سوريا - لبنان - فلسطين

الجميع سيصغي لكلمة السيد نصر الله غدا" . هذا ما يبتغيه «حزب الله» من «القصير»

1436 23:39:00 2013-05-24

ينتظر الرأي العالم الكلمة التي سيلقيها الأمين العام لـ«حزب الله» السيد حسن نصرالله، غدا، لمناسبة «عيد المقاومة والتحرير» من أجل الاستماع الى شرحه لحيثيات مشاركة الحزب في معركة القصير السورية،

والتي جعلت الحملة الداخلية والخارجية عليه تعنف، وصولا الى حد المطالبة بعزله لبنانياً كما اقترح رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع، والعمل على محاصرته دولياً عبر طلب بريطانيا إدراجه رسمياً على لائحة الاتحاد الأوروبي للإرهاب.

لم يعد انخراط الحزب في مواجهة القصير ملتبساً. عناصره تقاتل علنا، وتشييع شهدائه يتم في وضح النهار. بالطبع، ترتب هذه المشاركة المباشرة في القتال المزيد من الضغوط على الحزب الذي يدرك أن لكل خيار كلفته، وبالتالي فهو يعتبر انه إذا كانت مساهمته في معركة القصير ستلحق بعض الأضرار الجانبية به، فإن الانكفاء يسبب لاحقاً خسائر أكبر وأفدح، على المستوى الاستراتيجي.

ولعل رئيس «تيار المردة» النائب سليمان فرنجية كان الأكثر صراحة ووضوحاً عندما قال ان معركة القصير هي لحماية المقاومة. بهذا المعنى، تسود الحزب قناعة راسخة بأن قتاله في سوريا هو خيار اضطراري يندرج في صلب المواجهة مع اسرائيل والولايات المتحدة والدفاع عن فكرة المقاومة وحماية لبنان من خطر التمدد التكفيري، وليست الغارات الإسرائيلية على دمشق والحضانة الغربية والإقليمية للمجموعات المسلحة سوى إشارة صارخة الى جوهر الصراع وطبيعته.

الرؤية واضحة ولا لبس فيها لدى «حزب الله»: «في العام 2006 هاجمنا الإسرائيليون بدعم من الأميركيين وبعض المتواطئين العرب من الحدود الجنوبية للقضاء على المقاومة، ففشلوا. هذه المرة يعيدون الكرّة لكن عبر سلوك طريق دمشق التي يعتقدون أنها يمكن أن توصلهم الى إضعاف حزب الله في لبنان والجمهورية الإسلامية في إيران، بعد قطع العقد من وسطه».

يعتقد الحزب نفسه، حسب أحد قيادييه، «أن الخصم ينظر الى محور سوريا ــ إيران ــ «حزب الله» باعتباره يشكل سلة واحدة وكلاً لا يتجزأ، بحيث إنه حتى إذا رغب أحد أطرافه في تحييد نفسه فإن الجبهة المضادة ترفض تحييده».

وعليه، يرى الحزب أن الخصم يتصرف دائما على أساس أن النجاح في ضرب إحدى حلقات السلسلة الممتدة من طهران الى ببيروت مروراً بدمشق يعني تلقائياً توجيه ضربة الى المحور كله وإضعافه بمجمله. انطلاقا من هذه المقاربة، يعتبر الحزب أنه «من غير الجائز السماح باستفراد سوريا، ليس من منطق التبعية للنظام أو لطهران، وإنما من منطلق أن المركب واحد، وغرقه يعني غرق كل من على متنه».

وهناك من يستعيد على وقع معارك القصير المعادلة الشهيرة التي أطلقها السيد نصرالله مؤخرا بقوله ان لسوريا أصدقاء حقيقيين لن يسمحوا بسقوطها في أيدي اسرائيل وأميركا والجماعات التكفيرية، وهي رسالة يبدو أن مفعولها بدأ يسري تدريجياً على الارض، علما أن العارفين باستراتيجية الحزب يؤكدون أن حلفاء الرئيس بشار الأسد يمكن أن يذهبوا أبعد بكثير في مساندته، إذا توسع دخول العامل الإسرائيلي أو الغربي على خط الأزمة، لأنه من غير الوارد الاكتفاء بالتفرج على إسقاط الدولة السورية الذي ستليه محاولة إسقاط المقاومة في لبنان والإطباق على إيران.

بالمعيار الميداني المباشر، يصر الحزب على أن حضوره في معركة القصير هو حضور دفاعي بامتياز. ليس منطقياً من وجهة نظره أن ينتظر حصول هجوم على الهرمل ومحاصرتها حتى يتحرك، لا سيما أن القصف العشوائي الذي تعرضت له المنطقة، مرات عدة، وضعها في دائرة النار وجعلها رهينة الاحتمالات الصعبة، عدا أن القرى السورية التي يقطنها لبنانيون في الريف بقيت تواجه حالة من عدم الاستقرار، حتى بعد صد محاولات اقتحامها أو استعادة ما سقط منها، لان المسلحين كانوا يعاودون الاعتداء عليها انطلاقا من القاعدة الخلفية لهم والمتمثلة في مدينة القصير التي باتت تشكل تهديداً واسعاً لمحيطها السوري واللبناني.

ووفق المعلومات، فإن وجود عناصر «حزب الله» على جبهة القصير يتركز جغرافياً في الجهات التي تمثل امتداداً للعمق اللبناني والقرى السورية المحاذية للحدود، فيما يتولى الجيش النظامي العمليات العسكرية في الجهات المطلة على العمق السوري من الناحيتين الشمالية والشرقية.

لا يخشى الحزب من التداعيات الأمنية أو المذهبية لخياره الميداني في سوريا على الداخل اللبناني. من منظاره، التحريض عليه ليس جديداً وهو متواصل منذ العام 2005، ومحاولات إثارة الفتنة قائمة بمعزل عما يحصل في سوريا، بل ان منع القضاء على الدولة السورية يساهم برأيه - في الحد من مخاطر انتشار الفوضى في لبنان واتساع التوتر المذهبي في ساحته.

عندما كان أحد نواب «حزب الله» في الجنوب، يقدم لعائلة أحد شهداء القصير شرحاً عن ظروف استشهاد ابنها، وهي عائلة غير حزبية، انبرى الوالد للقول: «الثمن كنا سندفعه، لكن هل ندفعه غدا كلنا في كل ساحات لبنان، أم تكون شهادة ابني ورفاقه حماية للبنان ولو على أرض سوريا وعلى حساب بعض أهل سوريا الذين يحق لهم أن يعترضوا على النظام».

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
almajahi : نحن السجناء السياسين في العراق نحتاج الى تدخلكم لاعادة حقوقنا المنصوص عليها في الدستور العراقي..والذي تم التصويت ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
جبارعبدالزهرة العبودي : لقد قتل النواصب في هذه المنطقة الكثير من الشيعة حيث كانوا ينصبون كمائنا على الطريق العام وياخذون ...
الموضوع :
حركة السفياني من بلاد الروم إلى العراق
ابو كرار : السلام عليكم احسنتم التوضيح وبارك الله في جهودكم ياليت تعطي معنى لكلمة سكوبس هل يوجد لها معنى ...
الموضوع :
وضحكوا علينا وقالوا النشر لايكون الا في سكوبس Scopus
ابو حسنين : شيخنا العزيز الله يحفظك ويخليك بهذا زمنا الاغبر اكو خطيب مؤهل ان يحمل فكر اسلامي محمدي وحسيني ...
الموضوع :
الشيخ جلال الدين الصغير يتحدث عن المنبر الحسيني ومسؤولية التصدي للغزو الفكري والحرب الناعمة على هويتنا الإسلامية
حسين عبد الكريم جعفر المقهوي : عني وعن والدي ووالدتي وأولادها واختي وأخي ...
الموضوع :
رسالة الى سيدتي زينب الكبرى
فيسبوك