أشار الكاتب والإعلامي نضال حمادة في تقرير إخباري نشره موقع "المنار" إلى كلام لوزير خارجية تركيا أحمد داوود أوغلو ألقاه خلال اجتماع ما يسمى "أصدقاء سورية" الذي عقد في لندن يوم 15 أيار/مايو الحالي، وجاء فيه "لا يمكن لنا الضغط جدياً على الأسد طالما هناك حكومة واحدة وسلطة واحدة، يجب أن يكون هناك سلطتان معترفاً بهما دولياً حتى يجبر الأسد على التنازل والتراجع"، وعلى وقع المفاجأة التي أصابت الحاضرين من هذا الكلام التركي الداعي لتقسيم سورية، أضاف أوغلو "يحب علينا العمل على إقامة سلطة مستقلة في الشمال السوري تحظى باعترافنا ويكون لديها مقومات العيش والاستمرار".
وأضاف حمادة: لم يعترض أحد على كلام الوزير التركي، فيما تقول مصادر دبلوماسية فرنسية إن سعود الفيصل وزير الخارجية السعودي كان الصامت الأكبر في هذا الاجتماع، عكس كل الاجتماعات السابقة. وتضيف المصادر الدبلوماسية الفرنسية إن خطاب مونترو في سويسرا أثناء افتتاح "جنيف 2" الذي خاطب فيه الفيصل، أحمد الجربا بلقب الرئيس، كان آخر خطابات الفيصل التصعيدية. في وقت كانت مصر ممثلة بنائب وزير الخارجية السفير حمدي لوزا، وكان ملفتا أنه كان يدون كل ما يقال ولم يشارك بالنقاشات، وكان الصمت أيضاً حال وزير الخارجية الإماراتي الذي مثل بلاده في الاجتماع.
وتفيد المصادر الدبلوماسية الفرنسية أن تركيا تترأس حاليا المواقف المتشددة من سورية، واردوغان يعتبر الحرب في سورية معركته الشخصية لذلك يتعامل في الشمال السوري من منطلق الانفعالات الشخصية، وليس هناك لديه أية إستراتيجية بعيدة المدى باستثناء استمرار الحرب.
وتقول المصادر أيضاً، إنه بعد فك الحصار عن سجن حلب المركزي أصبحت الأحياء التي تسيطر عليها المعارضة في حلب تعيش وضعا صعبا من الناحية العسكرية، ومن ناحية الإمدادات والدعم البشري وهذا ما يمنع إقامة أية سلطة مستقلة وآمنة في حلب كما كانت تفكر تركيا منذ بداية الأزمة في سورية، فضلا عن الموقف التركي الذي يعتبر الجنوب السوري خارج تأثيره، كما أن إدلب المدينة بيد الدولة السورية، وليس هناك منطقة مهمة في ريف إدلب من الناحية البشرية يمكن أن تكون عاصمة أو مقرا لسلطة مستقلة يعترف بها دوليا، وهذا الوضع الميداني يجعل الخطط التركية حبراً على ورق وغير قابلة للحياة.
وتفيد المصادر الدبلوماسية الفرنسية أن أوغلو قال خلال النقاشات "يمكن لتركيا تأمين مظلة حماية عسكرية لأية سلطة سورية مستقلة في الشمال السوري".
المصادر الدبلوماسية، قالت إن طهران على علم بالخطط أو الأفكار التركية بهذا الصدد، وليس من المعروف ما إذا كانت إيران قد فاتحت تركيا بالموضوع، لكن يبدو أن طهران تركز حاليا على المفاوضات النووية مع واشنطن، وتعتقد إيران أن الاتفاق مع أمريكا في هذا الملف سوف يؤدي إلى بدء تفاوض جدي حول الملفات الأخرى العالقة بين الطرفين، رغم أن الملف النووي قد تم فصله عن الملفات الباقية وهو يناقش لوحده بمعزل عنها.
6/5/140524
https://telegram.me/buratha