الطب ما ادى أيضا الى اصابة سبعة اخرين بجروح. وتقول مصادر من داخل المستشفى ان عدد المصاعد يبلغ (12) مصعدا يعمل منها في اغلب الأحيان مصعدان، الاول للخدمات والثاني للعاملين والزائرين، الذين يتمتعون، طبعا، بأهمية اكبر من المواطن العادي.
https://telegram.me/buratha
