سوريا - لبنان - فلسطين

صراع فروع ’القاعدة’ في سوريا يتوسع ...وسهام الخلاف تطال الظواهري

1954 07:29:38 2014-05-14

وصلت الخلافات داخل "القاعدة"إلى نقطة اللاعودة. ما كان يوصف بالخلافات  بين فروعها في سوريا،أي بين "جبهة النصرة" و"الدولة الاسلامية في العراق والشام"(داعش)، بات انقساماً واضحاً سيتجاوز الساحة السورية ليطال جميع "ساحات الجهاد" حسب مفهوم المنتمين لتنظيم "القاعدة".

الخلاف هذه المرة تجاوز صراع "النفوذ" ليصل إلى "الخلافة" وهو ما ينذر بمزيد من الصدامات الدموية التي أسفرت في مرحلة الصراع على النفوذ عن مقتل ما لا يقل عن 4000 مسلح خلال مئة يوم من القتال، فكيف ستكون النتيجة في مرحلة الصراع على "الخلافة".

الاعلان عن المرحلة الجديدة من الصراع تولاه المتحدث باسم "داعش" أبو محمد العدناني الذي شن هجوماً عنيفاً على امير "القاعدة" أيمن الظواهري ووصل إلى حد التهكم عليه ونعته بـ"التخريف" و"التناقض" وغيرها من الاهانات الشخصية، ورفض مناشدة الظواهري لـ"داعش" بالانسحاب من الشام مكرراً بأن "هذا الامر شبه مستحيل غير ممكن لا شرعا ولا عقلا".

وقطع العدناني الطريق أمام تسوية الخلاف مع "القاعدة" عندما وضع الظواهري في تسجيل صوتي بث مساء الاحد على مواقع التواصل الاجتماعي امام خيارين لا ثالث لهما وقال: "لقد وضعت نفسك اليوم وقاعدتك أمامَ خيارين لا مناص عنهما: إما أن تستمر على خطئك وتكابر عليه وتعاند، ويستمر الانشقاق والاقتتال بين المجاهدين في العالم، وإمّا أن تعترف بزلّتك وخطئك فتصحح وتستدرك".

واتهم العدناني الظواهري بتفرقة كلمة المجاهدين وتمزيقها مطالباً برد بيعة ابو محمد الجولاني، واصفا اياه بـ"الخائن الغادر".

وذهب العدناني إلى التشكيك بقيادة الظواهري وقال أن "الدولة الاسلامية في العراق والشام" لم تشن هجمات في ايران والسعودية ودول اخرى، امتثالا لتوجيهات رموز "القاعدة"، وأضاف : "بسبب القاعدة لم تتدخل الدولة في مصر أو ليبيا أو تونس، وظلت تكظم غيظها وتكبح جماح جنودها على مر السنين، والحزن يملأ أركانها وربوعها لكثرة استغاثة المستضعفين بها، والعلمانيون ينصبون طواغيت جددا أشد كفرا من سلفهم في تونس وليبيا ومصر".

وكان ابو محمد العدناني في تسجيل صوتي سابق قال فيه : "لقد انحرفت قيادة تنظيم القاعدة عن منهج الصواب (...) ان القاعدة اليوم لم تعد قاعدة الجهاد (...) بل باتت قيادتها معولا لهدم مشروع الدولة الاسلامية والخلافة".

ويبدو أن النزاع في سوريا قد شق صفوف المجموعات المسلحة وجعلها مجموعات متناحرة،وسهام الاقتتال اصابت اليوم أيمن الظواهري الذي بات عرضة لهجمات غير مسبوقة على المنابر حيث بات التشكيك بقيادته وتعليماته امراً عادياً ، ولم يعد الحديث عن انحراف في قيادة القاعدة كلاماً غريباً.

وبدأت الانعطافة المحورية في علاقة فروع "القاعدة" مع بعضها في سوريا حين تنصلت "النصرة" من اعلان "داعش" دمج التنظيمين تحت راية القاعدة الواحدة.

واصبحت "جبهة النصرة" التي ولدت بعد أشهر من بداية النزاع السوري تصف في بياناتها "الدولة الاسلامية" بأنها "جماعة باغية"، بينما يرى انصار "الدولة" ان "النصرة" عبارة عن "صحوات خائنة". واستقطب الخلاف الاف التعليقات المتناقضة على مواقع التواصل الاجتماعي على الانترنت من اليمن الى الاردن ولبنان، وصولا الى باكستان وافغانستان ودول اخرى، وطالت التعليقات قيادة تنظيم "القاعدة" وخصوصا بعد اعلان "القيادة العامة لتنظيم القاعدة" تبرؤها من "داعش" في شباط/فبراير ودعوتها اياها الى الانسحاب من سوريا.

واللافت أن التناحر لا يقتصر على فروع "القاعدة" أو الجماعات التي تستلهم افكارها، انما يتفرع إلى صراع دام بين الجماعات التي تصنف نفسها "معتدلة" إذ ثمة وقائع كثيرة تشير إلى ان صراعاً كامناً ينتظر شرارة الانفجار بين "جبهة النصرة"و"الجيش الحر" في مناطق مختلفة خصوصاً في جنوب سوريا.  

وتتخوف الدول الغربية من تنامي الجماعات المسلحة التي تصنفها متطرفة في سوريا وتحاول دعم جماعات اخرى تصنفها "معتدلة" للوقوف بوجهها ، وهو ما يشير إلى امكانية تأجيج الصراع والاقتتال الذي سيكون ضحيته المواطن السوري الذي لا ناقة له ولا جمل في صراع اتخذ الحرية شعاراً له لكنه ما لبث ان كشف عن وجهه القبيح واطلق مارد التطرف والفوضى بما يخدم مصلحة اميركا و"اسرائيل".

9/5/140514

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك